Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

 

             


قالت الصحافة

 تاريخ النشر : 20  /8  /2018

  

 

عالمات وفقيهات عراقيات في القرنين الثامن والتاسع الهجريين

إعداد : زاهدة مردان ـ معاون قضائي

 

في كتابه (المرأة في الحضارة الاسلامية) للدكتور رعد محمود البرهاوي ، الطبعة الاولى 2009 ، مركز البحوث والدراسات الاسلامية ، إهتم المؤلف بإيراد أسماء وسير عدد من العالمات والفقيهات العراقيات في القرنين الثامن والتاسع الهجري ، وهن من الرائدات في التاريخ الإسلامي ،  في معرض حديثه عن  العالمات العربيات المسلمات اللواتي فرضن وجودهن بشكل مؤثر في الحركة العلمية وبدأنا نقرأ معاجم النساء في تراجم الشيوخ الكبار واقتدين أثر النساء من الصحابيات ومن زوجات الرسول محمد (ص) اللاتي ساهمن في جمع الحديث وكان لهن دور مشهود في كل الدعوة الاسلامية حتى في غزوات المسلمين كما هو معروف .

وأشار المؤلف ايضا الى أن الشيوخ الكبار في الفقه بدءاً من الخطيب البغدادي والسمعاني والمنذري وابن الجوزي والسخاوي الذين ساروا على نهج المصطفى عليه الصلاة والسلام وجيل الصحابة أعطوا المرأة حقها المشروع الى جانب الرجل .

وكان للعالمات في تلك الفترة من حياة المجتمع دور واضح من خلال الاربطة التي كانت موجودة في بغداد ( وهو ما يٌعرف اليوم بالصالون الثقافي) ، كان مكاناً للوعظ وايضا كانت هناك أربطة تستقبل النساء المنقطعات من الارامل والمطلقات لحين عودتهن الى الحياة الاجتماعية ، وقد أكدن خلال تكاتفهن حماية المرأة كما أنشأت الشيخة فاطمة بنت محمد البغدادي وشهدة الابرية رباطين يحمل اسميهما لاستقبال النساء.

وهنا يجدر بنا استعراض عدد يسير من سيدات العراق من الفقيهات والشيخات وكم جاء في كتاب الدكتور البرهاوي ، ومنهن :

 

1- ستتيه ، أمة الواحد بنت القاضي وكانت فقيهة مشهورة في بغداد على مذهب الامام الشافعي ويشير الخطيب البغدادي انها كانت من أفقه الشيخات ومن احفظ الناس للفقه.

2- أم عيسى بنت ابراهيم الحربي ، وصفها ابن الجوزي انها عالمة فاضلة في الفقه.

3- فاطمة بنت محمد بن احمد ، وهي ابنه الفقيه الحنفي المشهور صاحب كتاب ( تحفة الفقهاء) وكانت الفتاوى لا تخرج الاّ وعليها خطها وخط أبيها وخط زوجها ابي بكر بن سعود صاحب كتاب ( بدائع الصنائع).

4- شهدة الابرية وسميت ، مسندة العراق وفخر العراق، وهي شهدة بنت المحدث ابي نصر بن احمد الينوري ، كانت من العالمات التي ملأت شهرتها العراق نتيجة جهودها العلمية وكثرة عدد الطلبة الذين أخذوا منها ، اشتهرت بالفقه والحديث والخط سميت ( الكاتبة) وكان لها بر معروف وصدقات جليلة ، أما ابرز تلاميذها الذين اخذوا عنها العلم وحدثوا فيه ؛ عبد الرحمن ابن الجوزي والناصر لدين الله الخليفة العباسي وعبدالرزاق الجيلي وابنه قاضي القضاة نصر بن علي بن عبدالرزاق وابن عساكر ، والسمعاني ، والموفق بن قدامة ، والعماد الكاتب الصفهاني  ، وهو وزير السلطانين نورالدين الزنكي وصلاح الدين الايوبي ، وكان عدد تلاميذها (89) رجلاً بينهم اربعة من النساء ، وساهمن في اعادة تأهيل المنحرفين في المجتمع واعادة دمجهم فيه وتعزيز الثقة في النفوس الضعيفة .

وأشار كتاب البرهاوي الى وجود عالمات تخصصن في الشعر وأشهرهن سلمى البغدادية ، ومن شعرها ..

 

عيون مها الصريم فداء عيني        

وأجياد الضباء فداء جيدي

ازين بالعقود وان نحري      

فصاح الغناء به سربه

 

وقد كان لاولئك العالمات دور كبير في مساعدة الفقراء وتجاوز اعمار كل منهن الـ 95 عاما.

 

مجلة وموقع مشرقات