202العدد (161) - كانون الاول - 2023

اتصل بنا   

الارشيف   

اسرة المجلة

الصفحة الرئيسية                                                     

اهلا  وسهلا  بكم في مجلة  روافد  ثقافية  الالكترونية الصادرة عن دار الكتب و الوثائق


صحافة الموصل في العهد العثماني

د. صباح عبد الله كركوكلي

بغداد – الشؤون الثقافية للنشر - 2023

424 صفحة
 

 

 

هناك تساؤل يقف في الحلق أحيانًا، معترضًا طريق الاعتياد على التنفس والكلام، وابتلاع الطعام والشراب، والمعجب وغير المعجب مـن الأمـور والمواقـف والأقـوال ذلك لا يجدر للكريم ذكره على الملأ. وهذا التساؤل ينم على نفسـه ويلـح إلى وجوده بأشكال واحرف من كلمات. واحيانًا تغص به النفس فلا هو يخرج ليريح، ولا يزول فيريح أيضًا.

وسوی وهذا التساؤل المر: هو لماذا لم يقم أساتذتنا وفرسان الكلمة من أسلافنا، بتدوين جميـع أعـدادهـا تحـت تاريخ الصحافة العراقية في العهد العثماني، والتي كانت في متناول أيديهم، وكانوا يتقنون اللغات التي كتبت بها، غير انهـم اكتفـوا بالإشـارة اليها في بضع كلمات أو سطور. على الرغم مـن أنهـا كـانـت صـورًا حيـة لتراثنـا وتاريخنا وأمجادنا، ونحن شعب يعتز بأصالته وتفرده وتاريخه، ويشعر بالانتمـاء إلى ذلك التاريخ حسنه وسيئه، وخيره وشره. ويعلـم جـيـدا أن لا ارتقـاء لـه إلا بالاستفادة من دروسه وعبره، ولا هوية له ما لم يكن هو مميزًا لملامحها.

هذا التساؤل اصبح اليـوم بعـد مـرور قـرن كامـل مجموعـة مـن الغصـات والإحباطات، تجعل الباحث يقف في كل مرحلة من المراحل لـيعلن رفضـه للفعـل الذي قاموا به، لأنه لم يكن مجديًا، ولا يعرف لماذا قاموا به، وتجعل الباحث يدور في دوامة اليأس مهما كان مغاليًا في الأمل بتشبثه للإقدام لمواجهـة هـذه المعضـلات.
بعد أن خلت مكتبتنا الوطنية حتى من نسخة واحدة تتخذ أنموذجًا للإشارة إلى هذه الصحف والمجلات بسبب التزاحف على العراق إضافة إلى ما يستقر فيه من أزمـات مستوطنة مشاكل وحروب.