العدد (157) - كانون الاول- 2022

قراءة في تاريخ العنف في الشرق الأوسط

حميد بوزارسلان - ترجمة هدى مقتص

بيروت - مركز دراسات الوحدة العربية - 2022
543 صفحة

 

 


الحادي عشر من أيلول/ سبتمبر 2001، الانتفاضة الثانية، الهجمات الانتحارية بالمئات في مناطق النزاع ولاسيما في العراق وأفغانستان وباكستان، مشاهد دامية في بيروت... هي أحداث وصور يبدو أنها تجعل العنف مرتسماً ضمن أقدار الشرق الأوسط.
ليست هذه الظاهرة بجديدة البتة، بل هي موجودة عبر القرن الماضي والسنوات الأولى من القرن الحالي: تغييرات الأنظمة فيطهران وإسطنبول بين العامين 1906 و1908 تشرع بشكل مستديم اللجوء إلى العنف كنمط عمل سياسي. حدث الانحدار العثماني في
بداية القرن العشرين على خلفية "تعامل قاس" مع المجتمعات على امتداد أراضي السلطنة الشاسعة. واجهت سلطات الانتداب، التي تأسست في العشرينيات من القرن العشرين، موجة من الانتفاضات ولم تحافظ على بقائها إلا بالإكراه المتزايد. ثم جاء تقسيم فلسطين في العام 1948 فاتحاً الباب أمام مرحلة من الاحتجاج الواسع في العالم العربي، أدت، في أقل
من عقد من الزمن، إلى انقلابات عسكرية و"أنظمة ثورية" أكثر إكراها من تلك التي انقلبت عليها. وأثار الشرخ الرباعي في العام 1979، ونقصد به الثورة الإيرانية، التمرد الإسلامي في مكة، اتفاقات كامب ديفيد وغزو أفغانستان، احتجاجاً إسلامياً هر التزام اليسار الثوري وأعاد تفسير مفهوم الجهاد بمعنى عسكري حصري. شهد عقد التسعينيات كذلك كفاحاً جهادياً مسلحاً في مصر والجزائر بقدر ما شهد زيادة الاحتجاج عبر الأوطان، وهو احتجاج صادر عن هوامش المجتمعات الإسلامية انتهى بالتراكم في مجال عملت القاعدة على تركيبه.
حين تقبل بالعمل على العنف في الشرق الأوسط فأنت تقبل بدخول أرض ملغومة. كيف بإمكاننا التغاضي عن أن المحاضرات والندوات العديدة، ومعها تقارير الخبراء الدقيقة وضمانات الموثوقية العلمية التي جاء بها كبار العلماء، قد نجحت في نهاية المطاف في
تشريع تفسيرات العنف الثقافية والحضارية المنحى، حتى في ما يتعدى الأوساط الأمنية؟ لن أتطرق هنا إلى هذه الجدالات، ولن أخوض في تحليل السياقات التي وضعت فيها هذه الخطابات، علماً أنها تتفق اتفاقاً تاماً مع الخطابات الإسلامية اليوم. "الثقافة"، وهي مفهوم يصعب تصنيفه بشكل طبيعي، لا يمكنها أن تفسّر العنف إلا بشرط أن تعتبر هي نفسها عنصراً من نظام تفسيري مركب وديناميكي. على سبيل المثال،يتصل عدد من الكلمات الجامعة المرتبطة بالعنف في الشرق الأوسط،كـ"ثورة" و"حزب واحد" و"مجتمع عضوي" و"أصالة" وبثقافة سياسية عالمية بالكامل يرجع تاريخها إلى القرنين التاسع عشر
" و"مجتمع نقي"،والعشرين.
وقد قسم الكاتب كتابه إلى ثلاث اجزاء وكل جزء يحتوي على عدة فصول وهي كمايلي:
الجزء الأول : دول وقوميات واحتجاجات ثورية (1906-1979).
الجزء الثاني : حروب اقليمية اسلام ثوري وقمع (1979-1991).
الجزء الثالث : من حركات الجهاد في أرض الإسلام إلى حروب العقد الأول من الألفية الثالثة

 

© جميع حقوق النشر محفوظة لدار الكتب والوثائق 2006