العدد (158) - نيسان- 2023

 

الشكل في العربية – دراسة لغوية تاريخية


د. أحمد عبد الكاظم علي
بابل – دار الصادق - 2023
204 صفحة



الحمد الله الذي علم بالقلم، الإنسان ما لم وامام الفصحاء، سيدنا محمد، وعلى آله وأصحابه
أما بعد، فقد صـار من المسلمات في تأريخ العربية أن القرآن الكريم العربية، وإنه الموجه لها، وأحد الأهداف العظيمة من تلك العلوم، هو وقف اللحن والتحريف، الذي ، أخذ يهدد أقدس مقدسات المسلمين؛ بانتشار الإسلام واختلاط العرب والعجم ، وقف هذا الخطر المحدق بالقرآن الكريم هب علماء العربية وفي مقدمتهم أبو الأسود الدؤلي إلى تقييد نطق الحركات الثلاث: الضمة، والفتحة، والكسرة، متخذا من (النحة)، ومن رمزاً لنطق الحركة.
ومن حسـن الحظ أن تنجب هذه الأمة رجلاً عبقرياً وعالماً فذا، إنه الخليل بن أحمد الفراهيدي الذي طور الشكل من طريقة (النقط) إلى طريقة الحركات القصيرة، فكان تلك الشكل
- الذي ما نزال نستعمله إلى اليوم – خير وسيلة لضبط الحرف العربي، ومنعه من الالتباس، سواء كان ذلك الحرف في أول الكلمة أو في وسطها أم في آخرها.
والحق أن لموضـوع الشكل شأناً خطيراً من الناحية اللغوية؛ لأن اللغة المنطوقة ليست مجموعة من الحروف الساكنة المرصـوص بعضها بجانب بعض، وإنما هي حروف مشكولة بشكل ما؛ لتتكون منها المقاطع، ثم الألفاظ. فاللغة العربية إذا حروف وأشكال، ولا يكفي لمعرفتها علميا الإلمام بسـواكنها مجردة عن أشكالها التي لا تتحكم فقط في ضبط نطقها، وإنما تتحكم أيضاً في ضبط معناها؛ إذ يؤدي تغير الشكل بالضمة، والفتحة، والكسرة في الأبنية اللغوية إلى تغير معاني تلك الأبنية جزئياً أو كلياً.
وكما يكون أثر الشكل في المعنى في مجال الأبنية العربية، يكون موقع ذلك الأثر في مجال التراكيب النحوية أيضاً ؛ لأن شـكل آخر الكلمة يعين على فهم المعنى، ويكشـف عن الوظائف النحوية للألفاظ داخل التراكيب في العربية؛ لأنه من القرائن اللفظية التي تمنع الوقوع في اللبس بين الألفاظ داخل التراكيب.
وقسم الكتاب الى الفصول الآتية :
الفصل الاول : نشأة الشكل .
الفصل الثاني :تغيرات الشكل .
الفصل الثالث :الشكل والمعنى

 

 

                                      © جميع حقوق النشر محفوظة لدار الكتب والوثائق 2006