202العدد (165) - كانون الثاني - 2025

اتصل بنا   

الارشيف   

اسرة المجلة

الصفحة الرئيسية                                                     

اهلا  وسهلا  بكم في مجلة  روافد  ثقافية  الالكترونية الصادرة عن دار الكتب و الوثائق

 

 

الاقتصاد المعرفي واثره في التنمية من منظور اسلامي
د. مصطفى رحيم الظاهر
بغداد – شمس الاندلس - 2024
385 صفحة


     

    

    يشهد عالم اليوم استخداما واسعا للمعرفة في الاقتصاد، على الرغم من إن مفهوم المعرفة ليس بالأمر الجديد كونها رافقت الإنسان منذ بدء الخليقة وارتقت المعرفة معه من مستوياتها

 البدائية مرافقة لاتساع مداركها وتعمقها حتى وصلت إلى ذروتها الحالية. قد نتساءل ما هو الجديد اذا ؟ إن الجديد هو حجم تأثيرها في حياة الإنسان بكل جوانبها فهي تؤثر في الحياة الاقتصادية

 والاجتماعية للإنسان، لذا جاء مصطلح اقتصاد المعرفة نتيجة للوعي بدور المعرفة والتكنولوجيا في التنمية الاقتصادية لما لها من بعد جوهري في التنمية البشرية التي تعد عاملاً حاسما في

 تمكين الناس من توسيع اختياراتهم وأعتبر تقنيات المعلومات والبحث العلمي في التعليم العالي هي الأدوات الأساسية للمجتمعات النامية. وقبل التطرق للاقتصاد القائم على المعرفة يجب أن

نعلم إن الغاية من خلق الإنسان هي العبادة، وفي سبيل ذلك؛ يجب على الإنسان أن يعمر الأرض، قال تعالى: (هُوَ أَنشَأْكُم مِّنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا) (هود: 61) والسؤال المهم الذي

 يطرح نفسه: ما الاقتصاد المبني على المعرفة بـ التشريع الإسلامي؟ والإجابة هي: ان العلاقة بين الشريعة الإسلامية والمعرفة هي علاقة أزلية كالعلاقة بين علوم الوحي من ناحية، وعلوم

الكون والعلوم الإنسانية والاقتصادية من ناحية أخرى. وعلوم الكون ليس فيها إسلامي أو غير إسلامي؛ إلا في مجال التطبيق، وأن تكون المصلحة أكبر من المفسدة؛ بشرط ألا تكون هذه

المصلحة ضيقة الافق؛ ولكن مصلحة معتبرة شرعاً. وأهم الضوابط الشرعية للاقتصاد المبني على المعرفة في الإسلام هي الإيمان الراسخ الذي يحقق توازن السلوك بين ابتغاء الدنيا والآخرة،

 ومن ذلك الإيمان بأن الله تعالى أمر بالسعي في الأرض والبحث والتنقيب والمحافظة على النعم وتنمية الموارد. مع وجوب الالتزام بالقيم الأخلاقية الفاضلة في المعاملات الاقتصادية؛ لأنها

من موجبات البركة والتنمية ومع العطاء الأهمية الأولى إلى رأس المال البشري، والتنمية في المنهج الاقتصادي الإسلامي بالإنسان وللإنسان الاقتصاد القائم على المعرفة هو السعي للإصلاح

 في الأرض وعدم الإفساد، يقول الله تبارك وتعالى: (وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا ، ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ) (الأعراف:85) .

وقسم الكتاب إلى عدة فصول وهي :
الفصل الأول : الاطار المفاهيمي للاقتصاد المعرفي .
الفصل الثاني : اقتصاد المعرفة والتنمية المنشودة .
الفصل الثالث : رؤية اسلامية لمستقبل الاقتصاد المعرفي واثره في التنمية .