Content on this page requires a newer version of Adobe Flash Player.

Get Adobe Flash player

 

             


قالت الصحافة

 تاريخ النشر : 31 /10 /2017

 

كاظم الأعور .. شاعر الهويدر ومصورها

ديالى / أحمد نجم

 

من مقاهي الهويدر انطلق في مسيرته الشعرية وتتلمذ فيها على مختلف الفنون الشعرية عندما كان لهذه المقاهي دور مهم في تنمية قدرات الشباب الادبية وكانت مدرسة شعرية تخرج منها، اضافة الى كاظم الاعور عدد كبير من شعراء الهويدر منهم اكرم الشيباني وعلي فارس وعلي الهوائي وعبود عبد الكريم واحمد حسين البياتي وآخرون. الهويدر قرية هادئة تلتف حولها بساتين البرتقال وتقع على ضفاف نهر ديالى قبل دخوله الى بعقوبة وتميزت الهويدر عبر تاريخها الطويل بعدد كبير من الشخصيات الادبية والثقافية والسياسية وكان ابرزهم الوزير طلعت الشيباني الذي شغل عدة وزارات في حكومات عبد الكريم قاسم ،

ولد الشاعر كاظم ابراهيم الربيعي والمعروف باسم (كاظم الاعور) عام 1917 وتوفي في نهاية الثمانينيات ولم يبق من تراثه الكبير شيء سوى بعض الذكريات التي ما زالت عالقة في اذهان اهالي القرية. رغم كونه لم يكمل الصف الثاني المتوسط الا انه كان بارعا في اللغة العربية وقيل انه يحفظ الفية ابن مالك على ظهر غيب ويحفظ ايضا شرح الاشموني على الالفية اضافة الى حفظه لآلاف الابيات الشعرية العربية ، كان الاعور متمكنا في الشعر العمودي وبارعا في الشعر الشعبي المحلي وله مجموعة من المراثي الحسينية ، وحدثني الاستاذ جمال سفير عن ذكرياته مع الاعور فيما يخص تمكنه في اللغة قائلا (كنت احمل ذات مرة جريدة في يدي فاخذها مني وبدأ يعرب الاخبار كلمة كلمة).

اجرت الصحفية والروائية الشهيرة انعام كجه جي حوارا مع الشاعر الاعور عام 1978 قال فيه انه يملك اكثر من عشرين الف بيت شعر من نظمه ، فيما بعد قرر طبعها في ديوان يحمل عنوان (ديوان الشاعر كاظم الاعور) واتفق مع احدى المطابع وحينما ذهب لتسلم ديوانه في الموعد المحدد ادعت المطبعة ان مسودة الديوان قد ضاعت ، وربما ضيعت او بيعت الى شويعر لنشره باسمه كما قال الاستاذ نزهت الطائي.

الاستاذ عبد الكريم الكشفي وهو احد كتاب ومؤرخي الهويدر تحدث عن الصعوبات التي واجهها الاعور في حياته فعمل كاتبا في علاوي الشورجة ونحالا ومصورا وكان يملك في بيته استوديو لتحميض الافلام وكان يرتدي الدشداشة والسترة ويلف رأسه بجراوية انيقة وهو يحمل في يده عددا من سنادين الزهور لبيعها لاصحاب الدور في بعقوبة حيث لم تكن هنالك مشاتل في ذلك الوقت.

في اواخر الثمانينيات غيب الموت الشاعر الاعور كما غيب معه تراثه الشعري والادبي الذي سعيت للحصول على بعض منع ولم اوفق ، وعانى الراحل في سنواته الاخيرة ظروفا صعبة واتخذ من الصعلكة طريقا للعيش فلم يعد يهتم بنظافة مظهره وهذا نوع من التمرد على الواقع المر الذي عاشه كما قال الاستاذ الكشفي.

 

جريدة الصباح