2العدد (165) - كانون الثاني - 2025

اتصل بنا   

الارشيف   

اسرة المجلة

الصفحة الرئيسية                                                     

اهلا  وسهلا  بكم في مجلة  روافد  ثقافية  الالكترونية الصادرة عن دار الكتب و الوثائق

 

 

 

العقل الواحد والتغير الوظيفي نهاية اسطورة النزاع بين المرأة والرجل

علي الزيدي

بغداد – دار الرافدين - 2024

646 صفحة


 

 

     الكتابات عن الرجل والمرأة كثيرة ولا تكاد أن تحصى، وحين تقلبها وتنظر إليها تنتابك الحيرة ،والتساؤل فإن الذين يكتبون وينتقدون المواقف والأدوار، ولربما ينتفصون بشكل غير منطقي، هم أنفسهم الرجال تارة،

وتارة أخرى النساء، وفي الغالب، ولا أقول الكل، تجد الهجوم والإستنقاص من أحدهم على الآخر هو السائد في كتاباتهم ويلاتهم نجحوا في ذلك، أو تمكنوا من الوصول الى الحقيقة، ولو بمقدار جناح ذبابة.

فلماذا هذا الهجوم والاستنقاص من الآخر، وهو في نفس الوقت أخ أو أخت لك، أم أو أب، زوج أو زوجة بنت أو أبن صديق أو صديقة، كل هذه العناوين وغيرها، تحيط بك أو بها، ولا يمكن بحال من الأحوال الخروج

 من هذا المحيط. وإذا تساءلنا لماذا لا نستطيع الخروج من هذا المحيط، فسيكون الجواب؛ هو لأننا هكذا خلقنا ووجدنا رجل وامرأة منذ البدايات الأولى للخليقة، كان آدم ومعه حواء، خطوات من أقدام أربعة شكلت أول

أحرف المسير الإنساني في هذه الدنيا، حتى أنهما تقاسما ذلك الهبوط ذو الأمر الإلهي المحتوم، فذاقا سوية نعيم الجنة وشقاء الدنيا.

ومنذ وجودهما الأول، علم كل منهما دوره وتكليفه في هذه الحياة بلا تضار أو تزاحم، وبانت واجبات الأنثى وواجبات الذكر ولذلك بقيا ونجحا في هذا البقاء، لأن من أهم مقومات البقاء والاستمرار هو معرفة الأدوار والإبداع

 فيها.

ولولا ذلك لهلك الاثنان، ولما كان هناك بشر يسكن ويعمر هذه الأرض. وذلك باعتبار ان الإنسان لا يمكن أن يتعلم الأشياء كلها عن طريق التجربة والتكرار، وإنما هناك طريقان آخران يعتبران من المصادر الرئيسية في التعلم،

ومن ثم يأتي دور التجربة بالتبع. والأول من هذين الطريقين هو الوحي الإلهي، والآخر هو النموذج الذي يقتدى به، ومن ثم ينطلق الإنسان- المرأة والرجل- بالإبداع والتطور واكتشاف الأشياء عن طريق المحاولة والتجربة.

ونحن عندما نقول النموذج الذي يقتدى به لا نقصد من وراء ذلك التقليد والجمود عليه، وإنما نقصد النموذج البدئي الذي يحدد من خلاله الدور أو الأدوار التي من غير الممكن أن يؤتى بها وتؤدّى من دون ذلك النموذج،

 لأن هناك أدوار وأمور مصيرية لها علاقة مباشرة بالحياة والبقاء أو الموت والفناء، فهي لا تتحمل الإنتظار والتجربة، وهي بطبعها تختلف عن تلك الأمور التي يمكن انتظارها، الى أن تحين ظروف نضجها، لتظهر

وتتهيأ أسبابها، بحسب المصالح والاحتياجات التدريجية التي تبرز ضمن سلسلة زمنية طويلة.

ومن أهم هذه الأمور هو بيان دور كل من الرجل والمرأة بشكل عملي بلا ملابسات أو وجود للاحتمال. وطبعاً يتم هذا على ضوء ذلك الإستعداد البيولوجي لكل منهما، الذي لا يعرف حدوده وإمكاناته الكاملة إلّا الله تعالى،

 إذ كيف يعرف الإنسان الأول تلك الحدود والطاقات، وهو بعد لم يجرب قابلياته على أرض وطأتها قدماه، لتكون مستقراً له، وفيها سيتلقون الخيوط الأولى لهداية البشرية في مسيرها الطويل.

وقسم الكتاب الى عدة فصول وهي :

الفصل الاول : المرأة  في الحضارات القديمة .

الفصل الثاني: المجتمع الاموي والمجتمع الذكوري .

الفصل الثالث : المرأة في الشرائع الكبرى .

الفصل الرابع: النساء والنبوة  .

الفصل الخامس : الدراسات الجندرية ام اثارة مشاكل .

الفصل السادس : العقل الواحد والتغير الوظيفي .