محاور في الفكر والتاريخ
أ.د. علي ظاهر الحلي
بابل – دار الصادق - 2024
355 صفحة
شكلت الدراسات التاريخية ذات الطابع
الفكري إحدى أهم مفاصل المعرفة
الأكاديمية المستندة إلى الدليل والقائمة على أساس البحث والتمحيص؛ إذ إن غاية تلك الدراسات
هو التأسيس لخطة عمل ذات أسس وقواعد
معينة ترمي إلى معالجة ظاهرة أو موضوع
ما؛ لنصل في نهاية الأمر إلى حلول
ونتائج إيجابية من شأنها إحداث
تغييرات مهمة على صعيد القناعات
الفكرية المتلازمة للعقل البشري من
خلال سنين مضت.ومن
هذا المنطلق اخترنا جملة منتقاة من
الموضوعات ذات العلاقة بتطور حركة
التاريخ الحديث والمعاصر باتجاه بناء
نظرة متكاملة إزاء شخصيات تاريخية
وأحداث أسهمت في بناء وتثبيت قناعات
الفرد والمجتمع جزاء ما يشعر به
ويتفاعل معه تارة أو يرفضه بعد حصول
إدراك معارض لما هو سائد من قيم
ومفاهيم آنئذ تارة أخرى.
وأود هنا الإشارة إلى أهمية البحث
التاريخي الذي يعد بمنزلة وسيلة
للوصول إلىماهية النشاط الإنساني،
وموقفه من قضايا وأفكار وأشخاص
بعينهم؛ إذ اعتمد الباحث في إتمام
دراسته التي بين يدي القارئ الكريم
على الأصيل والموثوق من المصادر
التاريخية التي تعزّز سعيه نحو
الحقيقة التاريخية قدر الإمكان، فكانت
الوثائق والبيانات والرسائل والأطاريح
الجامعية والصحف والمجلات المعاصرة
لذات الحدث التاريخي.
وهذه أدوات فاعلة في سبيل إتمام
الغاية من وراء هذه النخبة المختارة
من الموضوعات التي آثر الباحث أن
يتركها متناثرة في صفحات المجلات
المحكمة التي قد يصعب الحصول على
إعدادها تارة، أو تعرّض بعضها للفقدان
والتلف تارة
أخرى؛ ليأتي هذا الكتاب محتوياً على
موضوعات منوعة منها، فكان التحقيق
التاريخي أولها، ليليها الشخصيات
التاريخية والحركات الإسلامية
والعلمانية والأحزاب السياسية،
وتطورات تفاعلاتها مع محيط نشاطها
شكلت كلها محاور هذه
الدراسة المتواضعة.
وقسم الكاتب كتابه على عدة محاور.
|