مسقطات العقوبة في الفقه الإسلامي
والقوانين الوضعية دراسة مقارنة وفق
المذاهب الستة
د. عادل محي الدين عبد الباقي
بغداد – دار الدكتور – 2024م
300 صفحة
تُعد أحكام الفقه الإسلامي وأصوله
ومبادئ الشريعة الميمونة الغراء؛
بتفصيلاتها ومعطياتها، لاسيما تلك
التي تعنى بالجزاءات الدنيوية
والأخروية على حد سواء؛ وما استنبط من
آيات حصيفات راسخات متراصات، يستدل من
متنها وفحواها يقيناً محتماً لا يحجب
عين شمسها غربال، على حتمية اقتضاء
التقصي عن مباحها ومحظورها، ولزوم
قضائها وإنفاذها؛ إعمالا بقوله جل
جلاله الحكيم: «يا أيها الذين آمنوا
كتب عليكم القصاص في القتلى الحر
بالحر والعبد بالعبد محكم كتابه
العزيز والأنثى بالأنثى فمن عني له من
أخيه شيء فاتباع بالمعروف وأداء إليه
بإحسان ذلك تخفيف من ربكم ورحمة فمن
اعتدى بعد ذلك فله عذاب أليم؛ فضلاً
عن قوله سبحانه؛ فيمن سعوا وأمعنوا في
الأرض فساداً وضلالاً: وإنما جزاء
الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في
الأرض فسادا أن يقتلوا أو يصلبوا أو
تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا
من الأرض ذلك لهم جزي في الدنيا ولهم
في الآخرة عذاب عظيم، نظاماً شاملاً
وافياً جامعاً للعلاقات الاجتماعية
بين الأفراد والجماعات على حد سواء؛
فهي بدورها لم تتقيد بأحوال المسلمين
ومعاملاتهم دون سواهم، بل امتدت لتشيع
بأحكامها الشرعية على الآخرين؛ من غير
المسلمين، من شرائع سماوية إبراهيمية
ووضعية بشرية، بما استوعبته من مسائل
وتشريعات وتطبيقات، وبما أتمه الباري
عز وجل في ثنايا آياته السابغات
الوافيات لديننا الإسلامي الحنيف،
وأمضى به علينا بنعمه وهباته التامات
المسهبات؛ حين أشار رب العزة والجلالة
في متن خطابه القويم البصير إليها
كونها أجل النعم وأعظمها بالقول،
ونستعرض معانيها ومقاصدها في كل من
الفقه والشريعة الإسلامية من جانب
والقوانين الوضعية من جانب آخر،
بصياغة متسلسلة وأسلوب
متتابع، لنتغلغل من خلال مسالكه
وتعرجاته لجملة من العقوبات اليسيرة
والجزاءات الغليظة على حد سواء، كما
سيتم التطرق إلى حيثيات العقوبة بموجب
التشريعين المذكورين آنفاً بمختلف
اعتباراتها وأنماطها؛ وهي في مجملها
مدخل نستهله للولوج بإسهاب إلى هذه
الدراسة، فالعقوبة تبعاً لذلك لا تحيد
عن صيرورتها كإيلام وأذى يعتري من
يثبت بالبينة والدليل؛ إتيانه لأفعال
معاقب بموجبها على وفق الشرع
والقانون، وجزاء لما اقترفه المذنب من
جناية أو جنحة أو مخالفة؛ وقد غول في
هذه الدراسة على المنهج الوصفي بأسلوب
استقرائي تحليلي، حيث جرى النهج
الحياتي للمجتمعات البشرية منذ انبثاق
حقبها الأولى، بدلالات ومفاهيم معينة
بوصفها وسماتها، مستوعبة لمطالبها
ومعطياتها؛ وأتسم مبعث كل رسول ونبي،
بما أوتي من إرشاد إلهي، حاملاً بين
ثنايا نهج تكليفه، هدى السماء بما
يرشدهم إلى الطريق القويم والصراط
المستقيم، وبما يعينهم على تهذيب
سلوكهم وتقويم مسار حياتهم وأحوالهم،
وبذلك يقص القرآن الكريم على البشرية
سرداً مسهباً مستفيضاً لرسالات
الأنبياء وأولي العزم منهم.
وقسم الكاتب كتابه على عدة فصول وهي:
الفصل الاول: العقوبات الجزائية
وتعريفاتها المتداولة.
الفصل الثاني: سقوط العقوبة بالعفو في
الفقه الاسلامي والقوانين الوضعية.
الفصل الثالث: سقوط العقوبة بالصلح في
الفقه الاسلامي والقوانين الوضعية.
الفصل الرابع: سقوط العقوبة بموت
الجاني في الفقه الاسلامي والقوانين.
الفصل الخامس: سقوط العقوبة بالتقادم
في الفقه الاسلامي والقوانين الوضعية.
|