Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

             

 

النافذة المفتوحة

 تاريخ النشر : 9 / 7 /2018

  

 

شخصيات

كمال سبتي : شاعر بلا مدن  

سعد جاسم

 

خاص بـ "الموروث"

 

قبلَ (12) عاماً رحلَ الى الاعالي صديقنا الشاعر كمال سبتي ، حيث كان قد لفظ انفاسه الاخيرة وحيداً في شقته الباردة في منفاه الهولندي وكان ذلك بالضبط في 23-4-2006 .

ولد كمال في مدينة الناصرية عام (1955) ودرس السينما في معهد الفنون الجميلة البغدادي بدءأ من منتصف السبعينيات ، وبعد تخرجه من المعهد في بدايات الثمانينيات، انتقل لدراسة السينما ايضاً في أكاديمية الفنون الجميلة ولكنه فُصل منها لأسباب تتعلق بمزاجه الخاص ووجهة نظره الشخصية الجريئة بطرائق تدريس بعض الاساتذة في الاكاديمية . وبسبب فصله من الكلية فقد سيق الى الخدمة العسكرية الالزامية اثناء الحرب العراقية-الايرانية عام 1985.وبالنظر للسياسة القمعية للنظام الديكتاتوري الصدامي قام كمال بالهرب من العراق عام 1989 ، وقد حكم عليه بالاعدام آنذاك .

وكمال سبتي : ينتمي - جيلياً- الى جيل السبعينيات في الشعر العراقي والعربي ، وفي حقيقة الامر ، فهو واحد من اهم الاسماء والتجارب الشعرية بين الشعراء السبعينيين ، حيث تميز كمال ومنذ بداياته بفرادة صوته الشعري وبرؤاه وطروحاته التنظيرية المهمة حول الكتابة الشعرية الجديدة . وقد اصدر كمال خلال حياته القصيرة ثمانية كتب شعرية ، نذكر منها : ( وردة البحر وظل شيء ما وحكيم بلا مدن ومتحف لبقايا العائلة وآخر المدن المقدسة) وكان اخر اصداراته هو ديوانه ( صبراً قالت الطبائع الاربع ) .

وسبتي واحد من الشعراء الحقيقيين القلائل الذين عاشوا حياتهم من اجل الشعر ، ولا شيء سوى الشعر ، وانا اشهد بكل ضمير وصدق عن حقيقة كمال هذه وذلك بحكم صداقتي المبكرّة له ايام دراستنا معاً في معهد واكاديمية الفنون الجميلة في بغداد وكذلك خلال معايشتي له في الوسط الثقافي خلال سنوات السبعينيات والثمانينيات .

ولا يُخفى علينا ان كمال سبتي شأنه شأن الكثير من الادباء والفنانين العراقيين قد عاش حياة لاتخلو من قسوة وتشرد في غرف وفنادق عجيبة غريبة ، وقد كان حلمه الكبير ان يمتلك غرفة شخصية او بيتاً صغيراً كي يعيش حياة هادئة يتفرغ فيها تفرغاً حقيقياً للكتابة والتأمل والانجاز ، إلاّ انه لم يستطع ان يحقق حلمه هذا إلاّ بعد سنوات ليست قليلة من السفر والترحال بين البلدان والمدن. ولكن المؤسف في امر كمال انه وما ان تحقق حلمه ذاك وحصل على اللجوء والسكن في هولندا حتى بدأت صحته تخذله لأنه كان موجوعاً وقلقاً على البلاد ، بلاده ، بلادنا التي كانت تتناهبها عواصف الطائفية والارهاب والمصير المجهول .

كمال سبتي : سلاماً لك في ذكرى رحيلك وحضورك الخالد في قلوبنا نحن اصدقاؤك ومحبوك الذين لاننسى ابداً قصائدك الموجعة عن البلاد التي تُحبُّها ونُحبُّها حدَّ اللوعة والقداسة والخلود .

 

تنبيه

 لايُسمَح لأية صحيفة ورقية او موقع ألكتروني او مدونة او موقع شخصي او صفحة تواصل اجتماعي بإعادة نشر موضوعات او صور مجلة "الموروث" من غير إدراج اسم كاتب الموضوع وكذلك اسم المجلة بصفتها مصدرا ، عملاً بضوابط الملكية الفكرية والأمانة الصحافية.