الإرهاب الفكري وغزوة للعالم
الافتراضي
قاسم محمد منصور العبدلي
الانبار – فلوجة – سطوع الشفق - 2024
178 صفحة
بِسْم الله الحمد لله الذي تتحير دون
إدراك جلاله القلوب والخواطر، وتدهش
في مبادئ إشراق
أنواره الأحداق والنواظر ، المطلع على خفيّات السرائر، العالم
بمكنونات الضمائر، والصلاة والسلام
على خاتم الأنبياء والمرسلين، وآله
الطيبين الطاهرين ومن تبعه بإحسان إلى
يوم الدين.
أما بعد.. فالعالم الافتراضي، ذلك العالم الذي جعل مفهوماً أنه أصبح
قرية صغيرة، مستساغا ومفهوما بشكل
واقعي، فإن كانت الثورة الصناعية قد
غيرت مجرى التاريخ سابقا، فإن الثورة
التكنلوجية وثورة المعلومات أو ما
يُعرف بالفضاء الإلكتروني، قد رسمت
خارطة جديدة للعالم،فهي ثورة ذات
مسارين مسار سلمي وتطويري إن تم
استخدام هذه الثورة المعلوماتية في
خدمة الإنسان وتطوير أدواته المعرفية
والخدمية والإنتاجية وما إلى ذلك،
ومسار عدائي إن تم استخدام
هذه
الثورة في الأعمال الإرهابية
والعدائية، كتطوير الأسلحة والجرائم
الالكترونية والترويج
للإرهاب وغيره مما دعا أكثر من ٣٠
دولة حول العالم للتوقيع على
الاتفاقية الدولية الأولى
لمكافحة الإجرام والإرهاب عبر الانترنت في بودابست عام ،۲۰۰۱ ، والذى
يعد وبحق من أخطر أنواع الجرائم
والارهاب والذى يؤدى إلى خسائر فادحة
من كل النواحي الاقتصادية
والعسكرية والبشرية.
فالجماعات الإرهابية أصبح لها انتشار
كبير على الإنترنت، ولها آلاف الصفحات
والمواقع والتي تستخدمها في استقطاب الشباب من مختلف دول العالم، كما
تستخدمها في الترويج لأهدافها
وللدعاية الخاصة بها، فعصابات داعش
الإرهابية على سبيل المثال لها
العديد من المواقع الإلكترونية والصحف
الإلكترونية المباشرة وغير المباشرة،
والتي تصدر بلغات مختلفة، إذ تستخدم
هذه العصابات الفضاء الإلكتروني بشكل
واسع، وتقوم بنشر الأعمال الارهابية
التي ترتكبها والمصورة بتقنية عالية
الجودة تشبه أفلام هوليود، كذلك
الترويج لنمط حياة الافراد في المناطق
التي تسيطر عليها وترويج وتضخيم
لقوتهم لتشكيل صورة هنية عنهم بأنهم
الاقوى والأخطر عالمياً .
وقسم الكتاب الى عدة فصول وهي :
الفصل الاول : الاطار النظري .
الفصل الثاني : العالم الافتراضي
وعلاقته بالإرهاب .
الفصل الثالث : الجهود الحكومية في
محاربة التطرف والعنف . |