Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

             

 

 خير جليس

 تاريخ النشر : 21 / 2  /2019

   

 

الشعر في الموصل

 ا.د. ابراهيم خليل العلاف

استاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة الموصل

 

 خاص بـ "الموروث"

 كم انا سعيد اليوم وكتاب الاخ والصديق الغالي الدكتور شريف بشير أحمد الموسوم ( الشعر في الموصل في القرن الثاني عشر للهجرة الثامن عشر للميلاد ) بين يدي وقد اهداني نسخة منه مشفوعة بعبارات جميلة اعتز بها وافخر وانا اشكره واتمنى له الموفقية والتألق الدائم .

والكتاب صدر عن (دار البداية ناشرون وموزعون في عمان - العاصمة الاردنية ) .ولا ابالغ اذا قلت انني كنت انتظر نشر الكتاب منذ سنة 1989 حين كنت على اطلاع تام بأنه بالاصل رسالة ماجستير قدمت الى قسم اللغة العربية - جامعة الموصل ونوقشت يوم السبت 3 حزيران 1989 وكانت الرسالة بإشراف الاستاذ الدكتور ناظم رشيد شيخو .

وسبب اهتمامي واحتفالي بصدور الكتاب هو انني أعرف بأن الموضوع كان بكرا ومتميزا ، وان ماقدمه الاخ الدكتور شريف بشير احمد الاستاذ المساعد في قسم اللغة العربية - كلية الاداب - جامعة الموصل ، كان يرقى لأن يكون اطروحة دكتوراه وليس رسالة ماجستير واجزم ان المؤلف الكريم لو كان في جامعة اجنبية لمنح شهادة الدكتوراه على عمله المتميز ، والذى اجراه على يد استاذ مقتدر بارع متميز هو الاخ الاستاذ الدكتور ناظم رشيد شيخو .

الاخ الدكتور شريف بشير احمد ، وهو يدرس الشعر في الموصل خلال العهد الجليلي في الموصل وهو عصر له خصوصيته من حيث كونه عصرا اتاح للموصل بفضل منهجية وسياسة الاسرة الجليلية التي حكمت الموصل بين سنتي 1726-1843 ان تؤكد شخصيتها الحضارية وموقعها في حركة التاريخ الانساني .

وهو أي المؤلف لم يقف عند دراسة تاريخ الحركة الشعرية في الموصل فقط ، بل تغلغل في اعماق التشكيل الشعري الموصلي ، وقدم رؤية علمية موضوعية لمضامين شعر الموصل ، وافكاره ووقف عند محفزات الشعر وانماطه الدينية والاجتماعية والسياسية كما لاحق الشعر في شكله وتشكله من خلال قراءة علمية حداثوية في بنائه واسلوبه وتقنياته وصوره وبلاغته ومقومات العروض والقافية فيه .

لقد اكد الاخ الدكتور شريف بشير أحمد من خلال دراسته هذه ، على ان الموصل المدينة العربية الاسلامية كان لها دور سامق في العصور الاسلامية المتعاقبة كانت مدينة تتوهج بالشعر ، ولها صيت أدبي في أركان المعمورة الاربع ، وكان شعراؤها صناعا للتاريخ وشهود عيان لما واجهته هذه المدينة ومنطقتها من تحديات اقليمية ودولية .

ومن هنا كانت الموصل بيئة خصبة للشعر المخضب بدماء شهدائها ، وهم يدافعون عنها قولا وفعلا حين حاصرها نادرشاه سنة 1743 م (1156 هجرية ) بقرابة ربع مليون مقاتل في حصار لم يشهد القرن 18 شبيها له الا حصار نابليون لموسكو .

الشيء الرائع في الكتاب الذي بين يدي انه اشر ظهور أُسر موصلية اسهمت في بناء المجتمع الموصلي بناء ثقافيا وادبيا وعلميا امثال آل العمري وآل الغلامي وآل المفتي وغيرهم ممن رفدوا المشهد الشعري في هاتيك الايام بالكثير من القصائد والاراجيز والدواوين الشعرية .

كانت ألوان الشعراء تتفاوت في اهتماماتهم بين الشعر الديني والشعر القومي والشعر السياسي وكان لكل لون ممثلين لذلك اغتنت بيئة الموصل الشعرية بشعراء كثر وجدنا سير بعضهم في كتب من قبيل ( الروض النضر ) و(شمامة العنبر ) و( منهل الاولياء ) و(منية الادباء ) و( العلم السامي ) و( سلك الدرر ) .

شعراء كثر كتب عنهم المؤلف واورد نماذج من شعرهم منهم عبد الوهاب بن حسن الامام (توفي 1759 م ) ، وابو بكر الكاتب (توفي 1760 م ) ، ومحمد امين العمري (توفي 1788م ) ، وعلي الوهبي الجفعتري ( 1787م ) ، وخليل البصير (توفي 1762م ) ، وفتح الله القادري الموصلي (توفي 1789م ) ، ومحمد بن مصطفى الغلامي (توفي 1772م ) ، وعصام الدين العمري (توفي 1770 ) ، والملا جرجيس بن درويش الموصلي (1726م ) ، وعبد الله الفخري (توفي 1774م ) ، وعلي بن مصطفى الغلامي (توفي 1778م ) ، وخليل بن عمر خدادة الكاتب (توفي بعد 1737م ) ، وحسن عبد الباقي الموصلي ( توفي 1744 م) ،

ويحيى بن فخر الدين المفتي (توفي 1773م ) وغيرهم .

 

  تنبيه

 لايُسمَح لأية صحيفة ورقية او موقع ألكتروني او مدونة او موقع شخصي او صفحة تواصل اجتماعي بإعادة نشر موضوعات او صور مجلة "الموروث" من غير إدراج اسم كاتب الموضوع وكذلك اسم المجلة بصفتها مصدرا ، عملاً بضوابط الملكية الفكرية والأمانة الصحافية.