العدد (158) - نيسان- 2023

 

تحديات التدخل الدولي الإنساني في العلاقات الدولية (دراسة مستقبلية)


مصطفى أديب حميد الربيعي - أطروحة دكتوراه – 2022م
جامعة النهرين / كلية العلوم السياسية
352 صفحة

  

يحتل موضوع التدخل الإنساني الأهمية على المستوى الأول السياسة الخارجية هي أفعال وردود أفعال تنبع من الأهداف الإستراتيجية التي تضعها الدولة موضع التنفيذ, وان تخطيط السياسة الخارجية لأي دولة لا يتم بمعزل عن دراسة واقع الدولة الجغرافي بالشكل الذي يعزز ويدعم سياستها الخارجية, وعليه شهد العراق تحولاً سياسياً ناجماً عن تفاعلات داخلية وإقليمية ودولية أثرت في الوزن الجيوبولتيكي للعراق وسلوكه السياسي تجاه محيطه الإقليمي والدولي بعد عام 2003, إذ فرضت أنماط سلوكية خارجية تحد من الخيارات المتاحة أمام صانع القرار في رسم سياسة العراق الخارجية تجاه دول الجوار بشكل خاص.
ان موضوع التدخل ليس بالفكرة الحديثة ، فقد عرفته المجتمعات التاريخية والحديثة بعد التطورات الدولية التي شهدها العالم بعد الحرب العالمية الأولى وظهور تنظيم دولي حديث المتمثل بعصبة الأمم التي كان لها الدور في تثبيت ركائز التنظيم الدولي وما لحقها من تنظيم جديد بعد الحرب العالمية الثانية المتمثل بالامم المتحدة التي وضعت اهتمامات الدول في ميثاقها وكان للتدخل الدولي نصيب في ذلك ومحكوم وفق قواعد قانونية وردت في الميثاق ، على تأكيد الميثاق على مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول .
تم استخدام التدخل في حالات عدة ينظر إليه اختراق لسيادة الدول ، إلا أن ما جاء حديثا عام ٢٠٠٥ من مبدأ يؤطر التدخل ويوضح مسبباته ويضع الآليات المستخدمة في تحديد الحالة للتدخل من اجل إن يكتسب التدخل مزيدا من الشرعية فضلا عن عدم التعارض مع مبدأ السيادة الذي كان يشكل عقبة أمام التدخل تحت عنوان(مسؤولية الحماية) هذا العنوان أو الإطار جعل من التدخل امرأ مشروعا مع المتغيرات الدولية التي تجعل من القضايا الداخلية دولية ومن ثم يتم معالجتها، إي إن مسألة التدويل أصبحت حاضرة والتي كان أولها تدويل قضايا حقوق الإنسان، وهذا ما تم العمل عليه مرة أخرى في إنشاء القضاء الدولي الخاص بمرتكبي الجرائم ضد الإنسانية تحت عنوان (المحكمة الجنائية الدولية) والتي تعد أيضا مظهرا من مظاهر تدويل القضاء الداخلي ، هذه التفسيرات صاحبها التطور التكنولوجي الذي هو الآخر لم يكن في معزل عن التدخل الدولي ، فضلا عن بروز تحديات حديثة للتدخل ، التي تمثلت بظهور فواعل جديدة على الساحة الدولية وهذه الفواعل العنيفة كان لها الأثر البارز في نشوء عمليات تدخل حديثة الأمر الذي يحتم وضع الأطر القانونية والاتفاقية للتعامل مع هذه الفواعل.
قسمت الأطروحة إلى أربعة فصول وكما يلي :
الفصل الأول : الإطار النظري للتدخل الدول الإنساني .
الفصل الثاني : واقع ومبررات التدخل الدولي الإنساني .
الفصل الثالث : تحديات التدخل الدولي الإنساني .
الفصل الرابع : التدخل والتحديات المستقبلية .
 

© جميع حقوق النشر محفوظة لدار الكتب والوثائق 2006