النافذة المفتوحة
تاريخ النشر :
23
/ 4 /2018
ذكريات
مع الناقد باسم عبد الحميد حمودي
ناطق خلوصي
بـ "الموروث"
قبل أيام نشر الأستاذ الناقد باسم عبد الحميد حمودي قراءة
نقدية لروايتي الجديدة " بستان الياسمين" ، وقبلها باسبوع كان
قد نشر قراءة تقدية لرواية " أوراق ابراهيم الناصري " للصديق
الروائي عبد الاله عبد الرزاق ، ليدل بذلك على أن الحنين عاوده
لممارسة واحد من ثلاثة اهتمامات رئيسية رافقت مسيرته الابداعية
: كتابة السرد والنقد والبحث في التراث الشعبي ، وهي مسيرة صار
عمرها أكثر من ستين سنة ، هو عمر علاقتي به .
في خريف العام 1956 ظللتنا لأول مرة ، خيمة دار المعلمين
العالية ( كلية التربية فيما بعد ) طالبَين مستجدَين هو في قسم
التاريخ وأنا في قسم اللغات الأجنبية ، مسكونَين بهوس الأدب.
و" العالية " كانت أيامذاك صرحا ً أكاديميا ً من طراز خاص
.كانت تتميز في كل شيء : في نمط اساتذتها وهم من أكفأ
الأداديميين ، في انفتاحها على الفكر التقدمي ، في كونها مركز
اشعاع ثقافي بارز. وكان باسم أكثر نشاطا ً مني فقد دفعه طموحه
المبكر لأن يصدر مجموعة قصصية صغيرة ، وكان لا يزال طالبا .
تحمل عنوان "أنا عاطل وقصص أخرى " وجاء على غلافها أنها "
لوحات قصصية غرامية إنسانية واقعية " ( وهي خلطة تكشف عن طموح
وحماس كاتب يضع أولى خطواته على طريق طويل) . وعمل ، (وكان لا
يزال طالبا ً أيضا ً ) محررا ً في جريدة " الاستقلال " التي
صدرت في أعقاب ثورة 14 تموز . وفي ظل ظروف الاحتراب السياسي
الذي بدأ في العام 1959 ، مر بظرف غير اعتيادي كان يصعب عليه
معه المبيت في بيت أبيه في حي المأمون فيضطر للمبيت في مبنى
الجريدة والمبنى دار شرقية قديمة تقع في الزقاق الذي خلف مقهى
الزهاوي .
كان باسم صاحب دالة عليّ فهو الذي شجعني على دخول عالم الصحافة
حين دعاني إلى تحرير صفحة في جريدة الاستقلال التي كان يعمل
فيها واستمر عملي ( دون مقابل ) لعدة أعداد، وهو الذي شجعني
على الانتماء معه إلى نقابة الصحفيين ( كان ذلك في أوائل عام
1960 على ما أعتقد ) فأصبحنا عضوين في النقابة ونحن لا نزال
طالبين جامعيين وفي أوائل العشرينيات من العمر . افترقنا بعد
التخرج وعملنا مدرسين وأصبح هو مديرا ً لثانوية الصويرة . وما
لبثنا أن التقينا في بغداد حيث جمعتنا دار الشؤون الثقافية
العامة لنمارس هوسنا الابداعي من جديد . لقد سبقني في العمل في
الدار وتنقل بين رئاسة تحرير عدد من المجلات مثل "التراث
الشعبي" و"الأقلام "( وعملت أنا في "الأقلام "ثم في "الثقافة
الأجنبية ") قبل أن يصبح مديرا ً للنشر ، وهو صاحب فضل عليّ
وعلى عدد من الأدباء معي ممن أجحف مدير النشر الذي سبقه بحقنا
حيث كان قد ركن نصوصنا المجازة على رف الاهمال لسنتين أو أكثر
رغم اجازتها من خبراء مديرية النشر نفسها . انني مدين له فهو
الذي أعاد النظر في قرارات سلفه فتهيأ لروايتي الأولى " منزل
السرور " فرصة الصدور قبل ثلاثين سنة . يا لها من أيام
!
تنبيه
لايُسمَح
لأية صحيفة ورقية او موقع ألكتروني او مدونة او موقع شخصي او
صفحة تواصل اجتماعي بإعادة نشر موضوعات او صور مجلة "الموروث"
من غير إدراج اسم كاتب الموضوع وكذلك اسم المجلة بصفتها مصدرا
، عملاً بضوابط الملكية الفكرية والأمانة الصحافية.
|