تحفة فنية بأيادي عراقية تُهدى إلى أميرة الشام السيدة زينب عليها السلام 

 

دار الكتب والوثائق - عباس سليم الخفاجي
 

 

   

   

   

   

 

شارك وفد من دار الكتب والوثائق إحدى تشكيلات وزارة الثقافة والسياحة والآثار برئاسة الأستاذ الدكتور علاء أبو الحسن إسماعيل في توثيق نقل "الشباك الجديد" لضريح السيدة زينب بنت علي أمير المؤمنين (عليهما السلام) من مدينة كربلاء المقدسة إلى سوريا عبر طائرات عسكرية.

وتضمنت المشاركة في مراحلها الأولى صناعة شباك ضريح مرقد السيدة زينب (ع)، وفقاً لتصاميم فنّية وهندسيّة مستوحاة من عبق التراث الفنّي الإسلاميّ، نفّذتها ملاكاتُ قسم صناعة الشبابيك والأبواب للأضرحة التابع للعتبة العبّاسية المقدّسة.

وبعد إنهاء مراحل صناعة الشباك نظمت العتبة العباسية المقدسة حفلٌ للاحتفاء بإنجاز الشبّاك الجديد لمرقد السيّدة زينب(عليها السلام)، تضمن قراءة آيات مباركات من الذكر الحكيم وعدد من الكلمات والقصائد فِي الباحة المطلّة على بوّابة القبلة لمرقد أبي الفضل العبّاس(عليه السلام) وذلك بعد صلاة المغرب من مساء الثلاثاء 27 أيلول 2022، وبحضور جماهيري واسع من المؤمنين الموالين يتقدمهم السيد احمد الصافي ممثل المرجعية العليا والمتولي الشرعي للعتبة العباسية المقدسة، إضافة لمحافظ مدينة كربلاء نصيف جاسم الخطابي والشيخ ميثم الزيدي قائد فرقة العباس القتالية، والأستاذ الدكتور علاء أبو الحسن إسماعيل مدير عام دار الكتب والوثائق وعدد كبير من الشخصيات ورجال الدين ومقاتلي الحشد المقدس.

وفي صباح يوم الأربعاء 28 أيلول، أشرفت فرقة العباس القتالية التابعة لحشد العتبات على نقل الشباك إلى مطار النجف الدولي مروراً بالعتبة العلوية المقدسة تلبية لطلب أهالي النجف الذين أصروا على استقبال الشباك الشريف وتوديعه، وكان في مقدمة المستقبلين الدكتور المهندس ماجد عذاب جابر الوائلي محافظ النجف الأشرف وجمهور كبير من المؤمنين.

بعدها تبنى سلاح القوة الجوية العراقية في مطار النجف الأشرف نقل الشباك الشريف من خلال طائرة (سي-130)، يرافقها تشكيل من الطائرات العراقية المقاتلة (أف 16) لتوفير الحماية من العراق وحتى مطار دمشق.

وبعد هبوط الطائرات في سوريا بكل امن وأمان، قامت فرقة العباس بنقل الشباك الشريف من مطار دمشق بمركبات خاصة إلى العتبة الزينبية لغرض نصبه من قبل كوادر العتبة العباسية المقدسة الذين أوفدوا وتعهدوا لتلك المهمة التاريخية.

وقد وصل الُشبّاك الجديد إلى الحرم الطاهر لمرقد السيدة زينب (عليها السلام) في سوريا قادماً من العراق، على أمل الخطوة القادمة وهي تفكيك الشبّاك القديم من قبل فريقان فنّيان من العتبة العبّاسية المقدّسة ونصب الشباك الجديد في مكانه. ويُعد هذا الحدث الأول عالمياً من نوعه كونه صنع بأيادي عراقية خالصة وهو تحفة جمالية صنعت بدقة متناهية ومثالية.
ومن الجدير بالذكر إن الشباك الجديد يزن سبعة أطنان ونصف (وبارتفاع 4,5 متر وبعرض 3,22 متر وبطول 4,22 متر)، واستخدم فيه سبع كيلو غرامات من الذهب و 500 كيلو غرام من الفضة وثلاث أطنان من السنستيل إضافة إلى طن من النحاس و 350 فوت مكعب من الخشب
.
وقد بلغ عدد العاملين من العتبة العباسية في داخل مرقد السيدة زينب 49 شخصاً إضافة إلى أربعة من دار الكتب والوثائق ليصبح العدد 53، يعملون بفريق عمل واحد وبكل جد ونشاط وكأنهم خلية نحل، حيث يبدأ عملهم يومياً منذ الصباح الباكر وينتهي في المساءً
.
وباشر الفريق بعملية تفكيك الشباك القديم للسيدة زينب عليها السلام ظهر أمس الخميس 29 أيلول مع ترميز وترقيم القطع وحفظها لدى العتبة الزينبية، ومن المؤمل إكماله مساء اليوم، وغداً بمشيئة الله تبدأ عملية نصب الشباك الجديد
.