اهلا  وسهلا  بكم في مجلة  روافد  ثقافية  الالكترونية الصادرة عن دار الكتب و الوثائق

نساء حضرن واقعة الطف
سعيد رشيد زميزم
كربلاء- مركز كربلاء للدراسات والبحوث – 2023م
169صفحة

كثيرة هي المواقف التي جسدتها المرأة على مدى التاريخ الطويل فقد أسهمت وبشكل مباشر في مشاركة الرجل أمور حياته المختلفة، وقد آثرت بعض النسوة أن يكون لها الدور الأبرز في المواقف التي تستحق الوقوف وقد تجلى ذلك بوضوح في المواقف العظيمة التي دونتها كتب التاريخ للنسوة اللاتي حضرن في واقعة الطف الأليمة سنة (61 هـ).
سبق إن أنجزت كتابًا يحمل عنوان (نساء حول الحسين صدر في بيروت عام ٢٠١١م عن دار الجوادين اللبنانية، وكان يحتوي على ثلاثة فصول:
الفصل الأول: يتحدث عن مجموعة من النساء اللواتي وقفن مع الإمام الحسين في حياته .
الفصل الثاني: يتحدث عن مجموعة من النساء خلال إعلان ثورته.
الفصل الثالث: يتحدث عن مجموعة من النساء اللواتي وقفن معه * بعد استشهاده .
أما هذا الكتاب الذي حمل عنوان (نساء حضرن واقعة كربلاء) فهو يتحدث
عن المواقف المشرفة التي وقفتها تلك النساء الفاضلات مع الإمام الحسين من خلال
حث أزواجهن وأبناءهن في الدفاع عن المبادئ السامية التي نادى بها الإمام الحسين عندما أعلن ثورته العارمة ضد الحكم الأموي الجائر ورموزه البغاة الذين أساؤوا للمسلمين الذين كانوا تحت سيطرة حكمهم، حيث أساء هؤلاء كثيرًا للشعوب التي كانت ترزخ تحت سيطرتهم، وكتب التاريخ المعتدة تحدثت عن العديد من المجازر الرهيبة التي اقترفتها السلطات الأموية ضد هؤلاء في مختلف الأقاليم الإسلامية التي كانت تحكمها. لو أردنا ذكر هذه المجازر لتطلب ذلك موسوعة ضخمة، ولعل أبشع جريمة قامت بها هذه السلطة الغاشمة هي واقعة كربلاء الخالدة التي نتحدث في كتابنا هذا عن الوقفة الصلبة التي وقفتها تلك النسوة الكريمات في دعم الإمام الحسين في واقعة كربلاء، وما اقترفته هذه السلطة الجائرة ضد هؤلاء النسوة الخالدات. ولقد زينت تلك المواقف المشرفة صفحات الكتب التاريخية المعتبرة التي أشارت إلى تلك المواقف التي تنم عن الإيمان والوعي الحقيقي الرائع لتلك النساء الفاضلات اللواتي كن يحملن من الوفاء الأصيل لسيد الشهداء الإمام الحسين.
وما تقديمهن لفلذات أكبادهن وأزواجهن الفرسان الشجعان إلا دليل أكيد على أن إيمانهن بالقضية العادلة التي من أجلها ضحى الإمام الحسين وآل بيته الأطهار وأنصاره الكرام والتي هزت مضاجع الحكام الطغاة وأدت فيما بعد إلى سقوط الدولة الأموية الجائرة جراء الثورات المتعاقبة التي قام بها أتباع آل البيت والذين استمدوا الدروس والعبر من الإمام الحسين .
في كتابنا هذا لخصنا وبإيجاز تلك الوقفة الخالدة لتلك الصفوة المباركة ولو أردنا التوسع في الحديث عن ما قدمتهن هؤلاء النسوة الكريات لأصبحت لدينا موسوعة ضخمة جدًا. وما تحدثت عنه كتب التاريخ المعتمدة عن المواقف الصلبة لهذه النخبة الطيبة خير دليل على ما قمن به خلال تلك الوقفة الخالدة.
أرجو أن أكون قد أسهمت في إيصال بعض تلك المواقف البطولية لهؤلاء النسوة المجاهدات (رضوان الله عليهن) وما قمن بتقديمه من أجل دعم الإمام الحسين ** عندما تصدى لتلك الشرذمة الغاشمة التي كانت تحمل حقدًا دفينًا تجاه آل بيت النبوة .
وهنا لا يسعني إلا أن أحني هامتي إكراما لتلك المواقف الرائعة التي وقفتها هؤلاء النساء المجاهدات في تلك الواقعة الخالدة التي هزت مضاجع الحكام الطغاة فسلام عليهن يوم ولدن. وسلام عليهن يوم ذهبن إلى ضيافة الباري عز وجل. وسلام عليهن يوم يبعثن، وهن رافعات الرؤوس على وقفتهن الباسلة في واقعة كربلاء.