العدد (159) - تموز- 2023   

 

دور الأمم المتحدة في حل الأزمات الإقليمية بعد عام 2003 العراق انموذجا
ايمان هادي الركابي
بابل – دار صادق - 2022
414 صفحة

 

 


تعد الأزمات الإقليمية والدولية ذات الطابع الاقتصادي والسياسي والأمنـي مـن أخطر الأزمات التي تواجـه الـدول إذ أفرزت اعقـد الصـراعات في التاريخ البشـري كالحربين العالميتين الأولى والثانية، بما ترتب عليها من مأس إنسانية راح ضحيتها آلاف البشر وأدخلت المنتظم الإنساني للدولة في ارباكات بعيدة عن المقاصد العامة للدولة كمنظومة إنسانية وسياسية، وان حل هذه الأزمات وارساء السلم والأمن الدوليين هو احد المحاور الأساسية لعمل منظمة الأمم المتحدة فهو احد الأهداف الرئيسة الواردة في ميثاقها والذي يتضمن اليات متعددة تفسح المجال لإمكانية تحقيق هذا الهدف، وقد تنوعت وتطورت اساليب عمل الأمم المتحدة في ادارتها للازمات الدولية تماشياً مع بروز مجموعة من المتغيرات التي فرضت انعكاساتها في واقع عملها، فمثل هذه المتغيرات قد فرضت على الأمم المتحدة ان تطور اليات عملها، وهو ما اسفر عن
سعيها لتتبنى مفاهيم متعددة ترتبط بإرساء السلم وحل النزاعات والأزمات الإقليمية والدولية ودمجها في جانب عملها.
على الرغم من تعقيد سمات النسق الدولي خاصة بعد نهاية الحرب الباردة وظهور الاحادية القطبية كأبرز سمة في هذا النسق والذي القي بضلاله على مجموع السلوك الخارجي للوحدات الدولية بما فيها المنظمات الدولية وعلى رأسها الأمم المتحدة الا ان هذا لم يمنع هذه المنظمة من التقيد بمهامها في حفظ السلم والأمن الدوليين وحل النزاعات والأزمات بمختلف الوسائل خاصة السلمية منها، لتجنيب البشرية مزيداً من الحروب والمآسي التي تطال الابرياء في كل الاحوال.
ولهذا عملت الأمم المتحدة على زيادة مبعوثيها وفقا لتزايد بؤر التوتر في العالم، إذ وصل عددهم في الوقت الحالي الى أكثر من 113 مبعوثاً خاصاً موزعين على مختلف الدول والمناطق الساخنة في العالم.
ولا توجد منطقة نزاع في العالم الا وفيها مبعوث دولي يمثل الأمين العام للأمم المتحدة ويعمل كوسيط محايد لإيجاد الحلول المناسبة، وكلما زاد عدد النزاعات في قارة من القارات او منطقة من المناطق زاد عدد المبعوثين الدوليين الى تلك المنطقة، بل ان بعض النزاعات في مناطق معينة يمثل الأمين العام فيها أكثر من مبعوث في وقت واحد، ويتزايد عدد المبعوثين الدوليين تزايداً طردياً مع تزايد حجم اتساع رقعة العنف في المنطقة الجاري فيها النزاع.
فمنذ نشأتها بذلت الأمم المتحدة جهودا كبيرة للحد من النزاعات المسلحة الدولية، من خلال عدة آليات خاصة منها المبعوثين الدوليين الا انها لم تستطع عمل نفس الشي في مواجهة النزاعات الإقليمية على الرغم من الآثار المترتبة عليها والتي لا تقل في خطورتها عن الآثار المترتبة على النزاعات المسلحة الدولية ان لم تزد عليها في بعض الأحيان لاسيما بعد انتهاء الحرب الباردة، وقد يكون قصور الأمم المتحدة في هذا الجانب راجع الى عدم تناول ميثاقها النزاعات الإقليمية من خلال نصوص مباشرة تحدد ماهيتها، والخطوات الواجب اتخاذها للحد منها حتى يتم القضاء على عملية الخلط بينهما وبين غيرها من صور النزاعات الأخرى، والى عدم اتفاق الدول الاعضاء الأمم المتحدة على اتخاذ قرارات تحدد ماهية تلك النزاعات، كما يرجع عجز المنظمة للتصدي لهذه النزاعات والأزمات الى تمسك الدول محل النزاعات بمبدأ
السيادة والاختصاص الداخلي، فضلا عن هيمنة الدول الكبرى على مقدرات الأمم
المتحدة وتغليبها لمصالحها الذاتية على مصلحة المجتمع الدولي.
وقد قسم الكتاب إلى عدة فصول وهي :
الفصل الأول : موقف منظمة الأمم المتحدة من الأزمات الاقليمية .
الفصل الثاني : علاقة منظمة الأمم المتحدة بالأزمات العراقية بعد عام 2003 .


 

© جميع حقوق النشر محفوظة لدار الكتب والوثائق 2006