الآثار في مقابر بغداد أضرار وشواهد
أ.د. سعدي ابراهيم الدراجي
بغداد- دار الشؤون الثقافية - 2023
440 صفحة
إن فكـرة تـأليف هـذا الكتـاب بـدأت
بدراسـة شـاهـد قـبر الشيخ محمـد
الاحسائي
(ت١٠٨٣هـ) المدفون في التكية
الخالدية، والبحث قادني الى زيارة
تكايا أخـرى منهـا التكيـة
البندنيجية، وبعض المقابر
والأضرحة والمساجد التي تضم قبور ثلـة
مـن عـلـماء الصوفية في
بغداد. عندئذ عزيمتي قد صحت
بالكتابة عن المقابر وما فيها مـن
الآثـار. وبعـد شـوط مـن
البحث والتقصي الميداني تكشفت
لي أهمية الموضوع، ولاسيمـا أنـه
بـكـر، وأن المكتبة العربيـة
بأمس الحاجة الى مثل هذا البحث
الذي يعتمـد أسـاسًـا عـلى الدراسة
الميدانية، ولما هو
موجود في مكتبتنا من النزر
اليسير في هذا المجال.
وفائدة الموضوع تكمن في توثيق
مجموعة طيبة من الأضرحـة والشواهد
التي مازالتقائمة في مقابر بغداد
وداخل مؤسساتها الدينية، ودراستها سوف
تحفظها من الضياع وتسهم
في إحيائها، وتساعد المعنيين
في حقل الآثار على إدراك أهميتها
التاريخية والحضارية بوصفها
ثروة في مجـال العمـارة
والفنون، ومـن ثـم جعلهـا حـلقـة في
سلسلة الكتابات التذكارية الإسلامية.
إن من أهم أهداف هذا الكتاب هو
الوقوف على قبـور رجـال أسهموا في
إدارة العـراق، وضحوا في سبيله،
وحافظوا على ثقافته. من علماء وشعراء
ومفكرين وساسة وعسكريين،
فضلا عن بيان حالة المقابر
القديمة وما آلت اليه في عصرنا،
بوصفها ضحية تطور التخطيط
العمراني الذي شهدته مدينة
بغداد. إذ فقدت على مر العصور مقابر
كثيرة لم نعرف عنها اليوم إلا اسماءها
الواردة في مصادرنا العربية.
إن ندرة الآثار في مقابر بغداد
وضياعها في عصر الباحث على توثيـق
الأضرحة
والشواهد التي تعود إلى العصر
العثماني ومعهـا الأضرحـة والشواهد
الحديثـة التـي يـعـود
معظمها إلى الربع الأول من
القرن العشرين، خوفا عليها من الضياع.
ولما تحمله من قيمة فنية
عالية في مجال العمارة والخط
والزخرفة ويمكن حصر آثار مقابر بغداد
العتيقة بالمعالم الآتية:
أضرحة مشيدة فوق قبور العلماء
والصالحين، بعضها مسقف بقبـاب قديمـة
مشيدة في
العصر العباسي، منها على سبيل المثال
ضريح عمر السهروردي في المقبرة
الوردية (الشيخ
عمر) وضريح زمرد خاتون في
مقبرة الشيخ معروف، فضلًا عن اضرحة
مبنية أو مجـددة في
العصر العثماني منها ضريح أبي
بكـر الشـبلي وضريـح مـحـمـد فـاضـل
الداغستاني في مقبرة
الخيزران. وأضرحة أخرى كثيرة
من أول العهـد الـوطني لعلـاء وشخصيات
عسكرية
ومدنية معروفة.
وضم الكتاب عدة فصول وهي:
الفصل الأول: أصل المقبرة في اللغة
حالتها، شواهدها.
الفصل الثاني: أهم المقابر القديمة
المندثرة في مدينة بغداد.
الفصل الثالث: مقابر الجانب الغربي
(دراسة ميدانية).
الفصل الرابع: مقابر الجانب الشرقي
(دراسة ميدانية).
|