2العدد (161) - كانون الاول - 2023

اتصل بنا   

الارشيف   

اسرة المجلة

الصفحة الرئيسية                                                     

اهلا  وسهلا  بكم في مجلة  روافد  ثقافية  الالكترونية الصادرة عن دار الكتب و الوثائق


مستقبل الثقافة في العراق

مجموعة من الباحثين

بغداد – دار الرواق - 2023

334 صفحة
 


الصدمة المشار إليها في العنوان هي الصدمة الثقافية التي تختلف عن الصدمة النفسية / الفردية بكونها تشمل مجموعة من الناس (أو مجتمعًا بأكمله) تؤدي إلى تشكيل أو إعادة صياغة هويتهـم الجمعية من خلال المعنى الذي يفهمونه من الصدمة. يشير جيفري الكسندر إلى ذلك في تعريف مشهور: «تحدث الصدمة
الثقافية عندما يشعر أعضاء الجماعة بأنهم خاضعين لحدث مروع ترك علامات لا تمحـى عـلى وعيهـم الجمـاعـي، وطبعـت في ذاكرتهـم للأبد، وغيّرت هويتهم المستقبلية بطرق جوهرية وغير قابلة للمحو».
يمكن استنتاج محاور عدة من هذا التعريف الموجز: إن الصدمـة الثقافيـة تخـص جماعة من النـاس دون غيرهـم, ويلوح الكسندر نفسـه إلى ذلك في موضع آخر عندما يقول بـأن: ليس كل حدث مروع يعد صدمة وليس كل صدمة تصبح صدمة ثقافية. فما تفهمه جماعـة ما بأنه صدمة هو تأويلها الخاص للحدث، والذي قد يعني القليل أو لا يعني شيئًا لسائر الفئات والجماعات.
تدرك الجماعة بأنهـا كانت ضحية بعـد هذا الحدث الصـادم. وهنا تبرز أهمية الذاكرة الجمعية في الاحتفاظ بالحدث واستعادة ما حوله, بل ان الذاكرة الجمعية سيكون لها الدور الحاسـم في نقـل الصدمة إلى الأجيال
المتعاقبـة كميراث اجتماعي، من خلال تشكيل سردية خاصـة لفداحة الحدث وعدم القابلية على نسيانه.
التغير في الهوية الاجتماعية / الجماعية بشكل بالغ العمـق. فالهوية هنـا تفصل بين عالمين, ما قبل الصدمة ومـا بعدها. وعلى الجماعة – بعد شعورها الصادم – أن تتضامن لتشكيل هويتهـا في صراع مع الهويات
المتنافسة معها.
وقد تناول الباحثون في هذا الكتاب موضوعات عدة نذكر منها الآتي:
1. مجتمع الصدمة وحروب ذاكرة العراق بعد 2003 انموذجًا.
2. الايديولوجية والهوية في دولة اللا أمة وأمة اللادولة.
3. رؤية ابناء الديانات والمعتقدات الاخرى لحضورهم المستقبلي في الهوية العراقية المسيحيون انموذجًا.
4. الثقافة السياسية في العراق الانزياحات من التسلطية الى المساواتية.
5. الخطاب السياسي الراهن تعزيز للانتماء ام صناعة للتشظي والانفصال؟