التنافس الامريكي – الصيني وتأثيره في منطقة الخليج
العربي (دراسة في مبادرة الحزام والطريق الصينية)
هديل حربي ذاري - اطروحة دكتوراه – 2022م
جامعة النهرين / كلية العلوم السياسية
439 صفحة

يثير موضوع التنافس بين الولايات المتحدة الأمريكية
وجمهورية الصين الشعبية حول العديد
من القضايا ، التي يعد اهمها القضية الاقتصادية اهمية
علمية وعملية ، كونه يناقش موضوعاً لا يمكن لاي
منطقة او اقليم في العالم ان يكون بمنأى عنه ، بحكم ما
تتمتع به كلا من الولايات المتحدة والصين من
امكانات وموارد قوة تجعلهما تتحكمان بمجريات النظام
العالمي .
الصين تملك من الامكانات (السياسية والاقتصادية
والعسكرية والتكنولوجية) ؛ ما يجعلها عاملاً مؤثراً
دوليا ، اما الولايات المتحدة ، فهي فضلا عن الامكانات
العديدة التي تتمتع بها ؛ تعد القوة العظمى الرئيسة في
عالم اليوم ، منذ تفكك الاتحاد السوفيتي ، ومع التطور
المذهل التي تشهده الصين وطموحها الاقتصادي العالمي ،
بدأت بوادر تنافس اقتصادي وسياسي تظهر بين الدولتين ،
لاسيما وان كلا الدولتين لهما مصالح متقارية في مناطق
عديدة من العالم ، والأكثر منه ، أن كل من القوتين
لهما مصالح ولهما سياساتهما تجاه منطقة الشرق الأوسط
عامة ، والخليج العربي على وجه الخصوص ، مما يجعل
المنطقة في جانب منها تتأثر بأي سياسة تصدر من
الدولتين .
ان موضوع الدراسة ، ناقش قضية التنافس بين الدولتين
(الولايات المتحدة والصين) ، وركزت على اهم قضايا
ومجالات التنافس ، إذ إن التنافس بين الدولتين لم يكن
مقتصرا على الجانب الاقتصاديفحسب ؛ انما امتد الى
الجانب السياسي والعسكري والأمني والتكنلوجي ، كون كل
دولة منهما سعت وتسعى
الى حماية مصالحها وتوسيع دائرة نفوذها ، وهو ما
قادهما الى اعتماد كل الوسائل المتاحة في سبيل تحقيق
غاياتهما ، كما ناقشت الدراسة مدى تأثير القوى الدولية
والاقليمية الكبرى ، ولاسيما (الاتحاد الأوروبي ،
روسيا الاتحادية ، الهند)، في دفع التنافس القائم بين
الدولتين نحو التهدئة أو التصعيد ، كما ناقشت ايضا
تنافس الدولتين في منطقة الخليج العربي ، و سلطت الضوء
على مشروع الحزام والطريق الصيني ، ومدى
تأثيره كأحد ادوات التنافس الاقتصادية ، واجابة عن
تساؤل مهم ، وهو : هل هناك توجه صيني لإدخال
منطقة الخليج ضمن هذا المشروع العملاق ؟ ، لاسيما بعد
تراجع مكانة المنطقة نسبيا في المدرك
الاستراتيجي الامريكي ، وبدأ عمليات تقليل الوجود
الأمريكي في المنطقة ، وتركيز استراتيجية الولايات
المتحدة نحو منطقة المحيطين الهندي والهادي ، بعدها
المجال الحيوي الجديد للولايات المتحدة ، وبالتالي
تراجع اهمية الخليج العربي في استراتيجيتها ، ما حتم
على الصين التوجه الى منطقة الخليج العربي كرد
فعل على الاستراتيجية الأمريكية الجديدة ، من خلال
السعي لادخالها ضمن مبادرة الحزام والطريق ، نظرا
لاهمية المنطقة في المدرك الاستراتيج الصيني ، ولاسيما
ما يتعلق بأمنها الطاقوي ، إذ إن منطقة الخليج
العربي تؤثر نسبياً في القوى الاقتصادية العالمية ،
لما تتمتع به من اهمية في سوق النفط والغاز الطبيعي
ولكن اهمية هذه المنطقة يقابلها عدم استقرارها . وقسمت
الاطروحة إلى خمسة فصول وهي :
الفصل التمهيدي : الاطار النظري والتاريخي .
الفصل الاول : استراتيجيات التنافس الامريكي الصيني .
الفصل الثاني : قضايا ومجالات الخلاف والقوى الدولية
المؤثرة في التنافس الامريكي – الصيني .
الفصل الثالث : منطقة الخليج العربي في الادراك
الاستراتيجي الامريكي – الصيني .
الفصل الرابع : مبادرة الحزام والطريق في منطقة الخليج
العربي وآفاق المستقبل
|