معاذ عبد الرحيم

 

اول سجين بعثي في العراق
من المعروف تاريخيا ان معاذ عبدالرحيم هو  اول سجين  سياسي للبعث العراقي ،فلم يعرف قبله سجين بعثي في سجون الملكية وعن قصة تجربة الاعتقال ،وما يتذكره منها يجيب معاذ:(في عام 1952 اشتركت بقيادة انتفاضة تشرين الطلابية في بعقوبة عندما امتد تاثير مظاهرات بغداد الى معظم المدن العراقية ،فتم اعتقالي على اثر هذه المظاهرة وقدمت  الى المجلس العرفي للمحكمة انا وعدد من الشيوعيين وكنت البعثي الوحيد بينهم ،فحكم على الشيوعيين بسنتين سجن وانا نتيجة لواسطة النائب عبدالكريم كنة النائب في مجلس النواب وسلمان الصفواني(صاحب جريدة اليقظة) وتدخل بعض الشخصيات القومية ذات النفوذ حكم علي بالسجن لمدة ستة اشهر فقط.

اعداد وتحرير : توفيق التميمي   /   القسم الثالث
تم ايداعي بعد اصدار الحكم في السجن المركزي بباب المعظم ،وكان الشيوعيون  يسيطرون على هذا السجن ،بعد دخولي السجن توجهت فورا الى مكتبة السجن التي ينظمها ويشرف عليها السجناء الشيوعيون ،فوجدت كتابا بعنوان ((في الوعي القومي))للكاتب والسياسي اللبناني الشيوعي رئيف الخوري،تصورت ان الكتاب يؤيد الاتجاه القومي حتى استغربت من وجوده بين الكتب واثناء تقليبي لصفحات الكتاب جاءني شخص طويل القامة بشوارب كثة، بشرته بيضاء عرفت فيما بعد انه القائد الشيوعي الكوردي جمال الحيدري، وقال لي بلهجة آمرة :اترك الكتاب،فسألني ما الذي اتى بك الى السجن ..فقلت له بسبب اشتراكي بالمظاهرات،وسألني ماهو اتجاهك السياسي ...فاجبته اني بعثي (وكان اسم البعث غير معروف حتى تلك اللحظة) فرد الحيدري علي :انا لم اسمع بهذا الحزب  من قبل ..عموما احمل اغراضك وتعال معي .
حملت اغراضي وتبعته فعلا ووصل الى باب غرفة مغلقة وفتحها بقوة وقال للسجناء الموجودين في داخل الغرفة هذا معكم ، وبعد خروج الحيدري تقدم مني احد سجناء تلك الغرفة وكان مسلسلا بالاصفاد وقدم نفسه لي بانه (جاسم حمودي عبدالرزاق)عضو مرشح للجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي  وهو من اهالي الفضل وكان معه اثنان من اليهود هما الصيدلي يوسف زلوف وآخر اسمه اسحق ولما شرحت له سبب اعتقالي والحكم علي واوضحت له انتمائي البعثي  طلبت منهم تفسير الموقف لماذا اتى بي هذا الرجل (جمال الحيدري) اليهم !
فاجابني حمودي بانهم رفاق الرفيق فهد واعتبرونا باننا كنا شهودا ضده في المحكمة وان  شهادتنا هي احد الاسباب التي اوصلت الرفيق فهد للاعدام ، وعلى اثر ذلك تم فصلنا من الحزب وعزلنا في هذه الغرفة  وتمت مقاطعتنا من قبل  بقية السجناء واطلقوا على غرفتنا اسم (المستنقع)) فلما سمعت هذه الحكاية قلت لهم انتم شهدتم ضد مؤسس حزبكم فعزلوكم ولكن انا ما علاقتي بالامر ؟ ولماذا حشروني معكم ؟ وبعدها نصحوني بالاتصال باهلي والحصول على ادوات للطبخ وكذلك جلب مواد غذائية يابسة وقالوا لي تذهب الى شخص اسمه (حزام عيال)  وهو شيوعي مندائي فهو مسؤول التغذية في السجن وتضع موادك الغذائية في زنبيل ولاتكلمه لانه لايرد عليك ،تأثرت جدا من وجودي في مكان اسمه المستنقع ومن شعوري باني منبوذ من قبل بقية السجناء ، فلما زارني كل من فؤاد الركابي وفيصل حبيب الخيزران (وكان كلاهما من القيادة البعثية قبل انتخابات عام 1955)شكوت لهم وجودي في السجن وطلبت منهم التوسط لانتقالي الى سجن الناصرية القريب من اهلي ،حاول جاسم حمودي وهو استاذ كيمياء والمرشح للجنة المركزية والمتهم بالشهادة ضد فهد ، من اقناعي بالبقاء معهم في سجن باب المعظم ، ولكن كلمة المستنقع أثرت نفسيا علي وجعلتني لااحتمل البقاء في سجن باب المعظم وحصلت الموافقة على نقلي الى سجن الناصرية لاتمام بقية فترة محكوميتي وقبل انتقالي بيومين حصل انشقاق في الحزب الشيوعي الى تنظيم القاعدة بقيادة بهاء الدين نوري والشغيلة بقيادة عزيز محمد وجاءني الضابط الشيوعي عطشان الازيرجاوي من شيوعيي القاعدة وطلب مني الانتقال الى قلعتهم فشكرته و اعتذرت لقرب انتقالي الى سجن الناصرية.
في سجن الناصرية ولكوني كنت الوحيد بين السجناء سجينا سياسيا  وقعت لي مشكلة مع ادارة السجن بسبب رفضي للخروج الى مسطر السجناء الصباحي كوني سجينا سياسيا وابنا لاحد الوجهاء المعروفين في الناصرية ،وبعد سلسلة من المفاوضات مع ادارة السجن تم اعفائي فعلا من اذلال المسطر الصباحي وبمرور الوقت شهدت حالات مأساوية داخل السجن بالاضافة الى حالات الرشوة وابتزاز السجناء واهاليهم فضلا عن استعمال عقوبات مهينة بحق السجناء كعقوبة الجلد، ونتيجة هذه الاوضاع بدأت بتحريض السجناء على القيام باعتصام داخل السجن استمرلاربعة ايام متتالية ولكنه لم يستمر بسبب تدخلات الاهل خارج السجن والخوف من مضاعفة العقوبات ،كما ان السجناء لم يعرفوا معنى العصيان من قبل لتحقيق اهداف معينة فاتخذت قرارا بانهاء الاعتصام مع الحصول على بعض المكاسب للسجناء مثل مضاعفة الزيارات للسجناء والحد من ظاهرة الابتزاز بالرشوة الى الشرطة وتجنب توجيه الاهانات ،وقبل نهاية الاضراب حملني السجناء اثناء مفاوضاتي مع مامور السجن لانهاء الاعتصام رغبتهم في عدم الانتقال الى سجون بعيدة عن مناطق سكنهم ووعدني المامور بتحقيق ذلك وانه سيلتزم بوعوده حتى في حال اطلاق سراحي، ولكن المامور نكث بوعده وقام بعد اسابيع من انهاء محكوميتي بنقل عدد من السجناء الذين شاركوا معي في الاعتصام الى سجون الرمادي والموصل وبغداد) من المقابلة السابقة.
ما بعد السجن وتجربة الاعتقال
)بعد خروجي من السجن  وتوجهي الى دار المعلمين لاكمال دراستي جاءت برقية تقضي بفصلي من الدار مع عدد من الطلبة الشيوعيين فصلا مؤبدا من الدراسة لاسباب غير سياسية ،ولم تنفع سلسلة من المراجعات التي قمنا بها الى وزارة المعارف لنعرف من قام بفصلنا وعلى اي اساس، لم يبق امامي الا العودة الى مدينتي الناصرية وقضيت اياماً اتجول عاطلا في شوارعها وذات مساء وبينما اتجول  في احد الشوارع الرئيسة القت مفرزة من الانضباطية القبض علي وارسلتني مخفورا الى معسكر الشعيبة في محافظة البصرة ووجدت في هذا المعسكر خليطا من السياسيين المبعدين من الشيوعيين واعضاء في حزب البارتي الكوردستاني وايضا كنت البعثي الوحيد في معسكر الاعتقال هذا قبل ان يلحق بي بعد اشهر بعثيون من الاعظمية وقوميون من النجف، وكانت مهمتنا في المعسكر هي القيام باجراء تنظيفات لمخلفات الجند البريطانيين ، واجراء بعض الاصلاحات في المعسكر وكانت قاعات المعسكر اشبه بالسراديب تحت الارض ، كما كنا نقوم ببعض التدريبات العسكرية ولكن بدون سلاح وكان آمر المعسكر هو المقدم امين محمود عساف وضباطه المساعدون الملازم داود الجنابي(اصبح رئيس  الحرس الجمهوري في عهد حكومة البكر) والملازم جميل صبري (اصبح مديرالامن العام في حكومة البعث 1963) واتذكر كان معي في ذلك المعسكر من الشيوعيين د. كاظم حبيب وماجد عبدالرضا. ) من المقابلة السابقة.

جبهة الاتحاد الوطني
لاهمية تاسيس جبهة الاتحاد الوطني عام 1957 والتي ضمت في عضويتها  كلا من الحزب الشيوعي العراقي وحزب البعث والاستقلال والحزب الوطني الديمقراطي، ولتأثيرها الفعال  على حركة الضباط الأحرار واثرها  على اسقاط الملكية في العراق ؟ سالنا معاذ عن الاجواء والمناخات التي ولدت من رحمها هذه الجبهة فاجاب :(الجبهة جاءت ردا على إجراءات نوري السعيد التعسفية بحل البرلمان و تجميد الأحزاب و غلق الصحف و اعتقال و إبعاد الشخصيات الوطنية و القومية ، فلم يبق أمام أحزاب الجبهة سوى العمل على تصعيد النضال السياسي لتغيير النظام برمته ، وقد بدأت هذه الجبهة بإصدار ميثاق الجبهة . وتوزيع بيانات سياسية تبين أهدافها و توضح أسباب معارضتها للحكم الملكي القائم آنذاك ، و كانت قد بدأت العلاقة بين الشيوعيين والبعثيين تتوطد من خلال قيام هذه الجبهة التي كان يمثل فيها حزب البعث العربي عبد الله الركابي و شمس الدين الكاظم عضوا القيادة القطرية و كان بعض قادة الجبهة على صلة سرية  بالضباط الأحرار.
في أوكار الشيوعيين السرية
في هذا الوقت اقترح الحزب الشيوعي على حزب البعث بصفته حليفا معه في هذه الجبهة  ان يرسل احد ملاكاته لتعليمه الطباعة السرية في اوكار الشيوعيين، فقررت القيادة القطرية للحزب ان اكون انا ذلك الملاك الحزبي.. واعطيت كلمة السر لأتعرف على شخص كان ينتظرني في ساحة الطيران لايصالي الى الوكر السري المقرر ان اتعلم فيه اصول الطباعة السرية مع الشيوعيين الذين سبقونا في هذا المجال ،وبالفعل في مساء احد الايام من عام 1957 ذهبت الى ساحة الطيران  في الوقت المحدد ووقفت ماسكا الجريدة بيدي معتمرا قبعة كما يحدث في الافلام ، وبعد دقائق معدودات جاءني الشخص المعني وذكر لي كلمة السر.. وقادني الى خلف جامع الخلاني وولجنا  داخل احد الازقة ووصلنا الى البيت الذي كان فيه الوكر الطباعي وانتهت مهمته وعرفت فيما بعد ان هذا الشخص الذي اوصلني الى الوكر هو  محمد صالح العبلي (عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي آنذاك )اعدم فيما بعد من قبل حكومة البعثيين عام 1963 رميا بالرصاص بعد تعذيب وحشي تعرض له على يد جلادي الحرس القومي.
طباعة ميثاق الجبهة
بعد تعرفي على مسؤول الوكر طلب مني ان اختار اسما حزبيا ينادوني به في الوكر فطلبت تسميتي بـ(ابو نجم) وقال المسؤول عن الوكر وانا (ابو سلام )وبقيت في هذا الوكر حوالي 24 يوما تعلمت خلالها  مستلزمات الطباعة السرية التي يتفوق فيها الشيوعيون علينا ، حيث كانت طباعتنا في حزب البعث تقتصر على آلة الطابعة والرونيو،بينما كان الشيوعيون يمتلكون طابعة تعود إلى الثلاثينيات من القرن الماضي وقد شاهدت مثيلة لها في مكتبة الإسكندرية بجمهورية مصر العربية و تعتمد على تجميع حروف الرصاص ،ولذلك  كانوا مهيئين لطباعة ميثاق الجبهة الوطنية ،فاسهمت معهم في طباعة بعض سطور الميثاق.. ولكن فؤاد الركابي طلب مني بعد ان تأكد من تعلمي للطباعة بهذه الطريقة الجديدة ان اتسلم مطبعة مشابهة لهذه المطبعة قدمت من الشيوعيين لحزب البعث ولم يقبل ان يأخذها الركابي كهدية بل اراد ان يعطيهم مبلغا مقابلها قدره 60 دينارا  ، ولكن الشيوعيين رفضوا ان يعطوها الا كهدية مجانية  كدليل عملي على التعاون الاعلامي والحزبي مع البعث  من خلال الجبهة.
فترة مثالية بين الحزبين
تعتبر هذه افضل الفترات في تاريخ العلاقة بين الحزبين ،وتسلمنا في اخر المطاف المطبعة كهدية.. وبدأنا نطبع من خلالها جريدة (الاشتراكي) للحزب بحلة جديدة.. ولكن هذا العرس الائتلافي بين الحزبين  لم يدم طويلا حيث عاد فؤاد الركابي فجأة يطلب مني الانسحاب  من الوكر ، ورجوته ان يمهلني فترة محددة لاستكمال الفترة التدريبية فرفض بسبب نشوء بدايات الخلافات بين الحزبين ،وكان فؤاد يخشى ان ينكشف الوكر وبالتالي قد يتهمنا الشيوعيون بالوشاية .
ومن الجدير بالذكر إن عودة الصراع بين الشيوعيين و البعثيين بعد ثورة 14 تموز قد جعلهما يتبادلان التاثر و التاثير في موضوعي الاشتراكية و الوحدة العربية ، فقد اخذ قسم كبير من البعثيين بالفكر الماركسي و تحولت اشتراكيتهم من اشتراكية طوبائية الى اشتراكية علمية و الشيوعيون انتقلوا من رفضهم للوحدة العربية الى رفع شعار الاتحاد الفيدرالي حتى ان الحزب الشيوعي المصري قد حل نفسه و التحق بمسيرة الرئيس جمال عبد الناصر الوحدوية.
مفارقات
من المفارقات ان صاحب الوكر الشيوعي  واسمه (محسن العاني) كنت قد تعرفت عليه في المعتقل بعد انقلاب 63 عقب خروجي من حزب البعث ،وكان هذا الرجل معتقلا معي بصفته شيوعيا، فتعجب لامر وجودي في السجن.. فعرف اني تركت حزب البعث  وانشققت عنه في حركة سياسية اخرى واستمرت علاقتي معه بعد خروجنا من المعتقل و محسن العاني هو عم حامد العاني عضو اللجنة المركزية فيما بعد للحزب الشيوعي الموجود حاليا في هولندا كلاجئ سياسي.) من المقابلة السابقة. .
ايام الثورة التموزية الاولى
عن ذكرياته عن ثورة 14 تموز 1958 يقول معاذ عبدالرحيم :(في مساء  يوم 13/ تموز/ 1958  اي قبل يوم واحد من ثورة تموز جاءت والدتي من الناصرية لتخبرني بان رجال الشرطة والامن داهمت دارنا هناك بدون استصحاب مختار المحلة او قرار قضائي ما استفز والدي واعطاهم عنواني في بغداد حيث كنت اعمل في جريدة الحرية (لصاحبها قاسم حمودي) وبالفعل جاء رجال الامن يبحثون عني و كنت في حينها خارج الجريدة.. فذهبت الى فؤاد الركابي مساء تلك الليلة و كان متواجداً في نادي الشباب في باب الشيخ وأخبرته بما جرى فقال لي:(( دبر حالك هذه الليلة وسنلتقي صباحا)) ولم اكن اعلم في حينها ان فؤاد كان يعلم بالموعد المحدد لانطلاق ثورة 14 تموز في صباح اليوم التالي من خلال بعض الضباط البعثيين.
في الصباح الباكر ليوم 14 تموز استيقظت وسمعت من الراديو البيان الاول بصوت العقيد عبدالسلام عارف ليعلن الثورة على النظام الملكي وكنت في حينها استأجر غرفة بمحلة جديد باشا مقابل جامع الحيدرخانة فهرعت من فوري الى شارع الرشيد فوجدت العمال ذاهبين إلى أعمالهم في الصباح  يتناولون فطورهم من الزبيب والجبن وبعد ان اخبرتهم بالامر شكلنا مظاهرة وعبرنا الى ساحة الشهداء وهناك حملني بعض المتظاهرين والقيت خطابا حماسيا بين المتظاهرين وما ان ذكرت فيه شعارات حزب البعث حتى اسقطني الذين كانوا يحملوني من على اكتافهم لانهم تصوروني اول الامر من الشيوعيين اما انا فكنت اتصورهم من القوميين .
وانقسمنا الى مجموعتين  مجموعة توجهت الى دار الاذاعة والاخرى توجهت  نحو قصر الرحاب، وهناك في منطقة العلاوي (حاليا جوار محطة السكك العالمية)وجدنا جنوداً مدججين بالسلاح منعونا من  التوجه الى قصر الرحاب وفي هذه الاثناء لمحت سيارة صالون سوداء فيها احمد مرعي مدير الديوان الملكي وبجواره سيدة فناديت على المتظاهرين بان هذا هو مدير الديوان الملكي ولكن سائق السيارة التي كانت تقلهم تمكن  من الفرار من بين المتظاهرين ،فحمدت الله بعد مرور سنوات على هذه الواقعة فلو تمكن المتظاهرون من الامساك بهم  لفعلوا معهم كما فعلوا بعبدالاله وبنوري السعيد،ولو حصل ذلك لقتلني الشعور بالندم ومشاعر الذنب و مازلت اتذكر كيف كان المتظاهرون يسحلون  جثة الوصي عبد الاله في شارع الرشيد، وفي اثناء عودتي من المظاهرة في طريقي الى جريدة الحرية ركبت مع الصحفي (محسن حسين) في سيارة جريدة الشعب ومعه المصور (عبد الوهاب الشيخلي الذي اصبح استاذا وناقدا للموسيقى فيما بعد ) ومن سوء حظ عبدالوهاب  الذي كانت ملامحه اقرب للاجانب منها للعراقيين ان لمحه بعض المتظاهرين وصاحوا باعلى اصواتهم ان هذا جاسوس بريطاني فهجموا علينا من بين الصفوف و حاولنا  افهامهم انه عراقي ويعمل مصورا  في جريدة الشعب وتمكنا من انقاذه  بصعوبة من مصير السحل والقتل  المتوقعين بسبب هيجان الجماهير في تلك اللحظة.