النافذة المفتوحة

 تاريخ النشر : 18 / 9 /2018

ادب شعبي

 أنماط الحكايات الشعبية في التراث الفولكلوري

قحطان جاسم جواد

الحكاية الشعبية هي تلك الحكاية التي تتوارثها الشعوب عبر تاريخها القديم ، ويمكن أن توظف في حكاية جديدة تستمد من الاصل الشعبي القديم . وهذه الحكايات تترسخ شفاهيا او عبر التوثيق المدون من قبل الباحثين في التراث الشعبي.

ففي العراق والوطن العربي ، هناك آلاف من حكاياتنا الشعبية نقلها لنا الباحثون عبر كتبهم العديدة ، نذكر منهم في العصر الحديث والمعاصر الشيخ جلال الحنفي والكاتب عبدالحميد العلوجي وعزيز الحجية وكاظم سعد الدين ود. شفيق مهدي والباحث الموسيقي حسين قدوري وغيرهم الكثير. الحكايات الشعبية في بلادنا كثيرة ومنوعة وتقسم الى عدة اقسام كل منها يختص بنوعية خاصة من الحكايات منها مايخص الاساطير ومنها ما يخص السحر والجن ومنها ماهو واقعي حدث في بقعة ما في العراق وتوارثه الآخرون شفاهياً وصار حكايات متداولة بين الناس.

 انواع الحكايات الشعبية

 حسب تقسيم الباحث كاظم سعد الدين ، المعززة بتأكيد الباحث الراحل حسين قدوري والباحث التراثي شفيق مهدي . التقسيم المتفق عليه يشمل 16 نوعا من الحكايات تبدأ بحكاية الاساطير، وهي حكايات تاريخية مقدسة اعتقدت بها الجماعات البدائية. وحكاية الملحمة او السيرة وتشمل الكثير من الحكايات الشعبية مثل حكاية عنترة وحكاية ابي زيد الهلالي وحكاية ذات الهمة وغيرها.

والحكاية الدينية كقصص الانبياء والاولياء وكرامات الصالحين. وهناك حكايات الجن وتشمل حكايات الجن الصالح والجن الشرير وهي ماتحدث في المدن او الارياف او الجبال او السهول او المناطق الخربة والمهجورة. كما تتضمن مخلوقات انسانية او جنية او حيوانية مثل حكايات مستوفي والسعلوة وابليس وبنت الشواك وغيرها. وهناك حكايات الخوارق التي ترد بها الامور الخارقة كما في حكاية الاسكندر ذي القرنين والياس والياسمين وغيرها.

وحكاية السحر التي تتجلى بقوة سحرية يستعملها الساحر كرش الماء المسحور او حكاية الغزال ولعبة الصبر وغيرها. وحكاية الحيوان وهي على انواع كما يقول الباحث كاظم سعد الدين وتشمل حيوانات بلا كلام،وحكاية حيوانات تتكلم فيما بينها وتتصرف كما البشر،وحيوانات اخرى تخالط البشر وتعينه وتكلمه وترشده مثل حكاية ست ام الحسن واليتيمة والبقرة والقطة والجدة والقط وبنت الشواك.

وهناك الحكاية الاجتماعية التي تصور الاوضاع الاجتماعية للناس على اختلاف حالهم الاغنياء والفقراء. وتشمل حكايات الزواج والطلاق وتعدد الزوجات وغيرها. وهناك الحكاية الخاصة باللصوص والشطار والشقاوات، وهي التي تحفل بها نشريات التراث الشعبي مثل حكاية ولاية بطيخ واللصوص الثلاثة والامير وبنت الشحاذ. والحكاية التراثية وتضم حكاية صاحب الحذاء الاحمر ومؤتمر الاشجار وغيرها. وحكاية النوادر والطرف وتشمل كما يقول شفيق مهدي النوادر والطرف العراقية والعربية المنشورة في كتب التراث الشعبي،مثل حكاية نوادر جحا وحكاية اشعب وابي نواس والظرفاء والمغفلين.

وهناك الحكاية المرحة وهي حكاية قصيرة بسيطة اقرب للفكاهة، وتسخر من التناقض في المجتمع ، وتروى للنقد والعبرة والتسلية. ويضيف الباحث الموسيقي حسين قدوري في كتابه لعب وحكايات الاطفال ، حكاية الالغاز والمسائل وتشمل حكايات عديدة الغرض منها اجتماعي او تفسيري او تعليمي او للتسلية ويذكر منها حكاية ابن السماك. وهناك الحكاية التعليلية التي تحاول ان تجد تعليلا او سببا لظاهرة او سلوك ما مثل قفزة العصفور وطوق الحمامة والنعامة والطيران ومسخ البومة وغيرها.

وحكاية الامثال التي هي في الاصل حكايات تراثية ثم قيل المثل عنها ثم راحت تتردد حتى صارت حكاية تراثية. والحكاية الاخيرة يسميها سعد الدين حكاية الاطفال وتتميز بأسلوبها الخاص وبألفاظها التي تناسب مدارك الاطفال ومستواهم اللغوي والعقلي والعمري. وفي الغالب تكون ذات مسحة تربوية وتحكي بشكل منطقي لغرض التسلية والتعليم مثل حكاية العنز والعجوز وحكاية الخروف والعجوز وحكاية حمصي لو ديكي وحكاية جنجل وجنيجل وحكاية الفتاة الذكية وحكاية الطير الاخضر وغيرها.

تنبيه

 لايُسمَح لأية صحيفة ورقية او موقع ألكتروني او مدونة او موقع شخصي او صفحة تواصل اجتماعي بإعادة نشر موضوعات او صور مجلة "الموروث" من غير إدراج اسم كاتب الموضوع وكذلك اسم المجلة بصفتها مصدرا ، عملاً بضوابط الملكية الفكرية والأمانة الصحافية.