202العدد (161) - كانون الاول - 2023

اتصل بنا   

الارشيف   

اسرة المجلة

الصفحة الرئيسية                                                     

اهلا  وسهلا  بكم في مجلة  روافد  ثقافية  الالكترونية الصادرة عن دار الكتب و الوثائق

 المرجع في سيكولوجية البطولة الاجتماعية
لؤي خزعل جبر
بغداد – دار المأمون للترجمة والنشر - 2023
305 صفحات
 


 

تخطت البطولة مرحلة المبحث العلمي، لتصبح «حركة اجتماعية عالمية». ففي زمن أرهقته الشرور، من تعصبات وتطرف وانتهاكات، وفي علم استنزف عقودًا طويلة من اشتغاله في استكشاف الجوانب المظلمة من الطبيعة البشرية، تأتي البطولة بصفة ضد نوعي لمقاومة الشر، بما تختزنه من محبة شاملة للناس، وشجاعة في مواجهة المخاطر، وقدرة على مقاومة التأثيرات الموقفية المثبطة. البطولة بصفتها مقولة اجتماعية، ليست مقتصرة على الشخصيات الاستثنائية، كما في الرؤية
التقليدية للأبطال عبر التاريخ، إذ «كل إنسان بطل محتمل»، وبالفعل، آلاف الأبطال الذين يشيدون الحياة بصمت، ويغفلهم التاريخ، لأنهم اعتياديون، ولأنهم غير مهتمين باستغلال بطولتهم، بل لا يعترفون بتلك البطولة، ويرون أن ما يفعلونه مجرد واجب أخلاقي وإنساني . انطلقت الفكرة – سنة 2006 – في مقالة لصحيفة Greater Good، لعالمي النفس الاجتماعي فيليب زیمباردو Philip G. Zimbardo وزينو فرانکو Zeno E. Franco، لتؤسّس - سنة 2007 – في الفصل الأخير من كتاب الأول: «تأثير الشيطان: فهم كيف يتحول الناس الأخيار إلى أشرار»، كحقل متمايز بتعريفاته وتصنيفاته وتأطيراته، ويستقطب كمًا هائلًا من الباحثين لإنتاج سيل من الدراسات لاستكشاف ديناميته العميقة، كخاصية شخصية وظاهرة اجتماعية، وتنبثق النظريات الصريحة والضمنية عنه، وتشتبك المقاربات النزوعية والموقفية والتفاعلية فيه، والتوجهات السلوكية والتحليلية والمعرفية والتطورية والجينية، فتدرس بنيته وأنماطه وتمثلاته ووظائفه النفسية والاجتماعية، بمنهجيات متنوعة: كمية ونوعية وتاريخية، ويتحول - سنة 2011 - إلى مشروع عالمي عند تأسيس «مشروع الخيال البطولي»، ومشاريع أخرى، إذ لم تكتفِ الدراسات ببحث أبعاده ومكوناته وتفسيراته، بل حفرت في آليات صناعته وتعميمه وبنائه، لينتقل من الفكرة العلمية إلى
الممارسة الاجتماعية، وبالفعل، سرعان ما تحولت تلك المشاريع إلى منصات لإلهام الناس بالبطولة.