Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

             

 

النافذة المفتوحة

 تاريخ النشر : 9 / 7 /2018

  

  

صورة وذكرى 

مع المؤرخ الموصلي الراحل سعيد الديوه جي 

عبد الجبار العتابي

 

 

خاص بـ "الموروث"

 يرجع تاريخ الصورة الى عام 1998 ، وهي لي مع المؤرخ الموصلي الراحل سعيد الديوه جي (1912 - 2000) في بيته بمدينة الموصل ، التقطها المصور الفوتوغرافي الكبير نور الدين حسين .

كنت قد سمعت أن هذا المؤرخ الكبير يعيش في مدينة الموصل التي كنت ازورها اسبوعيا لمقتضيات عملي في القطار، هذه الرغبة التي اتوق اليها .. كي تتحقق لابد من دليل اليه ، وهنا وجدت أن الافضل هو المصور نور الدين حسين الذي ذهبت اليه في الاستديو الخاص به وعرفته بنفسي وعرضت عليه رغبتي فرحب بالفكرة ووعدني بتنفيذها في الوقت الذي اريد ، كانت الزيارة للاطمئنان على صحته ، والتعرف عليه وهو الاسم اللامع في ذاكرة نينوى ، وبالفعل كان لي ما اريد وأخذني نور الدين الى بيت الديوه جي ،استقبلني بترحاب .

كان شيخا وقورا وخزانة من معلومات وموصليا حقيقيا ، لكنه كان متعبا صحيا ، والشيخوخة قد اخذت من ذاكرته بعض الشيء ، فعمره يوم اللقاء هذا كان 86 عاما، لكنه تحدث لي مجيبا على اسئلتي فتارة كان يكتب لي على اوراق سمر بقلم الرصاص وتارة يتحدث لي ببطء شديد ، ومن ثم اعطاني اوراقا مخطوطة بخط يده او انه كان يمليها على حفيدته فيها تفاصيل من تاريخ الموصل .

اسعدني اللقاء به ، سررت كثيرا بالتحدث معه ،كان اريحيا وعفويا ومتواضعا يشعرك بأن الكبار هم هؤلاء السامون باخلاقهم وتواضعهم وطيبتهم ، في اللقاء تحدثنا كثيرا عن الموصل الحبيبة الى قلبه والاجمل كان حين أكد لي قوله : ان (الموصل عربية من اول الدنيا الى اخر الزمان ) وهذا ما وضعته العنوان الرئيسي حين نشرت الحوار في الصفحة الاخيرة من جريدة الجمهورية وان كان تصميم الموضوع بائسا وصورته نشرت صغيرة (محفورة) اصغر من صورة ابسط مغني والحروف اصغر ربما لا ترى بالعين المجردة على الرغم من انه الحوار الاول له حسب علمي في الجريدة على الاقل خلال عشر سنوات !!

 

*****

 

ومما جاء في الحوارمع الديوه جي أنه مؤرخ محلى من الموصل، ولد في الموصل عام 1912   اكمل  دراسته الابتدائية والثانوية في الموصل، والتحق بدار المعلمين العالية ببغداد وتخرج فيها عام1931، واشتغل في التعليم في مديرية معارف الموصل. وعين معاوناً لمدير معارف الموصل عام 1944، ونقل إلى التفتيش في المدارس الابتدائية في لواء الموصل عام 1946. ونقل عام 1951 إلى مديرية الآثار العامة ، وقام بتهيئة متحف حضاري في الموصل ، افتتح عام 1952 في المهرجان الألفي الذي أقيم لابن سينا في بغداد، وبقي مديراً للمتحف الحضاري في الموصل حتى احيل إلى التقاعد عام 1968، وكان قد قضى في الخدمة ستاً وثلاثين سنة.

ألف الديوه جي عشرين كتاباً في التاريخ العربي الإسلامي ويعد واحداً من أهم المؤرخين في العراق واغزرهم إنتاجاً، فهو فضلاً عن كتبه العشرين لديه عشرات البحوث المنشورة في المجلات العراقية والعربية فضلاً عن مقالاته العديدة، ويعد استاذاً ومرجعاً لطلبة الدراسات العليا،  من أهم مؤلفاته المنشورة : الفتوة في الإسلام (1940)، جوامع الموصل (1960)، تقاليد الزواج في الموصل (1975)، تاريخ الموصل الجزء الأول (1982) والثاني (2001)، صناعة النسيج في الموصل (1987)، وقام الديوه جي بتحقيق عدة كتب منها منية الأدباء لياسين العمري (توفي 1235 هـ) وبعض كتابات نقولا سيوفي

 

وعن اول ذكر للموصل في التاريخ ، قال :

- في سنة 1080 قبل الميلاد شيد الآشوريون عاصمتهم نينوى واقاموا حولها قلاعا تدرأ عنها الاعداء ، لكنها الموصل هي الحصن الذي شيدوه فوق (قليعات) الواقع على نهر دجلة غربي نينوى وسكنت القبائل العربية قرب هذا الحصن فكانت مدينة الموصل، وقد جاء في تاريخ (السعرتي) عند كلامه عن الحصن الغربي (الموصل): (كنته القبائل العربية وتوالت اليه على مر السنين)، وفي سنة 612 قبل الميلاد دمر الميديون والكلدانيون مدينة نينوى واصاب الموصل ما اصاب نينوى، وبعد ان هدأت الاحوال رجعت الى الموصل القبائل العربية كما عاد من سلم من سكان نينوى الى (تل توبة)وشيدوا لهم حصنا فوقه عرف بالحصن الشرقي تمييزا له عن الحصن الغربي الذي يقابله، وعرفت الموصل بالحصن الغربي وازدادت اليه هجرة القبائل فامتدت الى ديار بكر والرها الذين يسمون هذه البلاد (باعربايا) اي بلاد العرب.

 

 

تنبيه

 لايُسمَح لأية صحيفة ورقية او موقع ألكتروني او مدونة او موقع شخصي او صفحة تواصل اجتماعي بإعادة نشر موضوعات او صور مجلة "الموروث" من غير إدراج اسم كاتب الموضوع وكذلك اسم المجلة بصفتها مصدرا ، عملاً بضوابط الملكية الفكرية والأمانة الصحافية.