باب مقالات
الفنون التشكيلية والموسيقية: جسور
السلام والتسامح في العراق/ مقال بالذكاء الاصطناعي
خاص بـ (حملة ثقافة المحبة والسلام التي انطلقت بالتعاون بين دار
الكتب والوثائق ومجلة سماء الأمير الإلكترونية الرقمية)
طلبنا من مساعد الذكاء الاصطناعي (جيمناي ـ Gemini) أن يتحدث عن
أهمية الفنون التشكيلية والموسيقية في دعم ثقافة المحبة والسلام،
ورفدنا بالمبادرات التطوعية التي تعمل على إشاعة هذه الثقافة، فكان
هذا المقال:
في بلد غني بتاريخه وتنوعه الثقافي مثل العراق، تلعب الفنون
التشكيلية والموسيقية دورًا محوريًا في تعزيز رسائل السلام
والتسامح واحترام التنوع الثقافي. فلطالما كانت هذه الفنون لغة
عالمية تتجاوز الحواجز اللغوية والثقافية، وتوحد القلوب والعقول
حول قيم إنسانية مشتركة.
الفنون التشكيلية: مرآة تعكس الوحدة والتعددية
تمثل الفنون التشكيلية في العراق، بكل ألوانها وأساليبها، مرآة
حقيقية تعكس التنوع الثقافي الغني للبلاد. من خلال اللوحات والنحت
والخط العربي والفنون الزخرفية، يستطيع الفنانون التعبير عن قصص
وتجارب مختلفة، تجسد حياة العراقيين بمختلف انتماءاتهم. فعلى سبيل
المثال، يمكن لعمل فني أن يصور تعايش الأديان المختلفة في حي واحد،
أو يبرز جمال الأزياء التقليدية المتنوعة للمحافظات العراقية. هذه
الأعمال الفنية، عندما ت ُعرض
في المعارض والمتاحف، تصبح منصات للحوار والتفاهم، حيث يتعرف
الجمهور على ثقافات وتقاليد لم يكونوا على دراية بها، مما يكسر
حواجز الجهل والقوالب النمطية.
كما تساهم الفنون التشكيلية في توثيق التراث الثقافي العراقي
والحفاظ عليه، مما يعزز الشعور بالهوية الوطنية المشتركة التي
تتجاوز الانتماءات الفرعية. فعندما يرى العراقيون أعمالًا فنية
تحتفي بتاريخهم المشترك وإنجازاتهم الحضارية، يزداد لديهم الشعور
بالانتماء والفخر، مما يقوي الروابط الاجتماعية ويشجع على التسامح
والتعايش السلمي.
الموسيقى: لغة الروح التي تجمع الأطياف
لا تقل الموسيقى أهمية عن الفنون التشكيلية في بناء جسور السلام
والتسامح في العراق. فالموسيقى، بفضل قدرتها على لمس الروح
والعواطف، تمتلك قوة فريدة في التقريب بين الناس. الألحان
والإيقاعات العراقية المتنوعة، من المقامات العراقية الأصيلة إلى
الأغاني الفولكلورية التي تمثل مختلف المكونات، تعكس ثراء النسيج
الاجتماعي والثقافي للبلاد.
عندما يتم عزف موسيقى تعبر عن ثقافات مختلفة، أو عندما تتضافر
أصوات آلات موسيقية متنوعة لخلق نغم واحد، فإن ذلك يرسل رسالة قوية
عن أهمية الانسجام والتناغم بين أطياف المجتمع. الحفلات الموسيقية
والمهرجانات التي تجمع فنانين من خلفيات ثقافية مختلفة، تصبح
ملتقيات للتبادل الثقافي والتعبير عن الهوية المشتركة. هذه
الفعاليات لا تقتصر فقط على الترفيه، بل تعمل على بناء روابط
إنسانية عميقة، حيث يجد الجمهور نفسه يرقص على نفس الإيقاع ويتفاعل
مع نفس الألحان، بغض النظر عن اختلافاتهم.
مبادرات فنية تعزز السلام والتسامح
في سبيل تحقيق هذه الأهداف السامية، ظهرت العديد من المبادرات
الفنية في العراق، والتي تعمل بجد على ترسيخ قيم السلام والتسامح
واحترام التنوع:
ـ مهرجان بغداد الدولي للمسرح: على الرغم من كونه مهرجانًا مسرحيًا
بالأساس، إلا أنه يضم غالبًا عروضًا موسيقية وفنية متنوعة تكسر
الحواجز الثقافية وتقدم رؤى مختلفة للعالم. يجمع هذا المهرجان
فنانين من داخل وخارج العراق، مما يخلق مساحة للحوار وتبادل
الأفكار حول قضايا إنسانية مشتركة.
ـ مرسم مكتبة الأجيال في دار الكتب والوثائق: يلعب هذا المرسم
دورًا حيويًا في تعزيز قيم التسامح والسلام من خلال الفن. فهو
يستضيف معارض فنية متنوعة، بما في ذلك المعارض الشخصية والجماعية
التي يشارك فيها فنانون من مختلف المحافظات والخلفيات الثقافية.
هذه المعارض لا تقتصر على عرض الأعمال الفنية فحسب، بل تصبح
ملتقيات للحوار وتبادل الآراء حول الأعمال المعروضة ومضامينها. كما
ينظم المرسم ورش عمل وفعاليات فنية للأطفال والشباب، تهدف إلى غرس
قيم التسامح والتنوع منذ الصغر من خلال الرسم والألوان، مما يساعد
على بناء جيل واعٍ ومتقبل للآخر.
ـ شبكة الملهمة سماء الأمير "الحياة لوحة رسم": تُعد هذه المبادرة
نموذجًا رائعًا لاستخدام الفن التشكيلي في تعزيز التسامح والتعايش
السلمي. تعمل سماء الأمير من خلال هذه الشبكة على تنظيم ورش رسم
ومعارض متنقلة في مناطق مختلفة من العراق، بما في ذلك المناطق التي
شهدت تحديات اجتماعية. الهدف هو إشراك شرائح متنوعة من المجتمع،
بمن فيهم الأطفال والنساء والشباب، في عملية الإبداع الفني. تركز
ورش العمل غالبًا على مواضيع تعزز الوحدة الوطنية، مثل رسم المناظر
الطبيعية العراقية المشتركة، أو تصوير قصص النجاح في التعايش، أو
التعبير عن الأمل بمستقبل أفضل. هذه الأنشطة لا تساهم فقط في تطوير
المواهب الفنية، بل تعمل أيضًا على بناء جسور التواصل بين
المشاركين، وتعزيز القبول المتبادل والتفاهم من خلال لغة الفن
البصرية. وسنتناول لاحقًا مبادرات هذه الشبكة عن المحبة والسلام
بشكل تفصيلي.
ـ مشاريع "فن من أجل السلام": هذه المبادرات غالبًا ما تكون مدعومة
من قبل منظمات غير حكومية محلية ودولية، وتهدف إلى استخدام الفنون
كأداة قوية للتوعية وبناء السلام والتعافي النفسي والاجتماعي في
المناطق التي تضررت من النزاعات. تتميز هذه المشاريع بالتفاصيل
الآتية:
الفئات المستهدفة: تركز بشكل خاص على الأطفال والشباب والنساء،
لأنهم غالبًا ما يكونون الأكثر تأثرًا بالصراعات، ولديهم قدرة
كبيرة على التعلم والتكيف.
الأنشطة المتنوعة: تشمل ورش عمل مكثفة للرسم، النحت، التصوير
الفوتوغرافي، والموسيقى. يتم تشجيع المشاركين على التعبير عن
تجاربهم ومشاعرهم من خلال هذه الوسائل الفنية.
التركيز على التعبير والتنفيس: تتيح هذه المشاريع للمشاركين مساحة
آمنة للتعبير عن الصدمات النفسية والعواطف السلبية المرتبطة
بالنزاعات بطرق إبداعية وبناءة، بدلًا من كبتها.
بناء الجسور: غالبًا ما تجمع ورش العمل مشاركين من خلفيات عرقية
ودينية مختلفة، مما يعزز التفاعل والتفاهم المتبادل ويزيل الصور
النمطية.
المعارض المجتمعية: تُختتم هذه الورش عادةً بـمعارض فنية مجتمعية
تعرض أعمال المشاركين. هذه المعارض لا تحتفي بإبداعهم فحسب، بل
تصبح أيضًا منصة للحوار العام حول قضايا السلام، التسامح، التنوع،
وأهمية إعادة الإعمار الاجتماعي والنفسي. يمكن لهذه المعارض أن
تكون متنقلة لتصل إلى جمهور أوسع في مختلف المدن والقرى.
رسائل الأمل: تهدف الأعمال الفنية المنتجة إلى نقل رسائل قوية عن
الأمل، الصمود، الوحدة، والقدرة على تجاوز التحديات، مما يلهم
الآخرين ويساهم في تغيير السرديات السلبية.
فرق موسيقية متعددة الأعراق: تشكلت في السنوات الأخيرة فرق موسيقية
تجمع عازفين ومغنين من مكونات عرقية ودينية مختلفة في العراق. هذه
الفرق تقدم عروضًا تمزج بين الألحان والمقامات التقليدية المتنوعة،
لتثبت أن الانسجام الموسيقي يمكن أن يتحقق على أرض الواقع بين
أفراد المجتمع.
ورش عمل "الموسيقى علاج": بعض المبادرات تستخدم الموسيقى كأداة
للعلاج النفسي والدعم المجتمعي، خاصة للأشخاص المتضررين من
الصراعات. تساعد هذه الورش المشاركين على التعبير عن أنفسهم، وتعمل
على بناء الثقة وتعزيز الروابط الاجتماعية بين الأفراد، بغض النظر
عن خلفياتهم.
كيف تؤثر مشاريع "فن من أجل السلام" على المجتمعات المحلية في
العراق؟
تترك مشاريع "فن من أجل السلام" تأثيرًا عميقًا وإيجابيًا على
المجتمعات المحلية في العراق من عدة جوانب:
ـ تعزيز التماسك المجتمعي: من خلال جمع أفراد من خلفيات متنوعة
للعمل معًا في مشاريع فنية مشتركة، تساهم هذه المبادرات في بناء
الثقة وإزالة الحواجز التي قد تكون نشأت بسبب النزاعات. عندما يرى
الأفراد أنهم قادرون على الإبداع والاحتفال بجمال الفن معًا، فإن
ذلك يعزز شعورهم بالانتماء المشترك. على سبيل المثال، في قضاء
تكريت في محافظة صلاح الدين، ساهمت مبادرة "الفن مبادرة السلام" في
تقليل حالات العنف وتعزيز التعاون بين المجتمع والشرطة المجتمعية،
بمشاركة فاعلة من رجال الدين وشيوخ العشائر.
ـ الدعم النفسي والاجتماعي: الفن يوفر متنفسًا آمنًا للأفراد، خاصة
الأطفال والشباب والنساء، للتعبير عن صدماتهم وخبراتهم الصعبة.
يساعدهم هذا التعبير الفني على معالجة مشاعرهم السلبية وبناء آليات
للتكيف، مما يساهم في شفاء الجروح النفسية التي خلفتها النزاعات.
الأنشطة الإبداعية مثل الرسم والموسيقى لها تأثير علاجي، حيث تربط
الأطفال بمشاعرهم وتساعدهم على إظهارها.
ـ تمكين الشباب والنساء: تمنح هذه المشاريع الشباب والنساء فرصة
لتطوير مهاراتهم الفنية والقيادية، وتوفير منصات لهم للتعبير عن
آرائهم والمساهمة بفاعلية في مجتمعاتهم. ففي الأنبار، على سبيل
المثال، دعت مبادرة "لمسة نساء الأنبار" 17 شابة لرسم ما يعبر عن
السلام من وجهة نظرهن، مما أتاح لهن مساحة آمنة للتعبير عن أفكارهن
وتحدي القوالب النمطية.
ـ تغيير السرديات السلبية: بدلاً عن التركيز على الدمار والخلافات،
تسلط الأعمال الفنية الضوء على الأمل، الصمود، وجمال التنوع
الثقافي للعراق. هذا يساعد على تغيير الروايات السائدة عن المناطق
المتأثرة بالصراع، ويقدم صورة أكثر إيجابية وبناءة. في الموصل، تم
استخدام الفن لترميم الجدران بالغرافيتي المؤيد للسلام، مما يعكس
الرغبة في إعادة بناء المدينة وروحها.
ـ التوعية وبناء الوعي: تساهم المعارض والفعاليات الفنية في رفع
مستوى الوعي بقضايا السلام والتسامح وأهمية احترام التنوع الثقافي
بين أفراد المجتمع الأوسع. عندما يرى الناس الأعمال الفنية التي
تعكس هذه القيم، فإنها تلهمهم للتفكير والتفاعل بشكل إيجابي مع هذه
المفاهيم.
ـ بناء الثقة بين الفئات المختلفة: في المناطق التي شهدت توترات
بين مكوناتها، يمكن للفن أن يكون وسيلة فعالة لإعادة بناء الثقة.
فعلى سبيل المثال، أقيمت جلسات حوارية في كنائس مهجورة بالأنبار،
تهدف إلى إشعار المسيحيين بأنهم جزء لا يتجزأ من المجتمع ومرحب
بهم، مما يعزز فكرة التعايش.
بشكل عام، تعمل مشاريع "فن من أجل السلام" كقوى دافعة للتغيير
الإيجابي، محولةً الألم إلى أمل، والخلاف إلى حوار، واليأس إلى
إبداع، لترسم مستقبلًا أكثر إشراقًا وتسامحًا للعراق.
|