......أهلا وسهلا بكم في موقع دار الكتب والوثائق الوطنية / وزارة الثقافة والسياحة والآثار ... السلام والتعايش والتسامح والتنوع الثقافي مصطلحات تُعبِّر عن الموروث الثقافي العراقي الذي تعمل دار الكتب والوثائق على حمايته ... دار الكتب والوثائق تهدف إلى نشر ثقافة المحبة والسلام ، لأنّ المعرفة تزدهر بهما ... دار الكتب والوثائق تنشر ثقافة المحبة والسلام، لأنها فضاء خلاق مفتوح للتفاعل الفكري والمعرفي ... المكتبات بوابات المعرفة والثقافة ، ولها دور حيوي في بناء مجتمعات أكثر تسامحًا وسلامًا..  السلام والتعايش والتسامح والتنوع الثقافي مصطلحات تُعبِّر عن الموروث الثقافي العراقي الذي تعمل دار الكتب والوثائق  على حمايته   ...  دار الكتب والوثائق تهدف إلى نشر ثقافة المحبة والسلام ، لأنّ المعرفة تزدهر بهما ... دار الكتب والوثائق تنشر ثقافة المحبة والسلام، لأنها فضاء خلاق مفتوح للتفاعل الفكري والمعرفي ... المكتبات بوابات المعرفة والثقافة ، ولها دور حيوي في بناء مجتمعات أكثر تسامحًا وسلامًا..
 
الصفحة الرئيسية

باب مقالات


المحبة والسلام في التراث العراقي: جذور عريقة وقيم مستمرة

                                            

  

خاص بمبادرة حملة ثقافة المحبة والسلام بالتعاون بين دار الكتب والوثائق ومجلة سماء الأمير الإلكترونية الرقمية

لطالما كان العراق مهد الحضارات وملتقى الثقافات، ومنبعاً للعلم والفكر والفن. وبين طيات هذا التاريخ العريق، نجد قيم المحبة والسلام متجذرة في الموروث الشعبي والفكري، وتشكل جزءًا مهمًا من الهوية الثقافية والاجتماعية، رغم التحديات والصراعات التي مرّ بها العراق عبر العصور.

المحبة في الموروث الشعبي

الأمثال الشعبية: تزخر الذاكرة العراقية بأمثال تعبّر عن أهمية المحبة والتعاون والتعايش، ومنها:
"الجار قبل الدار": يؤكد على أولوية الروابط الإنسانية على الممتلكات.
"القلوب سواقي" / "القلوب سواجي": تدل على توافق القلوب والمودة بين الناس.

القصص والحكايات: تحتوي الحكايات الشعبية العراقية على مواقف ودروس أخلاقية تعكس قيم المحبة والسلام، مثل التعاون بين الجيران، التسامح بين الأقارب، ومساعدة الآخرين في أوقات الضيق. غالبًا ما تُروى هذه الحكايات في شكل "دوبيت" شعبي أو قصة قصيرة، وتبرز الكرم والتعاضد الاجتماعي كقيم أساسية في المجتمع العراقي.

الاحتفالات والمناسبات: هناك مناسبات عراقية تعكس روح المحبة والسلام والتعايش بين مختلف المكونات الثقافية والدينية، منها:
نوروز: عيد شعلة كاوه الحداد والتحرر من الحاكم الظالم عند الكرد، يحتفل به أيضاً في مناطق متعددة من العراق، ويجمع الناس من مختلف الطوائف والخلفيات، معزّزاً روح التسامح والانفتاح.

مهرجانات المدن والقرى: مثل مهرجانات الفنون الشعبية في بغداد، النجف، البصرة وكربلاء، حيث يشارك سكان المدينة من مختلف الخلفيات في عروض موسيقية ومسرحية وأنشطة ثقافية، ما يعكس التعايش والتنوع الثقافي.

أيام التراث الشعبي: فعاليات ثقافية تنظمها مؤسسات ثقافية رسمية، تشمل عروضاً عن الأزياء التقليدية، الموسيقى، والحرف اليدوية من جميع مناطق العراق، ما يعزز الفهم المتبادل والمحبة بين المكونات المختلفة، كما هو الحال مع دار الكتب والوثائق التي احتفت بمثل هذه الأيام قبل سنوات.

المناسبات الدينية المشتركة: مثل الإفطارات الرمضانية في الأحياء المختلطة، حيث يشارك الناس من مختلف الطوائف في التعاون الاجتماعي، مبرزين روح السلام والمحبة بين الجميع.

العادات والتقاليد: العديد من العادات العراقية التقليدية تعكس روح المحبة والسلام والتعايش بين الناس، منها:

الضيافة والكرم: استقبال الضيوف مهما كانت خلفيتهم الاجتماعية أو الدينية، وتقديم الطعام والشراب، وهو تقليد عميق الجذور يعكس الاحترام والمحبة بين الناس.
التصالح بعد الخلافات: في بعض المناطق، يحرص الناس على المصافحة وإجراء صلح بين العائلات والجيران بعد الخلافات، بما يعكس روح التسامح والسلام الاجتماعي.
الزيارات العائلية والمجتمعية: زيارات الأقارب والجيران في المناسبات والأعياد، وتبادل الهدايا، ما يعزز الروابط الإنسانية ويعكس التعايش بين مختلف الطوائف والمذاهب.
المواكب والاحتفالات المشتركة: مثل الموالد الدينية والمهرجانات الثقافية التي تجمع المكونات المختلفة في الأنشطة الشعبية، الموسيقى، والألعاب التقليدية، معززة روح الأخوة والتنوع الثقافي.
التعاون في الأعمال المجتمعية: مثل المشاركة في زراعة الأراضي، بناء المساكن، أو تنظيم الفعاليات المحلية، حيث يظهر التعاون بين أفراد المجتمع بغض النظر عن خلفياتهم الثقافية والدينية.

السلام في الفكر العراقي القديم

حضارات ما بين النهرين: تشير النقوش والكتابات السومرية والبابلية إلى أهمية العدالة والحق، والتي كانت تُعدّ أساسًا للسكينة والاستقرار الاجتماعي. كان الملك العادل يُنظر إليه كضامن للسلام الداخلي للمجتمع.

المدن المقدسة: مثل النجف وكربلاء، تُعتبر رموزاً للسلام الروحي والتسامح، ومقصداً للزائرين من مختلف الطوائف، مما يعكس روح الانفتاح الديني والاجتماعي.

الزخرفة والفن المعماري: الحدائق المائية، والنقوش والزخارف في العمارة العراقية القديمة، تعكس تقدير الحياة والجمال والطمأنينة، وهي صور رمزية للسلام والسكينة.
ختاماً

المحبة والسلام ليسا مجرد مفاهيم عابرة في التراث العراقي، بل هما جزء أصيل من الهوية الثقافية والاجتماعية. وعلى الرغم من التحديات التي مر بها العراق، ما زالت جذور هذه القيم حية، وتشكل أملاً لبناء مستقبل أكثر إشراقاً، يرتكز على التعايش والتسامح والوحدة بين جميع مكونات المجتمع.




المصدر الأصلي: منصة مبادرة حملة ثقافة المحبة والسلام بالتعاون بين دار الكتب والوثائق ومجلة سماء الأمير الإلكترونية الرقمية

 

رجوع