العدد (150) -  آذار- 2021     

المنهج التعليمي عند نحاه القرن الثالث الهجري

عبد الحميد مجيد حميد

بغداد - مطبعة العين - ٢٠٢١

١٦٧ صفحة

 

 

بلغ التطور اللغوي بمجيء هذا القرن أوجه، يدفع العلماء إلى ذلك كله إتقاء اللحن وضياع اللغة العربية الفصحى ، والخوف على القرآن من التصحيف والتحريف ، ومن هنا كان الأهتمام الأول باللغة عامة وبالنحو خاصة متخذين سبيل التعليم الذي أصبح ضرورة للدارسين المبتدئين العرب عامة والأعاجم الذين دخلوا الاسلام خاصة لتيسير الدرس النحوي وتسهيله والوقوف على أحكام الشريعة فهما وتطبيقا.

من هنا اتجة النحاه إلى تعليمية الدرسي النحوي العربي ،سالكين سبلاً ومناهج عديدةً بدت واضح ملامحها في مصنفات صغيرة، منها ما هو ذو طابع تعليمي متميز ، مثل كتاب (تلقين المتعلم من النحو لابن قتيبة) ، وأخرى هي مدونات مطولة لا تخلو من ملامح تعليمية ، وتأسيسا على ما سبق، ياتي مسوغ اختيار هذا البحث، مشفوعة بأهميته المتمثلة برصد  المراحل التي مر بها التصنيف النحوي وما صاحبه من تمحلات أصابت الدرس النحوي، وأفضت إلى نفور بعض الدارسين، الأمر الذي دفع العديد من علماء القرن الثالث الهجري إلى وضع تصنيف يتجاوز هذا الإشكال، فعمدوا إلى المختصرات والمداخل النحوية التي تدرك خصائص العربية واستعمالها في الخطاب العام، ومن هؤلاء أبو عمر صالح بن إسحاق الجرمي (۲۲۰ ه) في كتابه (مختصر نحوالمتعلمين)، وأبو العباس محمد بن يزيد المبرد (۲۸۰ه) في كتابه (المدخل في الأحو)، ومحمد بن گیمان (۲۹۹ه) في كتابه (مختصر في النحو)، ولم يكن ابن قتيبة بمنأى عن هذا الصنيع، فالف (تلقين المتعلم من النحو)، الذي سبق ذكره، ومصئفائه الأخرى التي كانت لها ملامح تعليمية ليست خالصة ولكنها تستحق البحث والدراسة كما سيتبين ذلك.

تكون الكتاب من ثلاثة فصول هي:

الفصل الأول: إضاءات تعليمية للدرس النحوي - سناته المرحلية ومفاهيمه النظرية-.

الفصل الثاني: المنحى التعليمي للنحو العربي في القرن الثالث الهجري - الأشكال والإشكال-.

الفصل الثالث: تعليمية النحو العربي عند ابن قتيبة.

© جميع حقوق النشر محفوظة لدار الكتب والوثائق 2006