كل جديد
أخبارهم
تاريخ النشر:
4/ 10 /2018
حسين مطر والعمارة البغدادية
ـ العمارة البغدادية بين الماضي والحاضر وتأثيرها على الانسان
تضامن عبدالمحسن
دأب تجمع (شارع المتنبي الثقافي) على تقديم كل ما يهم المجتمع
وفي مختلف المجالات الثقافية وقضايا المرأة، وقد تناول صباح
يوم الجمعة 2018/9/28، موضوع العِمارة البغدادية بطريقة العرض
الصوري، في محاضرة تحت عنوان (التراث المعماري البغدادي بين
الماضي والحاضر) في المركز الثقافي البغدادي في المتنبي،
للمصور الفوتوغرافي الشاب حسين مطر، سعيا من التجمع لإشراك كل
فئات المجتمع من المثقفين والمهتمين، اساتذة وطلاب، في دعوة
لتسليط الضوء على التجارب والطموح والرؤى بغد أفضل.
اذ استطاع حسين مطر، الطالب في جامعة بغداد، ان يؤرشف لبغداد
في صوره، التي قد تكون مصدرا مهما وموثوقا في المستقبل القريب.
بدأ المحاضر حسين مطر بطرح فكرة الارشفة الصورية واهميتها
والتي ترسخ مفاهيم ومشاهد الزمن الماضي لدى المجتمع الحاضر،
ليتناول مايخص العمارة والبنى في بغداد خلال زمنين.
مؤكدا على ان بغداد جوهرة شرقية، لأن الانسان فيها يدخل في
تفاصيل البناء سواء البيت او الحي او المؤسسة، وأهمية موقعها
باعتبارها منطقة نهرية.
كما تناول ضرورة تسخير الماضي بشكل تفكيكي مع الحاضر، والتي هي
علاقة انتاجية، متناولا مثال المصور العراقي الكبير لطيف
العاني، قائلا: (الرائد لطيف العاني كانت له فكرة غريبة في
ارشفة الايام البغدادية، في المناسبات وداخل الازقة وفوق
الابنية وهذه فكرة للأرشفة للمستقبل وليست للحاضر، والتي تفيد
الاشخاص مستقبلا وذلك من اجل تحسين الانتاج، في تصميم
العمارة). لافتا الى ماحدث في الموصل من تخريب لبعض الاثار
والأبنية، ولكن بوجود الارشيف الصوري سيتمكن الناس في المستقبل
من الاطلاع على ماضيهم المعماري، مؤكدا على ان الارشفة تفيد
الجيل الجديد في التطوير الخلاق.
فيما تحدث عن الاهمال الذي حلّ بجامع مرجان وآثاره على
الانسان، وكذلك الخراب في مناطق شارع الرشيد وباب الشيخ
وسواهما والتشويه الحاصل في التوسع العمراني العشوائي والتغليف
بواسطة الكابون الذي شوه العمارة البغدادية. مستذكرا بعض بيوت
الرواد في مجال السياسة والفن والادب.
واستعرض المصور حسين خرائط بغداد القديمة والتي توضح البنى
التحتية والعمارة في الزمن العباسي، والتي كانت تخدم الوضع
الاجتماعي كثيرا، وكيفية تطويع البيئة بشكل عام في عملية
البناء، مشيرا الى ان الشوارع كانت مؤدية الى الاماكن المركزية
المهمة بشكل انسيابي، مما ييسر للزائر الوصول الى مبتغاه، في
مقارنة مع الوقت الحالي حيث كثرة السكان وعشوائية البناء
المتزايد واغلاق الشوارع الرئيسية وحتى الفرعية المهمة، التي
ادت الى تغيير الخارطة البغدادية وتشويه البنى المعمارية، بما
يؤثر على السكان المحليين بشكل سلبي، لافتا الى ان اسلوب
العمارة ومواد البناء يعتبران من العوامل المهمة المؤثرة على
الإنسان ومزاجيته وذوقه.
ناشد المصور حسين مطر الحضور الى انه بصفته فردا لايمكنه تغيير
الواقع ، داعيا الى العمل الجماعي ، بالمحافظة على الهوية
البغدادية، قائلا: (لذلك قدمت مجموعة مشاريع وطرحتها من خلال
منظمات المجتمع المدني، تتمثل في اقامة معرض لبغداد بالاسود
والابيض للاعوام من عام 2016 الى 2018، وانا منذ ثلاث سنوات
اقوم بتصوير معالم بغداد، وكذلك تقديم معرض يمازج بين الفرد
والعمارة، فكل صورة تحمل فكرة وشرحا مختلفا ولكن المضمون هو
كيف تؤثر هذه الأبنية على الانسان، والمشروع الثالث وهو مشروع
الف قصة وقصة، وهو التقاط صورة لمعلم قديم وتواجهها صورة اخرى
للعام 2018. والغرض منه هو طرح التغيير الايجابي والسلبي الذي
طرأ على المكان)، كما تحدث عن مشروع لأخذ الناس في جولة سياحية
في مناطق بغداد التي طالها الاهمال والتخريب العمراني،
واطلاعهم على الفرق بين العمارة البغدادية قديما وحديثا لخلق
رأي عام شعبي سيؤثر بالتأكيد على عمليات البناء مستقبلا.
مشيرا الى أن آخر مشروع له سيكون الاول في الشرق الاوسط ، في
شارع الرشيد، ذلك الشارع الذي شهد اكبر تغيير معماري، والذي
سيمتد من السنك للميدان والذي سيكون بمسافة 2 كيلومتر.
اختتمت المحاضرة بمداخلات دعم اغلبها المشاريع الابداعية التي
تناولها مطر في محاضرته، مؤكدين على دور العمارة البغدادية في
العلاقات الاجتماعية الايجابية سابقا، كما وجهت بعض المداخلات
مناشدة الى الجهات الحكومية المختصة الى ضرورة الاهتمام
بالأبنية التراثية والدور التابعة للشخصيات العراقية المهمة
التي يتجاوز عمرها على السبعين عاما، لتكون معالم سياحية.
|