2العدد (161) - كانون الاول - 2023

اتصل بنا   

الارشيف   

اسرة المجلة

الصفحة الرئيسية                                                     

اهلا  وسهلا  بكم في مجلة  روافد  ثقافية  الالكترونية الصادرة عن دار الكتب و الوثائق


 الحقيقة والوهم في الفكر اللساني الحديث استراتيجية القراءة والتأويل

أ.د. مسلم حسب حسين

بغداد – دار الفنون والآداب للطباعة والنشر والتوزيع - 2020

142 صفحة

 


اللغة بمفهومها العام من الناحيتين العقلية والواقعية، هي للتعبير عن الفكر، ووسيلة للخطاب، وهي ظاهرة لاحقة لامتلاك العقل بكل ما فيه من طاقات ووظائف، واللغة هي الوظيفة العليا للعقل التي عن طريقها تتحقق عمليات إدراك العالم، وما فيه من ظواهر وموجودات طبيعية، وما فيه من إسرار وخفايا. واللغة على ما تبدو عليه من بساطة وعفوية، فإنها من أشد الظواهر الإنسانية غموضا وتعقيدا، من حيث النشأة والتطور والإختلاف بين الأمم، ولذلك جعلها الله من آياته الكبرى، التي لا تقل عظمة وحكمة عن خلق السماوات والأرض كما في قوله تعالى: ومن آياته خلق السماوات والأرض واختلاف السنتكم وألوانكم إن في ذلك لآيات للعالمين.
ولذلك كان الفلاسفة وعلماء اللغة وما زالوا، يخوضون في ماهيتها وكيفية نشأتها وتطورها، إذ ما
زالت موضع اختلاف وجدال، على صعيد فلسفة اللغة ومناهج دراستها. ولا نريد الخوض في نظريات نشأة اللغة قديما وحديثا، لسببين: الأول أن نظريات نشأة اللغة، قد تناولها كثير من علماء اللغة الغربيين والعرب القدماء والمعاصرين، في مؤلفات يمكن الرجوع إليها، والسبب الآخر هو أن ذلك يخرج البحث عن مساره
المنهجي الموضوع له، ولذلك فإننا نرى ضرورة الإشارة إلى موقفنا من ماهية اللغة ووظائفها، وتأكيد ما هو راجح لدينا من رأي في هذا الشأن .
فاللغة كما أسلفنا هي انعكاس للفكر، أي هي التعبير المادي المحسوس عن الفكر، ولذلك فهي مختصة بالإنسان وحده اما ما جرت تسميته لغة عند الحيوان. فهو من قبيل المجاز لأن اصوات الحيوانات هي أصوات (انفعالية) في المقام الاول سواء أكانت عند الحيوانات الأليفة أم المتوحشة وهذا ما متفق عليه عند علماء النفس وعلماء الحيوان. أما اللغة عند الانسان فانها (تعبيرية) وقد ميز علماء النفس ومنهم جومسكي لغة الحيوان عن لغة الانسان على أساس الثبات الغريزي والابداع فوصف لغة الحيوان بانها (نمطية) في حين وصف لغة الانسان بانها (توليدية).
وقد قسم الكتاب الى عدة فصول وهي:
الفصل الاول: الشعرية واللسانيات.
الفصل الثاني: السيميائية وتحليل النص الشعري (تشريح النص) للغدامي انموذجًا.
الفصل الثالث: شعرية المعنى وبيئة الفكر المنطقية.