العدد (157) - كانون الاول- 2022      

 

التيارات الدينية في محافظة الانبار بين التطرف والاعتدال


أ. م. د. أحمد علي محمد وآخرون
بغداد – دار الدكتور – 2021م
134 صفحة

 

 

 



لعبت محافظة الانبار من خلال نخبهـا دورا محوريـا فـي تأسيس وتطـور مختلف التيارات والاتجاهـات الفكرية والسياسية التي شهدها العـراق منـذ تأسيس دولته الحديثة عام ١٩٢١م، فقد لعبـت النخـب الانباريـة أو ذات الاصـل الانباري دورا مركزيا وتأسيسـيـا فـي نشـاط التيـارات المدنيـة العلمانيـة مثـل الحزب الشيوعي منذ ثلاثينيات القرن الماضـي، وكذلك التيـار القـومي بشـقيه
المدني والعسكري وبأحزابه المختلفة، والذي هيمن علـى الحيـاة السياسية طيلـة القرن الماضي، ويصدق الأمر نفسه على التيـارات الفكريـة والسياسية الأخـرى ومنها التيار الاسلامي الذي بدأ بالتبلور سياسياً بعيد الحرب العالمية الثانية .
وقد عكست نخب وجماهير المحافظة رؤيتها علـى بنيـة تلـك التيـارات مـن خلال الالتزام بالثوابت الوطنية والطابع المـدني للدولـة، الا ان الصـدمة الكبـرى التي تعرض لها المجتمع بعـد عـام ۲۰۰۳م، وظـروف الاحتلال والاستقطاب الطائفي وارهاصات العملية السياسية، انتجـت واقعـا واتجاهـات دينيـة غريبـة عن تاريخ ومجتمع المحافظـة، وبسبب ذلـك وسـم الـبعض محافظـة الانبـار بوسوم التطرف والارهاب او "الداعشية" أو الوهابيـة، وغيرهـا مـن المسـميات الغريبة عن حقيقة مجتمع المحافظة الـذي طالمـا عـرف بالاعتدال والوسطية الدينية، فهل أن تيارات التطـرف الـدينـي والتكفيـر هـي تيـارات اصـيـلـة فـي المحافظة ام انها نتاج ظروف سياسية واجتماعيـة طارئـة واسـتثنائية بعـد عـام ٢٠٠٣م؟ وما هو التيار الديني المعبر عن اصـالة وواقـع المحافظـة؟ ومـا هـي
طبيعة العلاقة بين هذه التيارات؟ ، هل علاقة تكامـل ام علاقـة تنـافس وصـراع ؟ واخيرا ما هي طرق مواجهـة تيـارات التطرف والتكفير واعادة مهمة من مجتمع المحافظة الى جادة الاعتدال والوسطية الدينية " .
تلك هي الأسئلة - الإشكاليات التي تتصــدى الدراسـة الـي عرضها وتقديم الأجابات الوافية عنها، وتهدف الدراسة الى تحقيق جملة أهـداف لعـل مـن بينها تقديم خريطة واضحة للتيارات والاتجاهات الدينية في محافظة الانبار، ورفـد صانع القرار برؤى ومسـارات الفعـل والسلوك السياسـي فـي رسـم خـطـط ومشاريع تنموية في المحافظة هذا فضلا عـن تعزيـز فـرص السـلم المجتمعي في المحافظة وتجفيـف منـابع التطرف والإرهاب فيهـا بمـا يـخـدم أسرة الاستقرار والتنمية في المحافظة خصوصا وفي العراق عموما .إما الفرضية الأساسية تنبنـي علـى أساس آن تيـارات التطرف والتكفيـر الديني هي تيارات غير أصيلة في مجتمـع المحافظـة وإنما فرضـتهـا ظـروف سياسية واجتماعية بعد ۲۰۰۳ وان طبيعـة التـدين فـي محافظـة الانبـار عبـر
تاريخها هو اقرب إلى الوسطية والاعتدال والتعايش الديني والمذهبي.
وفي سبيل التحقق من هذه الفرضية فان الدراسـة تتوسـل بـأكثر مـن مـنهج من بينها المنهج التاريخي في رصد التطـور التـاريخي لهـذه التيـارات ومـنهج التحليل الوصفي وتحليل المضمون فضلا عن المنهج المقارن .
ان المتابع لواقع التيارات الدينية في المحافظـة فـي العقـود الأخيـرة يرصـد حقيقة وجود ثلاثة تيارات دينية أساسية تتفـرع بـدورها إلـى اتجاهـات فرعيـة ثانوية، فهناك التيار السلفي بأطيافه المختلفة من سلفية تقليديـة وعلميـة وسـلفية جهادية وسلفية حركيـة وغيرهـا، وهنـاك التيـار الأصـولي بحركـة الاخـوان المسلمين، والأحزاب الإسلامية وفـي مقـدمتها الحـزب متمثلا بحركة الأخوان المسلمين والأحزاب الإسلامية وفي مقدمتها الحزب الإسلامي العراقي وحزب لتحرير.
وقد قسم الكّتاب كتابهم إلى خمسة محاور وهي :
المحور الأول : التطرف والاعتدال – مدخل مفاهيمي .
المحور الثاني : التيار السلفي في محافظة الانبار.
المحور الثالث : التيار الحركي الأصولي : الأخوان والحزب الإسلامي .
المحور الرابع : التصوف والطرق الصوفية فقي محافظة الانبهار .
المحور الخامس : إستراتيجية مواجهة التطرف الديني رؤى ومقاربات .
 

© جميع حقوق النشر محفوظة لدار الكتب والوثائق 2006