مقدمة في علم الكلام الجديد
عبد الجبار الرفاعي
بغداد- دار الشؤون الثقافية - 2021
304 صفحة
كل كتابٍ نكتبه يكتب: له الخاص بعد
نشره، يبدأ تاريخه منذ قراءة القارئ
الأول له. للكتب الجادّة حياة يتحكم
في مآلاتها القراء والنقاد، وتحدد
أعمارها ومصيرها مواقفهم وانطباعاتهم
ونوع تلقيهم لمضمونها وكيفية قراءتهم
لنصوصها. ربما تدخل بعض الكتب كهوف
النسيان بعد صدورها مباشرة على الرغم
من أهميتها، ثم يأتي مَنْ يُخرجها من
الظلام ويسلّط الضوء عليها بعد مدة،
وربما يتلقى القراء كتبا أخرى لحظة
صدورها بثقة واهتمام.
لم يكن مؤلف كتاب "مقدمة في علم
الكلام الجديد" يتوقع مثل هذه الثقة
بكتابة هذا بعد نشره مباشرة، إذ بادر
قراء متخصصون ومهتمون بعلم الكلام
للاحتفاء بالكتاب. أستاذ في جامعة
جزائرية لحظة قراءته الكتاب قرر تبنيه
لتلامذته في الدكتوراه، ورئيس لجنة
علمية في جامعة عراقية أصدر قرارًا
بتبنيه لتلامذة جامعته في الدراسات
العليا، وهكذا بادرت أستاذات وأساتذة
كرام، في أكثر من جامعة في البلاد
العربية لتبني الكتاب. وقرّرت بعضُ
أقسام الدراسات الإسلامية والفلسفية
تبني الكتاب في مقرّر علم الكلام
الجديد ابتداء من العام الدراسي
الجديد.
وعند شراء أحد خريجي الأزهر
الأندونيسيين للكتاب وقراءته، راسل
المؤلفُ فورًا يطلب الإذن بترجمته
للأندونيسية، لأنه رأى ضرورة حضوره في
أقسام الدراسات الإسلامية الفلسفية في
الجامعات الأندونيسية، وتقديمه للقراء
في هذه اللغة التي يتحدّثها أكبر
مجتمع مسلم، وباشر بالفعل ترجمته.
وهكذا يوشك أستاذ في جامعــة أصفـهـان
عــلى الـفــراغ من ترجمته
للفارسية، ويعتزم أستاذ في جامعة
تركية بقونيه ترجمته للتركية.
كل ذلك دعا المؤلف لإعادة النظر في
الكتاب، وكعادته بنقد كتاباته قبل أن
ينقدها غيره، وعمله الدؤوب على اكتشاف
ما فيهـا مـن أخطاء وقصور في التعبير
أو التفكير، أعاد العمل على هذا
الكتاب مجدّدًا، وأمضى مدة شهر تقريبا
يعيد تحريره وتدقيقه وتهذيبه، محاولا
أن يشرح مفاهيم محورية اختزل الكلام
فيها في الطبعة الأولى مثل مفهوم
الوحي، وعزّز أسس أركان علم الكلام
الجديد، إذ اكتملت هذه الأركان في
سبعة بعد أن كانت ناقصة، وشرح موارد
أخرى كان مقتصدا في التعبير عنها،
أعاد صياغتها بوضوح بكلمات أصرح
وأوضح، وعالج الوهن والخلل في بعض
الجمل والفقرات، وأصلح أخطاء إملائية
ونحوية ومطبعية غفل عنها فيما مضى.
ازداد حجم الكتاب في هذه الطبعة أكثر
من خمسين صفحة. لا شك أن هذه النسخة
أجود وأغنى وأدق وأوسع وأوضح، إلا أن
المؤلف لا يعد القراء بأن هذه الطبعة
نهائية، فلو راجع الكتاب بعد سنة أو
أكثر من صدوره لكرّر ما فعله في
الطبعة الأولى. وهذه عادة منهكة يعترف
أنه لا يستطيع الخلاص منها. طالما
أزعج المؤلف أصدقاء له ناشرين، بعد أن
يرسل لهم كتابا جديدا جاهزًا للإخراج
والطباعة، وبعد أيام يعود لإرسال
إضافات أو استبعاد كلمات أو جمـل أو
فقــرات، وتواصــل هـذه العملية ان
يصدر الكتاب وأحيانا يضطر الناشر
لتأخير الكتاب في المطبعة وقتاً
اضافياً.
وقسم الكتاب كتابه الى عدة فصول وهي:
الفصل الأول: ملخص لنشأة علم الكلام
وتطوره وعجزه.
الفصل الثاني: علم الكلام الجديد هو
الفهم الجديد للوحي.
الفصل الثالث: الفهم الجديد للوحي لدى
مفكري الإسلام في الهند.
الفصل الرابع: إيقاظ المعنى الروحي
والأخلاقي للدين في الكلام.
|