أساطير العذرية في العالم
ناجح المعموري
بغداد- اتحاد الأدباء - 2024
220 صفحة
تأخذ الغيرية المهتم بالهوية وعلاقة
الأنا الاطلاع على ما يمكن الاطلاع
عليه، من مؤلفات متوفرة للفيلسوف
لفيناس، وحتماً سيجد نفسه بعد القراءة
واقتراح ما يمكن توظيفه في
الانشغالات الثقافية وهي كثيرة ،
ساندة للموقف الشخصي حول ظاهرة من
الظواهر الضرورية في المجال العام
الحيوي والمهم، ولأني أعتقد بأن
الفلسفة تدنو من النقد الثقافي في بعض
الاهتمامات وتتجاور معه، فإنها تتجاور
مع الأدب مثلما قال هارتمان، لأنها
تستجيب للفحص والقراءة المتنوعة
والتأويل، لذا أعتقد بأن التوفر على
ما هو ضروري في الفلسفة
يساعد المثقف في توسيع أفق التأمل
والاقتراح، وهذا مهم.
وستظل الثقافة العراقية مكتفية
بالأنواع الأدبية والكتابة عنها
معتقدة بأن ذلك كاف، لكن ماذا لو
توفرت معرفة فلسفية للناقد ستكون
كاشفة. وبودي الإشارة والتذكير بتجارب
نقدية عالية ومهمة لتوفر الآلية التي
ذهبت اليها وهي تجربة الاستاذ المفكر
سعيد الغانمي وتجربة د. علي حاكم صالح
وتجربة الاخ الناقد والروائي فلاح
رحيم. هذه الكواكب، قدمت ما يساعد
الثقافة
العراقية على الوقوف راكزة على
قدميها، متسامية بين مثيلاتها،
والدليل فوز المفكر سعيد الغانمي
بإحدى أرفع الجوائز العربية. كلامي
هذا لا أريد منه الإشارة الى اهتمامي
بالمعرفة والفلسفة بشكل بسيط، بل
الاشارة الى ضرورات وجود مثل هذه
العناية والانشغال، لأن الفلسفة لا
توفر فرصة طرح الأسئلة والبحث عن
الإجابات، بل تصوغ أو تسهم بصوغ آلية
مغايرة
للتفكير والبحث عن المختفي في كل ما
هو مطروح للقراءة أو الحوار .
قادني اهتمامي بلفيناس الى موضوعة
الجسد لديه، وهي ليست جديدة، لأن كل
الفلاسفة ذهبوا اليه واعتنوا به
وتغايرت الآراء حول ذلك، لكني أعتقد
بأن لفيناس دنا اليه أكثر وهدم تصورات
عميقة للغاية، على الرغم من أنها تبدو
معلومة ومعروفة. ولأن لفيناس ذهب الى
الفلسفة بقرار قصدي وتعمق أثناء عمله
الدبلوماسي، لأنه وثق تماماً، من أن
التوجه نحو
الفلسفة لم يكن مصادفة، لا نتيجة
إيمانه القوي من أنها هي نفس الثقافة
وروح الحضارة التي شكلتها وجعلت منا
نحن ما نحن وكما قال زهير الخويلدي،
ولا يقوى القارئ للفيناس تجاهل
يهوديته وتراثها الثقافي والمعرفي في
التواصل الى رؤى عن الآخر، نظراً
للاضطهاد الكبير الذي تعرض له اليهود
في التاريخ ومثلما هو معروف. وكان
لمثل هذه السرديات تأثير بالغ من
اجتراح آراء ومواقف مهمة عن الغيرية
وذهب الى ما لم يقله أحد غيره من
الفلاسفة وعلى سبيل المثال عدّ الآخر
/ الغيرية الله، الموت، الأنثى،
الحرب. هذا المربع الميتافيزيقي
الأخلاقي خاص به واشتغل عليه بكل
تنوعاته ولأني كتبت مقالاً عن الإله،
والمقصود. بالنسبة له ـ يهوه اليهودي،
فسأقدم محاولة عن الانثى، لأنها
بالنسبة له ولغيره غيرية كبرى، ذات
حضور ومشاركة حياتية في الحياة حاضراً
مستقبلاً ؟ بمعنى هي يمكن الاستعاضة
عنه أبدأ، بل هي ـ الانثى - مكملة
لحياة الأنا / الرجل ، آخر لا
والمساهمة في كل ما يتوصل اليه،
بوصفها شريكة أن الغبطة وسيلة حياة
مثلما الريشة وسيلة كتابة وهي لا تدرك
إلا بالعودة الى الذات، وعندما يفهم
المرء ما يحصل له ويزداد إحساسه
بهويته عن طريق انخراط جسده
في عالم الحياة لأن الجسد ليس ذلك
الدخيل الابدي الذي يحطم وثنية الفكر
.
وقسم الكتاب الى عدة فصول وهي:
الفصل الاول: الماء يكتب على الجسد.
الفصل الثاني: الربيع موسم الاتصال.
الفصل الثالث: الرقص اختبار الجسد.
الفصل الرابع: رقص ارتميس حسي وديني.
الفصل الخامس: البكورية السومرية.
الفصل السادس: عناصر ارتميس
الاسطورية.
الفصل السابع: ارتميس والاتصال
الذاتي.
|