العدد (157) - كانون الاول- 2022

التحول في مسارات التجربة الهندية والتوجه نحو القطبية


فاطمة حسن جاسم - رسالة ماجستير– 2022م

جامعة النهرين /كلـية العلوم السياسية

226 صفحة

 

 


على خلاف الوضع السائد حتى نهاية القرن العشرين، الذي سيطرت فيه مراكز الاقتصاد الرأسمالي:الولايات المتحدة الأمريكية، واليابان، ودول أوروبا الغربية، على ما يسمى بقواعد اللعبة في الاقتصادالعالمي، ظهرت على الساحة الاقتصادية مع بداية الألفية الثالثة قوى دولية صاعدة تتنافس على المكانةالدولية، تتمثل بكبرى الاقتصاديات الناشئة، وهي دول كانت بالأمس القريب نامية وأخرى أعادت ترتيبأوضاعها، لتصبح طرفاً رئيساً في النظام العالمي، لتدعم من وزنها الاقتصادي وحضورها السياسي فيمختلف مناطق العالم، ونتيجة لفعالية سياساتها الاقتصادية، ولتمتعها بمقومات عززت من مكانتهاالدولية، ولتعذ السير في تطورها وتحدث تحولا في موازين القوى السياسية والاقتصادية والتكنولوجية،فبعد أكثر من نصف قرن على تحكم الولايات المتحدة ووضعها القواعد والقوانين المنظمة لعملالمؤسسات الدولية، فأن عدداً من القوى الأخرى تقوم الآن بعرض رؤيتها الإصلاحية في ظل التوجهنحو التعددية القطبية، الأمر الذي يجبر الدول الكبرى على تقبل مشاركة الآخرين لها في إدارة النظامالدولي ومؤسساته.
يوصف القرن الحادي والعشرون بأنه العصر الآسيوي الذي تنتمي إليه الصين والهند، إذ أدتنهاية الحرب الباردة والتأثيرات المتزايدة للعولمة إلى جعل الهند، تعيد التعريف بموقعها ودورها علىالمستويين الإقليمي والعالمي، منذ تبنيها سياسات الإصلاح الاقتصادي وإعادة هيكلة اقتصادها بمايتوائم مع معطيات عالم بعد الحرب الباردة، وهذا وفر التحفيز للاقتصاد مما رفع معدلات نموه بنسبتراوحت ما بين (6-7%) سنويا، وهو ما وضعها بجانب الصين كقاطرة للنمو الاقتصادي العالمي،تدعمها ميزة كونها أكبر ديمقراطية في العالم.
وباتت الهند راغبة ان تكون أحدى أهم زعامات عالم الجنوب، وتتطلع لتأدية دورا عالميا أكبر، وقدأقر هذا التطور كل من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي في شراكاتهما الاستراتيجية مع الهند، لذافمن المهم دراسة القيم السياسية والاقتصادية التي تؤيدها الهند الناشئة الجديدة، في سياق الحوكمةالعالمية (التعددية والقيم السياسية والاقتصادية والأمن الدولي)، لتقييم إلى أين تتجه الهند، إذ من المهمالنظر إلى المرحلة التي تلت الاستقلال مباشرة في العام 1947، ولاسيما السنوات العشر إلى الخمسعشرة الأولى، فقد كانت الهند نشطة في نهج القوة الناعمة، وأدت دورا مهما في عملية إنهاء الاستعمارفي آسيا وأفريقيا، كما كانت الهند حاضرة في المنظمات والمؤسسات الدولية، وكذلك في قيادة حركةعدم الانحياز، إذ لم تكن الهند مجرد قوة إقليمية وكتلة سكانية وشبه قارة، بل هي قوة دولية وفقاً لرؤيةوتصورات قياداتها المتتالية.
إن التغيرات الجوهرية التي شهدها العالم مكنت بعض الدول من الإفادة منها في تحقيق التقدموالارتقاء، وحولت مجموعة من الدول الفقيرة إلى دول صاعدة ومتقدمة، وبعد الصعود الهندي أحد أهمملامح النظام العالمي الحالي، ولم يكن للهند أن تبنى لتصبح قوة إقليمية كبيرة وفاعلة، وتتطلع لأن تكون أحد القوى الكبرى في العالم . وقد قسمت الرسالة إلى خمسة فصول وهي :
الفصل الاول : التطور الهيكلي للنظام الدولي وظهور القوى الصاعدة .
الفصل الثاني : مسار التجربة السياسية والاقتصادية الهندية .
الفصل الثالث : مسار التجربة الهندية نحو الصعود والتوجه نحو القطبية بين المقومات والتحديات .
الفصل الرابع : علاقات الهند الخارجية في الصعود نحو القطبية .
الفصل الخامس : تقييم مسار التجربة الهندية في الصعود كقطب عالمي والمشاهد المحتملة .
 

© جميع حقوق النشر محفوظة لدار الكتب والوثائق 2006