Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

 

             


قالت الصحافة

 تاريخ النشر : 13  /11  /2018

  

 

قراءة في استدعاء الموروث في رواية " سابع أيام الخلق " للروائي عبدالخالق الركابي

 محمد شاكر الخطاط

 تتشظى عنونة ( سابع أيام الخلق ) على تساؤلات ودلالات عدَّة كانت مقصودة من الكاتب نفسه ؛ من أجل إزاحة ستار العتمة عن شخصيته ، ومما أثار التساؤل عندي لماذا لم يلجأ ( الرِّكابي ) إلى اختزال العنوان بكلمة أو جملة ؟ والاجابة على ذلك تأتي بحسب رأيي على أنه لو اختزل العنوان بكلمة أو جملة لم تثر المتلقي ولم تدخل إلى وعيه ، وإنما خلق في هذا العنوان سماءً واسعة من الأفكار التي تدخل في بؤرة الرؤية الإسلامية ولا سيما الصوفية والعرفانية ، والرؤية التاريخية والأسطورية التي حملت فحوى ذلك العنوان بوصفه ( سابع ) الرواة و ( خالق ) الشخصيات ، وقد كتب الكاتب روايته على سبعة أسفار في كل واحدٍ منها دلالة على أحد حروف لفظة ( الرحمن ) إلَّا السفر الأخير تركه بياضاً ، وهو حرف النون كي يستفيد من أفكار المتصوفة .

وجدتُ في قراءة ( سابع أيام الخلق ) منحى من الطراز الأدبي الرفيع إذْ إِنَّها أخذتني إلى عالمٍ من الإثارة والمتعة والمغامرة وسط خيال متدفق من كُوة السماء إذ إِنَّ قارئ تلك الرواية يجد نفسه محلقاً في سماء مُدلهمة يعتريها الغموض ثُمَّ ما تلبث أن تتحول تلك السماء إلى سماءٍ واسعة يدورُ حولها الكثير من الشخصيات الرمزية والفرعية .

يقول (غابرييل غارسيا ماركيز) : " كل رواية جيدة هي سبر لأغوار العالم " فما بين بابٍ وباب سرٌ من الأسرار ، ولغزٌ من الأستار هكذا بدأت رواية ( سابع أيام الخلق ) كشريط سينمائي يجمع بين التاريخ القديم والحاضر في عالم حقيقي لا افتراضي عرض أمام القارئين ، وهو ينبثق تحت رواة ( السيرة المطلقية ) - المحترفين في ( محافظة الأسلاف ) ، يقصونها على انغام الرباب بما فيها من مزيج من حكايات شفهية ، ونصوص عرفانية ، وكتابات أدبية ذات طابع تراثي ثقافي بحت .

ستة أقسام يكمّل بعضها بعضا كسلسلة لا تنفصل عن الأخرى ثلاثة منهم شيدوها شفهياً بأصوات سجلّت على ( كاسيتات ) والثلاثة الآخرون شيدوها ( كتابياً ) : الرابع منهم ( بالريشة ) ، والخامس بقلم ( القوبيا ) ، والسادس ( بالحبر ) ، والسابع تتشكل حروفه وكلماته العذبة ما بين الرقة والخيال من جهة ، وبين المعنى والجمال من جهة أخرى ، فكان ذكياً رقيقاً رقراقاً في تفكيره حازماً بالخيال الخصب مدموجاً بالعقل الواعي ؛ فالإنسان بين الخيال والوعي سرٌ لا يدركه إلَّا من كان له نظرٌ ثاقب إنه الروائي ( عبد الخالق الرِّكابي ) .

تناولتُ في ( المبحث الأول ) : " أنواع الموروث " الذي يقسم على قسمين :

القسم الأول : ( الموروث الديني ) : حيث تناولتُ فيه التعريف بالموروث لغةً واصطلاحاً ، والآراء التي قيلت فيه .

وقد تضمنت دراسته مطلبين ، وهما :

1- " الموروث الإسلامي " : تناولتُ فيه بعض معاني الشخصيات الرمزية التي وظفهما ( الركابي ) في روايته بخيال فكره ، ومعنى كل شخصية في بعض المعاجم الصوفية ، مثل : ( ورقاء ) و ( إلهام ) و ( السيد نور ) و ( مطلق ) و ( ولي ) و ( قطب ) .

2- " الموروث اليهودي " : تناولتُ فيه شخصيتي ( يوسف ) و ( يعقوب ) اللذين ورد توظيفهما في الرواية ، حيث بينت معناهما في سيرة الكتاب المقدس ، وصفات الشعب اليهودي في حرصهما الزائد ، وكذلك تناولت قصة ( الطوفان ) وخيوطها المتفرعة بين القرآن الكريم ، والكتاب المقدَّس ، والأساطير السومرية والبابلية والإغريقية ، وتوظيفها في الرواية بطريقة منسجمة في الخطاب القريب بين ( السيد نور ) و ( مطلق ) وبين ما هو حقيقي في قصة ( الطوفان ) التاريخية .

أما القسم الثاني : ( الموروث الأسطوري ) : وتناولت فيه التعريف بالأسطورة في بعض المعاجم ، وكتب البلاغة ، وبعض الآراء التي قيلت فيها .

وقد تضمنت دراسته مطلبين أيضا ، وهما :

1- " أساطير بابلية ( قديمة ) " : تناولتُ فيه دراسة ملحمة ( جلجامش ) و ( أنكيدو ) التي يمكن أن نطلق عليها القول بـ ( الملحمة الدموية ) ، وقد مرَّت على أدراج من الحقب المختلفة ، والتي تتضمن جزءًا من قصة ( الطوفان ) وربطها بشكل متجسد مع الملحمة ، وما يحتويها من أجزاء أخرى في ما يسمى بـ ( العالم السفلي ) ، وقد استطاع ( الركابي ) من خلال رسم عصارة خيالهِ الفيَّاض أن يصنع لنا من تلك الملحمة شخصيات وأبطالاً ، وتوظيفها في روايته بإيجاد سيناريو جديد متمثلاً في دراما البطل ( مطلق ) ، والولي ( السيد نور ) .

2- " أساطير غربية " : تناولتُ فيه دراسة الأسطورة الغربية التي تهتم بدراسة ( التراجيديا ) ( المأساة ) ، وكل ما ينسجم في داخلها من مسرحيات حزينة تنتهي نهايتها بحدث حزين ، وكذلك القِصة ، والروايات ، وكل ما يدخلها من مضامين وأفكار ينتجها المفكر أو الأديب ويسوغها بفكره ، وهي ترتكز على رؤية فلسفية خيالية حكيمة مكونة من فكر ينتج عالماً خياليًّا ؛ فقد كان ( الرِكابي ) متعدد الألوان في مزجه من ( التراث الغربي ) وتوظيفه في الرواية بطريقة أدبية متخذاً من ( أفروديت ) مثلاً أعلى في الحب والجمال .

أما القسم الثالث : ( الأمثال ) : فقد تناولتُ فيه دراسة خيرة النماذج الكتابية المعبرة عن اصالة الحضارات بما فيها من خليط الأمثال العربية القديمة ، والأمثال البغدادية الشعبية ، وهي الأكثر شيوعاً وانتقالاً ما بين الشعوب .

وقد تضمنت دراستها مطلبين ، وهما :

1- " أمثال عربية ( قديمة ) " : تناولتُ فيها بعض الأمثال العربية ( القديمة ) الفصيحة المقتبسة من أمثال العرب التي تصوِّر أصالة الحضارات العربية وثقافتها التي جمعوها من أسلافهم الأقدمين في التعبير عمَّا يدور في واقعهم الحياتي وما يقتضيه من ضرب الأمثال التي توشك أن تضرب ولا تقاس للتحذير أو التوبيخ لأمرٍ ما أو غايةٍ ما حتى يكون ضرب تلك الأمثال مأمل الوقاية من الوقوع في الزيغ أو الزلل ، وهي مستخلصة من كلام حكماء العرب ودواوين الشعراء القدماء الذين استهلوا الحياة ووقفوا على تجربتها بكل ألوانها.

2- " أمثال بغدادية ( شعبية ) " : تناولتُ بها تصوِّر المدينة الحاضرة بكل عادتها وثقافتها وطقوسها التي تشهدها كل يوم ضمن واقعها الملموس ، وتنتقل هذه الأمثال عن طريق ( الفولكلور ) الشعبي الذي يضم الفنون المتنوعة والقصص والحكايات والأساطير لكل شعب من الشعوب التي تتناقلها الأجيال جيلاً عن جيل عن طريق الرواية الشفهية في التعبير عن حياتهم التي يمرون بها كل يوم .

أما ( المبحث الثاني ) فقد تناولتُ فيه " فكرة استدعاء الموروث ومفهوم التناص " حيث عرضتُ به مفهوم " التناص " واختلاف الآراء التي قيلت به على وجه العموم والخصوص على أنه يعود إلى نزعة غربية ( حديثة ) خالصة ، وقد تعددت الآراء حول فهمه وأشكاله ، بعد النظر إلى مفهومه في العديد من " المعاجم الأدبية " التي كرَّستُ بها جهدي في النبش عن ذلك المفهوم ، وبعد تلك وهذه اتخذتُ من ( بول فاليري ) أنموذجا من مقولته :

" صُنع الأسد من خراف مهضومة "

الذي يأخذ القارئ إلى التفكّر في هذا القول ، والذي يعني أنه هذا الأسد ملك الغابة المستحوذ عليها بكل شموخهِ يعودُ إلى خراف مهضومة على اعتبار أنَّ الأسد يتغذى على الخراف .

وقد تضمنت دراسته مطلبين ، وهما :

1- " الاستدعاء الأدبي للموروث " : تناولتُ فيه دراسة ( الاختلافات ) بين قِصة سيدنا نوح  ، وقِصة ( مطلق ) في الرواية ، أيّ : قِصة ( الطوفان ) الحقيقية في ( القرآن الكريم ) ، والادعائية ( الفكرية ) في الرواية .

3- " الاستدعاء التاريخي للموروث " : تناولتُ فيه دراسة ( التشابهات ) بين قِصة سيدنا نوح  ، وقِصة ( مطلق ) في الرواية ، أيّ : قِصة ( الطوفان ) الحقيقية في ( القرآن الكريم ) ، والادعائية ( الفكرية ) في الرواية .

وفي الختام لا بُدَّ لي من القول : لقد حاول الروائي المبدع ( عبد الخالق الركابي ) من خلال فكره الطموح المحتدم ببركانٍ من الجموح أن يرسم لنا لوحة متعددة الأنظار من كل زوايا الجهات ‘ فقد شابه الفنان الإيطالي ( ليوناردو دافنشي ) الرَّسام الذي أشتهر برسم لوحة ( الموناليزا ) ، وما فيها من مكنونات الألغاز والأسرار ؛ فاستطاع ( الركابي ) تدوير أفكاره ومفرداته وتكويناته وصبَّها في لوحةٍ زيتية ألوانها رمادية ، وأفكارها تجريدية ؛ ليجعل القارئ الحذق يتوصل إلى معنى من التفسير والتأويل، ومن ذلك :

1 - بدأ برسم شخصية ( ورقاء ) ، وحُب ( الراوي ) لها ، وانتهى بـ ( إلهام ) التي كانت نفسها هي ( ورقاء ) التي جعلها في رواياته الثلاث " الراووق " و " قبل أن يحلق الباشق " و " سابع أيام الخلق " ، ونفهمُ من ذلك التجسيد الذي جسدَّهُ ( الركابي ) من خلال سيمائه الذي تجعلهُ يجسَّد عدَّة أدوار في سحر القارئ وإثارته للمتعة ، فهو لم يكن صعب المراس ، وإنما أراد التزلق على قلب ( الراوي ) الرقيق مثل فؤاد فراشة بامرأةٍ واحدةٍ فقط تعرف مزلاج قلبه .

2- بُنيت رواية " سابع أيام الخلق " على الكثير من الشخصيات المتفرعة والرمزية التي خلقها ( الركابي ) بخياله العظيم موظفاً لكل أسم معنىً في عالم الصوفية ، ومن ذلك شخصية ( السيد نور ) وهو من الشخصيات الدينامية التي تقف عليها الرواية ومعه النص الأصلي لـ (( السيرة المطلقية )) التي هي الأساس الذي تقوم عليه الأحداث وما حصل بينه وبين البطل السلبي ( مطلق ) الذي مرّ بأطوار متعددة بين محوري الخير والشر إذ أنه مثّل دورين دور يقترن بالإنسان الأول بخروجه من جنة الأمان إلى جحيم القلق ويجسد معه كذلك تصوير قابيل وهابيل ، ودور يقترن بعودته إلى الخير حين عمَّ ( الطوفان ) والقحط وانتشر الطاعون يستفيق من رقدته وطمعه وجشعه بعد مزاولة العمل عليهما إلى حياة جديدة تحث على مساعدته للناس وزراعته للأرض .

3- تناولت الرواية لوحة متعددة الألوان ، في كل جانب من اللوحة نبذ من الموروث الإسلامي ، والموروث اليهودي ، والتجليات العرفانية ، والأساطير البابلية والغربية ، ويغلف اللوحة بعض الأمثال العربية والشعبية التي رسمت لنا واقع المدينة الحياتي وتقاليد بعض الشعوب والحضارات ؛ فيمكن ( للقارئ ) المبدع غير المزود بخيال أن يدخل تلك اللوحة ، وقد ينغلق الثقب عليه ، ثُمَّ يغيب في عالمٍ من الأسرار .

4- سعى ( الركابي ) في روايته إلى خلق شريط سينمائي في عالم حقيقي لا افتراضي عرض أمام القرَّاء وهو ينبثق تحت رواة يقصون الرواية ، وقد استلهم تلك الفكرة من خلال شغفه برواة كتاب " ألف ليلة وليلة " مستلهماً منه بعض الصور العرفانية التي تتجلى في أهمية الفلسفة الإسلامية وما يدور حولها من فكرة " الكمال والنقص " التي تطرق إليها ابن ( ابن عربي ) في موسوعتهِ الكبرى الفتوحات المكية غير مرة .

5- تجري الرواية في مدينة خيالية مفترضة من قبل خيال ( الركابي ) تحمل اسم ( الأسلاف ) التي يبدأ نشوؤها بالمدينة الصغيرة ( بدرة ) التي تمثل واسط والعمارة حتى تنضج إلى مدينة معاصرة شبيهة بشوارع وأسواق بغداد ، وقد أستخدم ( الركابي ) تلك المدن رمزاً لتاريخ مدن العراق .

6- استطاع ( الركابي ) الاستنساخ من ملحمة ( جلجامش ) و ( أنكيدو ) الملحمة الدموية بطريقة خيالية مغايرة في الأبداع من النسج المحبوك حيث يوظف شخصية السيرة الشعبية البطل ( المحوري ) ( مطلق ) بالخلود الذي هيمن عليه في الطمع والجشع في الدنيا ؛ فيكابد عليه الولي ( السيد نور ) بأنَّ ذلك الخلود الذي تحرص عليه هو فانٍ لا محال ، وأنه لا بُدَّ أن يكون خلودك بالذكر الحسن .. ونفهم من ذلك أنَّ ( أنكيدو ) بعدما كان عدواً لـ ( جلجامش ) والصراع الذي دام بينهما أصبحا صديقين متحابين .. أمَّا ( مطلق ) بعد النزاع والصراع بينه وبين الولي ( السيد نور ) يعود ( مطلق ) إلى حياة جديدة ؛ فاستطاع ( الركابي ) أن ينتج دراما من الخيال العظيم ..

7- إنَّ رواية " سابع أيام الخلق " تعتبر من الروايات المعاصرة التي تنتمي إلى مصطلح ما بعد الرواية أو " الميتافكشن " ، وتعتبر الناقدة ( ليندا هتشيون ) أول من قدمت نظرية متكاملة للقص الماورائي أو الرواية النرجسية ، وذلك في كتابها " السرد النرجسي : معضلة الميتافكشن " الصادر في عام 1980 ، وهي تقنية تسعى على كسر الايهام بالواقع ، والحرص على مخيلة الروائي وما يفترضه من خياله الواسع ، وهذه الطريقة في الكتابة السردية هي شبيهة بما سعى إليه المسرحي ( برشت ) على كسر القوانين الأرسطية ، ويهدف إلى أزاحة الحدود الفاصلة بين خشبة المسرح والجمهور .

8- حاول ( الركابي ) أن يكون متلوناً في روايتهِ ؛ فهو يجمع تلابيب خيوط مفتوحة لا خيوط مركبة من التعقيد ، فبنيت روايته بين الماضي والحاضر على جمع التراث الإسلامي واليهودي والسير بهما ، وبين ما جمعه من واقع الحياة الذي عبَّر به عن أزمة الإنسان وما يمر به في هذا الفضاء الفوضوي الذي يجري على عالم من التكنلوجيا والسرعة في الصناعات الحالية .

9- إنَّ فكرة قصة ( الطوفان ) في القرآن الكريم التي استلهمها ( الركابي ) في روايته لم تكن بالفكرة نفسها ، وإنما كان هناك دراما في تصوير بعض التشابهات والاختلافات بين القرآن الكريم والرواية .

10- إنَّ الرواية امتاحت من ( الموروث اليهودي ) فيما يخص قصة ( الطوفان ) إضافة إلى استفادتها من قصة ( الطوفان ) الإسلامية أو حتى قصة ( الطوفان ) الأسطورية ، مما يدلل على أنَّ الموروث في الرواية هو عابر للأديان والحضارات ، مكرّس للفكر الإنساني الشامل الذي استطاع أن يصمد طوال الآف السنين ليكون فكراً معجباً وآسراً حتى للقرّاء المعاصرين في الألفية الثالثة .

11- كانت مهمة ( الركابي ) في رواية " سابع أيام الخلق " مهمة صعبة وشاقة ؛ فجعل ألوانه فيها متلونة منها ما يحاكي الواقع المرير بتحدي الانسان في جبروته وطمعه وجشعه مثلما رأينا ( مطلق ) في ملامح الشر التي جسدها ، وعصيانه مع الولي قطب زمانه ( السيد نور ) على أفعاله الشنيعة المتمثلة بالمساعدة والاستعانة برجال الدولة ، والتحريض على الأراضي الزراعية ، وعزمه على بناء ( القلعة ) التي كانت هي الأساس في القطيعة بينهما ؛ فنجح ( الركابي ) في إيصال أفضل وأجمل واقع ٍمرير بمعاصي وذنوب الخلق تلك هي الأعمال الأدبية الأساسية في نقد الواقع ، والبحث المتواصل عن الحقيقة التي ترفلُ في نجاح " الأديب " وهيمنتهِ التي ترسو بصنع الأفكار بعد العقبات الكؤود كما تؤكد ذلك ( د. نهاد صليحة ) : انهُ لا يمكن أن يوجد فن في انفصال عن الحياة أو عن حياة إنسانية دون فن ، وإنَّ الفنان الحقيقي هو من يبحث عن الحقيقة في أعماق التراب لا في جماليات السحاب .

12- صنع ( الركابي ) الشخصيات التي رسمها في فكره وانتجها في روايته موظفاً كل شخصية في خانة من النقد وصولاً إلى مدونة متن " الراووق " التي هي أساس البحث في الرواية ، ونفهم من ذلك المضمار أنَّ " الأديب " له نظرة ورؤية وعبارة وفكر بطراز خاص يختلف عن عامة الناس بكلامهم ، وثقافتهم ، وطرح أفكارهم ، وهذا لا يعني أنه متفردٌ في فرديته وأنانيته عن العالم الذي يعيش به ، وإنما يسعى إلى قلب العالم وجعله يقف على قدميه من أجل تحقيق روافد وأهداف وطراز خاص للإنسان .

جريدة كواليس /  الجزائر