باب مقالات

الإيزيدية في العراق: جزء أصيل من فسيفساء التنوع الثقافي



                                            

خاص بمبادرة حملة ثقافة المحبة والسلام بالتعاون بين دار الكتب والوثائق ومجلة سماء الأمير الإلكترونية الرقمية

  الإيزيدية، أحد المكونات الدينية والثقافية العريقة في العراق، يمثلون تراثاً غنياً وتاريخخاً ممتداً يمتزج مع نسيج المجتمع العراقي المتنوع. يعيش الإيزيديون منذ قرون في شمال العراق، لا سيما في محافظة نينوى ومناطق جبل سنجار، ويشكلون جزءًا لا يتجزأ من الهوية العراقية متعددة الأبعاد.

التراث الإيزيدي

يتميز التراث الإيزيدي بعادات وتقاليد خاصة، تعكس عمق الروابط الاجتماعية والقيم الإنسانية، مثل:
الضيافة والكرم: استقبال الضيوف وتقديم الطعام والشراب جزء أساسي من ثقافتهم، ويعكس الاحترام والمحبة بين الناس.
الأساطير والحكايات الشعبية: تحتوي على قصص عن الخير والشر، وتعزز القيم الأخلاقية مثل التسامح والمساعدة.
الموسيقى والرقص: الأغاني الشعبية الإيزيدية والرقصات الجماعية جزء من المناسبات الاحتفالية، وتعبّر عن الانتماء والترابط الاجتماعي.

الاحتفالات الإيزيدية

من أبرز الاحتفالات والمناسبات الدينية والاجتماعية لدى الإيزيديين:
عيد الطهور (عيد رأس السنة الإيزيدية – رأس نيسان): مناسبة سنوية تجمع العائلات والمجتمع للاحتفال بالتجدد والخصوبة والسلام، مع فعاليات روحية وشعبية.
الاحتفالات الدينية في معبد لالش: مركز روحي مهم للإيزيديين في سنجار، حيث يؤدون شعائرهم ويستقبل الزوار من مختلف المناطق، ما يعزز التفاعل الاجتماعي والتنوع الثقافي.
مهرجانات الموسيقى والفنون الإيزيدية: تُنظم في بعض القرى والمدن الشمالية، لتعزيز الهوية الثقافية ونقل التراث للشباب والأجيال القادمة.

الإيزيدية كجزء من التنوع الثقافي العراقي

الإيزيديون، مثلهم مثل المكونات الأخرى في العراق، يمثلون فسيفساء التعدد الثقافي والديني التي تميز البلاد، حيث يساهمون في إثراء الثقافة العراقية بموسيقاهم، أعيادهم، وحكاياتهم الشعبية، ويعكس وجودهم في المجتمع العراقي روح التسامح والتعايش، حيث يتفاعلون مع مكونات مختلفة في الحياة اليومية، ويشكلون جزءًا من الوحدة الوطنية، وتعد حماية تراثهم وحقوقهم رمزاً لاحترام التنوع الثقافي والديني في العراق.

تعرض الإيزيديون في العراق عام 2014، خلال سيطرة تنظيم داعش الإرهابي على مناطقهم في سنجار وبحزاني ونواحي نينوى، إلى جرائم وحشية شملت القتل والاختطاف والتهجير القسري، فضلاً عن تدمير معابدهم ومقدساتهم الثقافية والدينية. كما تعرضت مناطق أخرى مثل بعشيقة إلى تهجير قسري وتهديد هوية سكانها الدينية والثقافية، مما اضطرهم إلى الفرار وترك منازلهم. هذا العنف الممنهج أسفر عن نزوح آلاف الأسر وترك أثراً نفسياً عميقاً على الناجين، ويُعد من أبشع الجرائم ضد الإنسانية التي استهدفت هوية الإيزيديين وثقافتهم، مما جعل المجتمع الدولي يصنف بعض هذه الجرائم كإبادة جماعية.

خاتمة

الإيزيدية جزء لا يتجزأ من الهوية العراقية، وتراثهم واحتفالاتهم تذكّر الجميع بأن التنوع الثقافي والديني ليس عائقاً، بل مصدر قوة وثراء للمجتمع. إن المحافظة على ثقافتهم، ودعم مشاركتهم في الحياة الوطنية، يعزز قيم المحبة والسلام والتعايش، ويجعل العراق مثالاً حياً على فسيفساء الحضارات والثقافات التي تتعايش بانسجام على الرغم من التحديات.

المصادر:
(1) Religious sect Yazīdī، موقع Britannica
(2) Yezidis in Iraq, موقع Minority Rights Group
(3) موقع Yezidis International
(4) موقع Yazda
(5) موقع الأمم المتحدة، حقوق الإنسان
(6) من هم الإيزديين؟ (Who Are the Yazidis?)، موقع NationalGeographic
(7) الموسوعة الحرة ويكيبيديا


المصدر الأصلي: منصة مبادرة حملة ثقافة المحبة والسلام بالتعاون بين دار الكتب والوثائق ومجلة سماء الأمير الإلكترونية الرقمية
 

رجوع