العدد (159) - تموز- 2023

 

تاريخ تأسيس الصناعية العراقية وأسباب انهيارها والزراعة والنفط (دراسة سياسية اقتصادية)


د. اوفيك عبد المهدي الحصيني
بغداد – مكتبة تواصل - 2022
215 صفحة
 

  

 


تعد الصناعة ركن أساسي من أركان الدولة ،وهي مفتاح التطور الحضاري للأمم، ومقياس للرقي ووسيلة هادفة من وسائل الارتفاع بالمستوى الاقتصادي الشعوب، كما أنها معيار للقوة والعظمة والاستقلالية ، لذلك فان الدول المتقدمة الخدمات الصناعة كسلاح تهدد فيه الدول الأقل تطوراً ولاسيما الدول النامية فضلا عن ذلك أن الدول الصناعية الناجحة قد حققت منافع
متعددة دعمت بها الاقتصاد الوطني يشفع عجلة النمو وزيادة الناتج القومي وتوسيعها عن طريق التبادل التجاري . كما أن الصناعة ساهمت إسهاماً فعالاً في تحقيق نمو لبقية القطاعات الاقتصادية لما يربطها من روابط باتجاهات هذه القطاعات . لذا ترى أن مسألة الصناعة تبرز ضمن عملية التنمية الاقتصادية والقضاء على التخلف بإيجاد فرص عمل والقضاء على
البطالة والاستغلال الأمثل للثروات الطبيعية.
والعراق باعتباره دولة نامية انهكته الصراعات والحروب سعي بشكل جدي لبناء صناعة وطنية بأيادي عراقية ، بدأت بوادرها منذ تأسيس الدولة العراقية عام ١٩٢١ والتي تكفلت بالوصول بالمجتمع لمستوى اقتصادي وحضاري أفضل ، وخير وسيلة لذلك استغلال الموارد الطبيعية التي يتمتع بها العراق لبناء صناعة جديدة ، لكن إمكانية الدولة الجديدة كانت متواضعة فتعثرت في بادئ الأمر، لأن الصناعة التي أسست اقتصرت على بعض الذين يمتلكون رؤوس الأموال، استثمرت بمشاريع صغيرة لم تبلغ الهدف . وكان لابد للصناعة أن يسبقها تخطيط علمي مدروس من الدولة ، ليس للصناعة فحسب وانما جميع الموارد الاقتصادية الأخرى ، التي لها علاقة مباشرة بالنهوض بالصناعة كالزراعة والنفط.
اخترت هذا الموضوع الذي اتمنى أن يستفاد منه الباحثين.كوني اعمل في مؤسسة صناعية ولها دور في عمارة اقتصاد البلاد،فضلاً على ذلك أن اغلب منتجاتها استهلاكية،وقد اسعفتنا وقت الحصار الذي فرض على العراق في تسعينات القرن الماضي، ولاسيما المواد الغذائية والتحويرية والأسمدة الزراعية والإطارات والبطاريات والأجهزة الكهربائية وغيرها ونتيجة لذلك إعانتنا لأكثر لكن بعد ذلك مررنا بمرحلة تهميش الصناعة وغزو الأسواق بالبضائع
الأجنبية ،ولاسيما بعد عام ٢٠٠٣.ومن الجدير بالذكر أن الصناعة العراقية لم تقوم بالعراق لولا وجود عوائد النفط والاهتمام بالجانب الزراعي وتخطيط المشاريع ، والتي كانت ولا زالت مهمة وقد عانت الصناعة مشاكل كثيرة منها سياسية ومنها اقتصادية وفنية.
كما يظهر من هذه الدراسة أن هناك عوامل عملت على إفشال الصناعة بدأت كبيرة وعظيمة وأصبحت فقيرة وخجولة في تقديم منتج يليق بمستوى تاريخها ومرت عوامل التلكؤ والفشل بفترات زمنية مختلفة ، وكل ذلك كان ناتج عن سوء الإدارات السياسية المتعاقبة، وكذلك إدارة البلد بشكل غير ممنهج وعلمي صحيح والتخطيط المسبق لمتطلبات الصناعة .
وقسم الكتاب إلى خمسة فصول وكمايلي :
الفصل الأول : الصناعة .
الفصل الثاني : عوائد النفط .
الفصل الثالث : مجلس الأعمار العراقي .
الفصل الرابع : الزراعة .
الفصل الخامس : النفط (1914-1963)م .


 

© جميع حقوق النشر محفوظة لدار الكتب والوثائق 2006