Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

             

 

النافذة المفتوحة


تاريخ النشر :
31 /10 /2017

 

 

تراث فني 

مقام المخالف 

إعداد : كوثر جاسم 

خاص بـ "الموروث"

 

تاريخ النشر :

من الكتب القديمة المهمة الماثلة في الذاكرة كتاب مقام المخالف لمؤلف حمودي الوردي الذي أصدره في سنة 1969 ، ولهذا اخترناها من ذاكرة المكتبات وتصفحناه حيث قرأنا فيه ان هذا المقام هو احد المقامات الفرعية ونجده يتصف بكل ما فيها من صفات ، ويستند الى الانغام نفسها . وكما ورد في الكتاب فالمخالف يضم باقة من الالحان والانغام اضافة الى نغمه وألحانه المؤثرين ، وتتغير كيفية غنائه بتغير دراسات المغنين حيث ان كلا منهم يغنيه على طريقته الخاصة التي هي على نقيض اساليب غيره.

وقد اجرى مؤلف الكتاب عددا من اللقاءات مع ارباب الغناء العراقي من مغنين وموسيقيين وعلى رأسهم مطرب العراق الاول محمد القبانجي، وطرح عليهم طائفة من الاسئلة مستفسرا فيها عن خصائص ومميزات مقام المخالف.

وأشار المؤلف الى أن نغم المخالف من الانغام التي ورثناها من العصور السالفة فهو عريق النشأة ، لايُعرف اول من ابتكره. وتتكهن طائفة من منتسبي الغناء العراقي بأنه حديث الولادة. وفي الحقيقة فإنه يرقى الى الازمنة السحيقة ، ولعل اوضح دليل على هذا القول هو: ارجوزة الانغام لبدر الدين محمد ابن الخطيب الاربلي، نظمها سنة (729هـ-1328م) حيث ورد فيها ذكر المخالف مع غيره من الانغام العربية. وهذه الارجوزة الشعرية منشورة في كتاب: (الموسيقى العراقية- في عهد المغول والتركمان) من تأليف الكاتب المعروف المحامي الاستاذ عباس العزاوي.

وادناه طائفة من ابياتها ، وردت في كتاب حمودي الوردي ، وبضمنها البيت الذي ذكر فيه المخالف:

وفرعوا من كل شدّين نغــم           سموه اوازا فبعض قد رسم

للرست والعراق نيروز ولم          ينقل له خلف بذا الماى حكم

والاخران لهما الشهنـــــــاز          للبوسليك والنوى الحــــجاز

وخذ لفرعى زروكند سلمكا          للزركشى ماى وزنكلا اتركا

وللحسينـــــــي وعشاق نقل          كوشت والبعض مخالف نقل

عنه لزروكنـــــــد اصبهان          كوشت والشهناز في البيــان

لماءة وبوسليك جعـــــــــلا          حجاز للعشاق معه زنكــــلا

وسلمك على الحسيني والنوى        والذوق يدري من على الحق النوى

وذكر المؤلف الوردي أن مقام المخالف يتألف من العناصر الاساسية الآتية والتي نقدمها هنا نقلا عن الكتاب ولكن مختصرة :

التحرير: هو المقطع الاول من غناء هذا المقام ، ونغمه المخالف ، وربما يغنّى عقبه بيت من الشعر بلحنه ونغمه.

القطع الغنائية : ينتقل المطرب الى ألوان غنائية أخرى بعد انتهائه من التحرير والبيت الاول من الموال ، اضافة الى النغم الرئيس ولحنه ، والالوان التي تتناسق ونغم المخالف هي:المخالف كركوك او القوريات، المحمودي والعبوش، السيرنك، القاتولي والعذال، الكوباني، والكلكلي.

التسليم : هو المقطع الغنائي الاخير من هذا المقام، ويكون نغمه عادة من المخالف ايضا.

الايقاع : ان الايقاع الاساس لهذا المقام هو : (النواسي). ولكن الضاربين على آلات الايقاع انصرفوا عنه لتعدد مفردات مازورته ، ولصعوبته اخذوا يؤدونه مع ايقاع (اليكريك) لسهولته ، وكلاهما من الايقاعات الثقيلة.

الشعر : ينشد مع غناء هذا المقام موال يسمى بعرف المغنين (زهيري) وهذا نموذج منه :

يازين الاوصاف يامن جالبدر فركاك

من غبت عني توحشني على فركاك

اكدر على الموت مااكدر على فركاك

                            والكَلب اصبح بتنور الغرام اوجــره

                            والدمع همل على الخدين دوم اوجره

                            تعلم بحالي يخويه اشصار بيّ اوجره

ظليت ابجي الليالي طولها ابفركاك

الموسيقى : يقوم الموسيقيون بالعزف الموسيقي بمصاحبة الايقاع قبل الغناء، ويؤدون موسيقاهم بنغم المخالف وتتكرر تلك المقطوعة الموسيقية الخاصة عقب كل مقطع غنائي او جزء منها.

الاغنية : على اثر انتهاء المطرب من غناء مقام المخالف، ينشد اعضاء الفرقة الموسيقية اغنية خاصة بهذا المقام وهي:

جيت اسالك علــــرده          لـــيره اومجيدي خـده

جيت اسالك انت امنين        تسوه العماره الصوبين

حطلك حرز على العين        يمـــــعــود لاتــتعــده

 

آراء

وعن آراء الفنانين بمقام المخالف ذكر المؤلف اولاً مطرب العراق الاول محمد القبانجي اذ قال فيه :

(يحتل هذا المقام المكان اللائق بين المقامات والانغام التي تستخدم في المناسبات التأبينية والموالد التي على هذا النحو، لما في نغمه ولحنه من الخصائص التي تحرك المشاعر والعواطف المشحونة بالآسى. اما بالنسبة للقطع الغنائية التي تضاف اليه لأجل ان يكون مقبولا فانها غير محدودة حيث باستطاعة المغني الماهر ان يخلق ألوانا وألحانا كثيرة اضافة الى مقاطعه الغنائية المعروفة، شريطة ان لايشذ عن جوهر المقام. ويمكن للمطرب الذي يقوم بغناء هذا المقام من تحريره حتى تسليمه ان يمر على القطع الآتية: المحمودي- مرتين او اكثر حسب الوقت المخصص له، السيرنك، القاتولي، الكلكلي- مرتين او اكثر، العذال، ميانة النوى، الكوياني والمثكل.

وذكر المؤلف ماتحدث به احمد موسى تحدث عن مقام المخالف ، قائلا:

عندما يقوم المطرب بغناء هذا المقام، يشرع فيه من التحرير ويؤديه بنغم المخالف، ثم يغني موالا بنغم هذا المقام مارا على القطع الغنائية الآتية: السيرنك، القاتولي، العذال، والكلكلي.

الموال الذي يغنيه مع هذا المقام:

يامن بسهم الجف اجوجاي خليته

برياج خلك جميع الصبر خليته

خلك جفيته بدار الغرب خليته

                    عاهدتني وكلتلي ماعاشر شيه اسواك

                    اليوم عندك ربع فاتوا صافين اسواك

                    انجان هذي مودتنه وهذا اســــــــواك

ارضه ولاجن عهودك وين خليته.

وتحدث السيد توفيق الجلبي عن مقام المخالف، فقال:

يحرر هذا المقام بنغم المخالف ، وبعد ان يشارف المطرب على الانتهاء يتناول التسليم فيؤديه بالنغم نفسه . ومابين التحرير والتسليم ينشد موالا يتحول فيه بين آونة وأخرى من نغم المخالف الى غناء القطع الآتية: المخالف كركوك، القوريات، العبوش، ميانة النوى، السيرنك، العراق، المحمودي لمرتين، والكلكلي.

كما اشار المؤلف الى ماتحدث به المرحوم جميل الاعظمي قبل وفاته عن مقام المخالف :

يحرر ويسلم هذا المقام بنغم المخالف، ومابين التحرير والتسليم يمر المطرب على القطع الغنائية الآتية: المخالف كركوك، المحمودي، السيرنك، القاتولي، العذال، الكوياني، ميانة النوى، والكلكلي.

وأورد المؤلف ايضا رأي حمزة عبد الجليل السعداوي بمقام المخالف :

يبدأ المطرب بغناء هذا المقام من التحرير فيؤديه بنغم المخالف ، ينشد عقبه موالاً عراقيا يتنقل فيه بين هذا النغم وبين القطع الغنائية الآتية الابراهيمي، المحمودي، السيرنك، العذال، المخالف كركوك، القاتولي، والكلكلي.

كذلك سأل المؤلف شعيب ابراهيم رأيه بمقام المخالف فاجاب:

مقام المخالف من المقامات العريقة وقد كان يسمى قديما بالرمل ، وهو يغنى بمصاحبة عدد من الايقاعات الثقيلة كالنواسي واليكرك، ويبتدئ به المطرب بالغناء من التحرير فيؤديه بنغم المخالف ، ويغني بعده موالا يسمى بالزهيري ويؤديه بنغم المخالف وبين الفينة والفينة ينتقل الى القطع الآتية: المحمودي، الكلكلي، الناهفت، العبوش، السيرنك، العذال، القاتولي، والكوياني.

وذكر المؤلف رأي عبد الجبار حمدي الخشالي بمقام المخالف :

ان هذا المقام يبعث الشجون الى النفوس ، ومادة هذا الغناء: الشعر الشعبي، من النوع الذي يسمى موالا، وبعرف المطربين يسمى (زهيري). وقد كانت مادة الغناء الشعر العربي وللظروف السياسية العصيبة التي سادت البلاد بسبب الاحتلال المغولي والتركماني والعثماني دفعت اللغة العربية الى الانحسار، حيث كان استخدام اللغة العربية امرا محظورا لذلك لجأ معظم المغنين القدماء الى استخدام الزجل في الغناء.

وورد في الكتاب ايضا رأي يوسف عمر الذي قال عن مقام المخالف:

يبدأ المطرب بغناء هذا المقام من تحريره فيؤديه بنغم المخالف ومن ثم ينشد موالا عراقيا يتنقل فيه بين تحريره فيؤديه بنغم المخالف، ومن ثم ينشد موالا عراقيا يتنقل فيه بين هذا النغم وبين القطع الغنائية الآتية: المخالف كركوك، العبوش، السيرنك، القاتولي، العذال، الكوياتي، القوريات، المثلثة، والكلكلي.

 اما الموال الذي ينشده مع مقام المخالف فانه من نظمه، واليكم هذا الموال:

نغم المخالف كبل لنغام اشجامـــتي

ومحارب النوم من بلواي واشجاني

غير العنا والسهر يرويحتي اشجاني

                          داوم عل امحبتك مني الكلب ادمــــــن

                          واسهام لحظك كصن بضمايري وادمن

                          من بعد ذاك التعب كلي الكلب ودمــن

ليش اتركتني ورحت وياك انا اشجاني.

  

تنبيه

 لايُسمَح لأية صحيفة ورقية او موقع ألكتروني او مدونة او موقع شخصي او صفحة تواصل اجتماعي بإعادة نشر موضوعات او صور مجلة "الموروث" من غير إدراج اسم كاتب الموضوع وكذلك اسم المجلة بصفتها مصدرا ، عملاً بضوابط الملكية الفكرية والأمانة الصحافية.