المقهى

 تاريخ النشر : 3 /12 /2017

تعقيب على عمود (طير السعد) : الماضي والحاضر يتحاوران بإتجاه المستقبل

الأزمنة الثلاثة بين الحاج وإخلاصي وأسماء مصطفى

عكاب سالم الطاهر

في موقع مجلة الموروث الثقافية / العدد 116 ، الاديبة أسماء محمد مصطفى..ومن خلال عمودها طير السعد ، اشارت الى أنّ الماضي والحاضر ، يتحاوران بإتجاه المستقبل.

ما جاء في عمود الاديبة اسماء ، حرضني على ان اعود الى وجهة نظر مثيرة ، طرحها في النصف الثاني من خمسينيات القرن الماضي، الفيلسوف اللبناني كمال يوسف الحاج .وخلاصتها : ان الحاج لا يتفق مع التسلسل الذي نعتمده حاليا.. وهو : الماضي.. الحاضر..المستقبل...

ويرى كمال الحاج..ان التسلسل الصحيح ، هو : المستقبل..الحاضر..الماضي... ويوضح صحة وجهة نظره على الشكل الآتي : 

اذ يتساءل : ما الحاضر ؟ ويجيب ...مستقبل قد حضر.

اذن : في البدء كان المستقبل ، ثم حضر المستقبل .ويعود الحاج ، ليتساءل :وما الماضي ؟.ويجيب : انه حاضر قد مضى. اذن..مستقبل قد حضر..وحاضر قد مضى.

هذا الراي لافت للنظر، ويقلب موضوعة الزمن.

ولأهميتها ، عرجت عليها في كتابي ( حوار الحضارات ) .وقارنتها بما يعتمده الباحث السوري اليساري ، وليد اخلاصي. وهو : ان الماضي ، يشترك مع المستقبل ، بحرف ( الميم ) ، في بداية كل منهما .في الوقت الذي تباعد مسافة الزمن بين توقيتهما.. بينما يعودان للتقارب ، لكونهما يمثلان عملية التسلسل الكامل للزمن نفسه بلا انقطاع..

ويضيف اخلاصي ؛ هذا التسلسل ،يشكل قناعة ،بانه لا مستقبل بلا ماض ، كما انه لا يمكن للماضي اصلا ، ان يكون دون مستقبل..اما الخاضر ، فيشكل مرحلة آنية تؤكد حضورها ، لكونها اشبه بالممر الذي يعبره الماضي باتجاه الآتي . .أي المستقبل..

هاتان وجهتا نظر ، نطرحمها ، بشخصيتين معروفتين بالحقل البحثي المعرفي .. الحضور الجبري..

المهم :

المستقبل ، قد حضر . فهل كان حضوره ( جبريا ) ، اي خارج فعل الانسان وتدخله ؟

وتتعدد الاجابات. ونحن مع دور للانسان ، يتسع او يضيق ، في صنع الحاضر . ولكي يسهم الانسان في صنع الحاضر ، عليه أن يقرا الماضي قراءة تحليلية --استنتاجية.

شكرا للباحثة اسماء محمد مصطفى..حين دعتنا لندلو في هذا الموضوع الحيوي. ورحم الله المفكر الكبير ، قتيل الحرب الاهلية اللبنانية ، كمال يوسف الحاج ..

 
تنبيه

 لايُسمَح لأية صحيفة ورقية او موقع ألكتروني او مدونة او موقع شخصي او صفحة تواصل اجتماعي بإعادة نشر موضوعات او صور مجلة "الموروث" من غير إدراج اسم كاتب الموضوع وكذلك اسم المجلة بصفتها مصدرا ، عملاً بضوابط الملكية الفكرية والأمانة الصحافية.