النافذة المفتوحة
تاريخ النشر : 31 /10 /2017
ذكريات
جيل وكتاب
د. زاهدة سلمان
خاص بـ "الموروث"
تاريخ النشر :
القاهرة تؤلف ، بيروت تنشر وتترجم وتطبع ، وبغداد تقرأ ..
عبارة انبثقت من واقع عشناه وتلمسناه رغم المصاعب والتحديات
التي احاطت بجيلنا .
نعم كان العراقي يعشق الكتاب ويلتهم مافيه ايما التهام ، فقد
كانت القراءة ديدنه والكتاب وسيلته في التماهي مع العلم
والمعرفة .
نحن جيل عشقنا الكتاب اشتريناه ،استعرناه او تلقيناه كهدايا .
وعن تجربة شخصية لي وارجو ان لاتعتبر نوعا من انواع النرجسية ،
احكي لكم اصدقائي حكايتي مع الكتاب التي هي حكاية جيل بأكمله .
إن كل الهدايا التي تلقيتها في طفولتي وصباي وبدون مبالغة كانت
عبارة عن كتب . فأول هدية تلقيتها في حياتي كانت من والدي رحمه
الله لمناسبة نجاحي من الصف السادس الابتدائي وهي عبارة عن
كتاب ( نهج البلاغة) للامام علي (ع)، فكانت بداية رحلتي مع
القراءة الجادة.
اما ثاني هدية قيمة فلقد تلقيتها في المرحلة الثانوية من مدرسة
اللغة العربية توحيدة رحمها الله لتميزي في مادة اللغة العربية
على مستوى المدرسة وكانت عبارة عن مجموعة من امهات الكتب
العالمية في مجال الادب . وفي ثانوية الجمهورية حيث كنت ادرس
كانت هنالك مكتبة عامرة بشتى انواع الكتب كنا نتسابق في
استعارتها ومبادلتها والنقاش حولها.
ومن ذكرياتي الجميلة في رحلتي مع الكتاب انني وفي المرحلة
الجامعية شاركت في برنامج ( كتاب في اسئلة) الذي كان يعرض في
التلفزيون العراقي ، من اعداد وتقديم المرحوم القاص عادل عبد
الجبار والذي حاورني فيه الاديب الاردني المرحوم غالب هلسا ،
وفزت فيه بالجائزة الاولى التي كانت عبارة عن مجموعة من الكتب
القيمة اهمها سلسلة (قصة الحضارة) .
علما بأن كل هذه الكتب لازلت احتفظ فيها في صندوق ذكرياتي.
هي تجربة شخصية إلا أنها كانت غالبة على جيلنا والجيل الذي
قبلنا وبعدنا .
كان العراقي يتباهى بمكتبته ويفرح ايما فرح حينما يعثر على
ضالته من كتاب بحث عنه طويلا.
كنا جيلا يقرأ ويحاور ويتحاور في شتى المجالات.
رحم الله زمانا كانت فيه فعلا
القاهرة تؤلف
وبيروت تطبع وتنشر
وبغداد تقرأ
كتبت هذا المنشور لأنني لمست عزوفا كبيرا عن القراءة من قبل
طلبتي الاعزاء.
تنبيه
لايُسمَح
لأية صحيفة ورقية او موقع ألكتروني او مدونة او موقع شخصي او
صفحة تواصل اجتماعي بإعادة نشر موضوعات او صور مجلة "الموروث"
من غير إدراج اسم كاتب الموضوع وكذلك اسم المجلة بصفتها مصدرا
، عملاً بضوابط الملكية الفكرية والأمانة الصحافية.
|