Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

             
 

 المقهى

 
تاريخ النشر :
4 /1 /2018

 

 عنبر ورد

برهان المفتي
 

 

  

خاص بـ "الموروث"

 دراجة هوائية ، تحمل صينية مدورة ، ونداء " عنبر ورد " ذلك كان متعة الطفولة ونحن نلعب في أزقة مزدحمة وصاخبة بالضحكات، تلك الدراجة كانت رؤيتها وسماع ندائها كمحطة إستراحة من اللعب.

نسرع إلى بيوتنا لجلب عشرة فلوس لكل واحد منا، ثم نركض مسرعين إلى تلك الدراجة التي تأخذ زاوية لكي ينصب صاحب الدراجة الحاملَ الخشبي ثم يضع عليه صينيته، وهي صينية تحمل ألواناً من حلوى كثيفة ملونة، تفصل بين كل لون في الصينية عازل خشبي ، لكي لا تختلط الألوان. يأخذ البائعُ عوداً خشبياً مثل ذلك في الموطا ( آيس كريم ) فيغمسه ثم يلفه في ألوان بحسب رغبتنا، مكوناً كرة حلوى ملونة بعشرة فلوس.

و(عنبر ورد) حلوى كثيفة اللزوجة ، ملونة ، من سكر وليمون دوزي (حُبيبات حامض الستريك)، وألوان غذائية من أزرق وأخضر وأصفر وبرتقالي وأحمر.

كنا نأخذ ما نختار من تلك الألوان بحسب مزاجنا ورغبتنا، فنجلس جميعاً أولاد وبنات أطفال زقاق واحد، فرحين بما في أيدينا من حلوى ملونة، دون أن يضحك أحدنا من الألوان التي أختارها غيره، بل كنا كثيراً ما نتشارك بما نحمل مع غيرنا ويفعل الآخرون كذلك، فنشترك بـ ( اللطع ) من كل لون . تلك بهجة كنا نتعاون فيها فننشر الفرح في ذلك الزقاق الذي كان ينام على نغمة ضحكاتنا ونحن ندخل بيوتنا وآثار عنبر ورد على ملابسنا، في إنتظار صباح قادم، وجولة أخرى من اللعب ومشاركة ألواننا مع ألوان الآخرين من أطفال زقاقنا.

 

تنبيه

 لايُسمَح لأية صحيفة ورقية او موقع ألكتروني او مدونة او موقع شخصي او صفحة تواصل اجتماعي بإعادة نشر موضوعات او صور مجلة "الموروث" من غير إدراج اسم كاتب الموضوع وكذلك اسم المجلة بصفتها مصدرا ، عملاً بضوابط الملكية الفكرية والأمانة الصحافية.