العدد (158) - نيسان- 2023

التنافس الامريكي – الصيني وتأثيره في منطقة الخليج العربي (دراسة في مبادرة الحزام والطريق الصينية)
هديل حربي ذاري - اطروحة دكتوراه – 2022م
جامعة النهرين / كلية العلوم السياسية
439 صفحة


يثير موضوع التنافس بين الولايات المتحدة الأمريكية وجمهورية الصين الشعبية حول العديد
من القضايا ، التي يعد اهمها القضية الاقتصادية اهمية علمية وعملية ، كونه يناقش موضوعاً لا يمكن لاي
منطقة او اقليم في العالم ان يكون بمنأى عنه ، بحكم ما تتمتع به كلا من الولايات المتحدة والصين من
امكانات وموارد قوة تجعلهما تتحكمان بمجريات النظام العالمي .
الصين تملك من الامكانات (السياسية والاقتصادية والعسكرية والتكنولوجية) ؛ ما يجعلها عاملاً مؤثراً دوليا ، اما الولايات المتحدة ، فهي فضلا عن الامكانات العديدة التي تتمتع بها ؛ تعد القوة العظمى الرئيسة في عالم اليوم ، منذ تفكك الاتحاد السوفيتي ، ومع التطور المذهل التي تشهده الصين وطموحها الاقتصادي العالمي ، بدأت بوادر تنافس اقتصادي وسياسي تظهر بين الدولتين ، لاسيما وان كلا الدولتين لهما مصالح متقارية في مناطق عديدة من العالم ، والأكثر منه ، أن كل من القوتين لهما مصالح ولهما سياساتهما تجاه منطقة الشرق الأوسط عامة ، والخليج العربي على وجه الخصوص ، مما يجعل المنطقة في جانب منها تتأثر بأي سياسة تصدر من الدولتين .
ان موضوع الدراسة ، ناقش قضية التنافس بين الدولتين (الولايات المتحدة والصين) ، وركزت على اهم قضايا ومجالات التنافس ، إذ إن التنافس بين الدولتين لم يكن مقتصرا على الجانب الاقتصاديفحسب ؛ انما امتد الى الجانب السياسي والعسكري والأمني والتكنلوجي ، كون كل دولة منهما سعت وتسعى
الى حماية مصالحها وتوسيع دائرة نفوذها ، وهو ما قادهما الى اعتماد كل الوسائل المتاحة في سبيل تحقيق
غاياتهما ، كما ناقشت الدراسة مدى تأثير القوى الدولية والاقليمية الكبرى ، ولاسيما (الاتحاد الأوروبي ،
روسيا الاتحادية ، الهند)، في دفع التنافس القائم بين الدولتين نحو التهدئة أو التصعيد ، كما ناقشت ايضا
تنافس الدولتين في منطقة الخليج العربي ، و سلطت الضوء على مشروع الحزام والطريق الصيني ، ومدى
تأثيره كأحد ادوات التنافس الاقتصادية ، واجابة عن تساؤل مهم ، وهو : هل هناك توجه صيني لإدخال
منطقة الخليج ضمن هذا المشروع العملاق ؟ ، لاسيما بعد تراجع مكانة المنطقة نسبيا في المدرك
الاستراتيجي الامريكي ، وبدأ عمليات تقليل الوجود الأمريكي في المنطقة ، وتركيز استراتيجية الولايات
المتحدة نحو منطقة المحيطين الهندي والهادي ، بعدها المجال الحيوي الجديد للولايات المتحدة ، وبالتالي
تراجع اهمية الخليج العربي في استراتيجيتها ، ما حتم على الصين التوجه الى منطقة الخليج العربي كرد
فعل على الاستراتيجية الأمريكية الجديدة ، من خلال السعي لادخالها ضمن مبادرة الحزام والطريق ، نظرا
لاهمية المنطقة في المدرك الاستراتيج الصيني ، ولاسيما ما يتعلق بأمنها الطاقوي ، إذ إن منطقة الخليج
العربي تؤثر نسبياً في القوى الاقتصادية العالمية ، لما تتمتع به من اهمية في سوق النفط والغاز الطبيعي ولكن اهمية هذه المنطقة يقابلها عدم استقرارها . وقسمت الاطروحة إلى خمسة فصول وهي :
الفصل التمهيدي : الاطار النظري والتاريخي .
الفصل الاول : استراتيجيات التنافس الامريكي الصيني .
الفصل الثاني : قضايا ومجالات الخلاف والقوى الدولية المؤثرة في التنافس الامريكي – الصيني .
الفصل الثالث : منطقة الخليج العربي في الادراك الاستراتيجي الامريكي – الصيني .
الفصل الرابع : مبادرة الحزام والطريق في منطقة الخليج العربي وآفاق المستقبل
 

 

© جميع حقوق النشر محفوظة لدار الكتب والوثائق 2006