202العدد (160) - كانون الاول - 2023

اتصل بنا   

الارشيف   

اسرة المجلة

الصفحة الرئيسية                                                     

اهلا  وسهلا  بكم في مجلة  روافد  ثقافية  الالكترونية الصادرة عن دار الكتب و الوثائق


الصراع العربي – الصهيوني وجامعة دول العربية
د. علي محمود الجبوري
الموصل – دار ماشكي - 2023
283 صفحة

 

 


يتفق اغلب السياسيون والمفكرون العرب على أن الصراع العربي - الاسرائيلي ينتمي الى (نمط الصراعات التاريخية – الاجتماعية الممتدة ) ، فهو صراع حضاري طويل الأمد بين الامة العربية التي تتطلع لوحدتها ونهضتها وتقدمها واخذ مكانتها الدولية وبين قوى غربية – امريكية والحركة الصهيونية جزء منها ، تسعى لفرض ارادتها على الوطن العربي ونهب ثرواته ، وفرض انماط ثقافية حضارية غريبة تفقده هويته وإرادته السياسية القومية ، وبسبب هذه الحقيقة تم احلال استعمار استيطاني عنصري في فلسطين بقيام دولة اسرائيل عام 1948 التي طردت شعب فلسطين من ارضه تحت حجج دينية وذرائع تاريخية واهية وزائفة مدعومة بقوة دولية استعمارية ، ثم بقوى عظمى هي الولايات المتحدة الأمريكية ، التي التقت إرادتها مع الحركة الصهيونية ومكنت اداتها إسرائيل من القيام بدور وظيفي لخدمة إستراتيجيتها الإقليمية في منطقة الشرق الاوسط ، وتم دعمها عسكريا واقتصاديا لتأمين تفوقها النوعي على العرب ، حتى وصل الى التحالف الاستراتيجي بعد عام ١٩٦٧ فاتجهت محاولاتها بعد الحاق هزائم في الدول العربية في حرب حزيران 1967 وحرب لبنان عام ١٩٨٢ ، الى فرض حلول سياسية على القضية الفلسطينية والعربية بهدف تهميشها ومن ثم اخضاعها الى منطق (السلام الأمريكي الصهيوني)
بقيام النظام الشرق الاوسط الكبير الذي يغير هوية الوطن العربي ثقافيا ولغويا وحضاريا بهوية شرق
أوسطية ، وبسبب ذلك تؤدي الولايات المتحدة الأمريكية أدوارا" خطيرة في اهدافه بدءا من زيارة الرئيس المصري أنور السادات الى القدس عام ١٩٧٧ ثم عقده اتفاقيات صلح بين مصر واسرائيل عام ١٩٧٩ ، وعقد اتفاقية تسوية بين منظمة التحرير الفلسطينية واسرائيل في اوسلو عام ١٩٩٣ ثم اتفاقية صلح بين الاردن واسرائيل عام ١٩٩٤، ودفع بعض الدول العربية الى تطبيع علاقاتها التجارية والدبلوماسية مع اسرائيل . وتبعا لذلك تحول الوطن العربي الى لعبة دولية طرحت شعارات (الارض مقابل السلام)
والسلام العادل والشامل ورغم كل ذلك فإن هذه المحاولات لم تؤد الى حل للقضية الفلسطينية بل انها عززت القناعة بان الصراع العربي - الاسرائيلي هو صراع حضاري لا يقبل الحلول الوسط او الحلول الجزئية.
إن هذه الدراسة ترمي الى متابعة وتحليل تطورات القضية الفلسطينية ومسارات الصراع العربي الاسرائيلي ، ومواقف الجامعة العربية منها ، وخصصت فصلا خاصا" لمسار اتفاقية اعلان المبادىء في اوسلو (كدراسة حالة) لحل الصراع الفلسطيني – الاسرائيلي وتطوراته .
المنطقة لحل وكشفت الدراسة حقائق اتفاقيات الصلح ومشاريع التسوية التي طرحت في الصراع الذي وصل الى طريق مسدود، بسبب اصرار المشروع الصهيوني – الأمريكي على وضع حلول مفروضة على الأمة العربية ، وعدم الاعتراف بالحقوق المشروعة للقضية الفلسطينية في اقامة دولتها وسيادتها على ارض فلسطين ، كما اقرتها المؤتمرات العربية والفلسطينية ، فضلا عن الصراع بين المشروع الحضاري العربي وبين اعدائه . وهذا يؤكد النظرة المتجذره لهذا الصراع بوصـفـه صـراعا مصيريا" لا يقبـل المساومة على السيادة والأرض ، نجده كذلك في الأدراك والممارسة الصهيونية – الاسرائيلية التي ترفض التعايش مع الشعب الفلسطيني ولا تقبل بحل الصراع سلميا" تحت مزاعم دينية او امنية تمس بالوجود الصهيوني . كما ان التسويات المطروحة للصراع من عدة عقود لا تقدم حلولا للقضية الفلسطينية ومنها( قضية اللاجئين ، القدس ، الاستيطان ، الدولة الفلسطينية )، والتي هي جوهر الصراع ، لذلك لا تتمتع التسوية السلمية للصراع بمصداقية مستقبلية ، ومن خلاله يتضح، أن الصراع الفلسطيني – العرب مع اسرائيل يمر بانعطافة نوعية في مسيرته التاريخية ، التي قد تمر بمشاهدة متأرجحة بين التسوية والصراع خلال الافق المنظور .
قسم الكتاب إلى :
الفصل الأول : الحركة الصهيونية والقضية الفلسطينية .
الفصل الثاني : الصراع العربي – الاسرائيلي 1967-1973 .
الفصل الثالث : جامعة الدولة العربية والصراع العربي – الاسرائيلي .
الفصل الرابع : الصراع الفلسطيني – الاسرائيلي – اتفاق اوسلو وما بعدها (دراسة حالة).
الفصل الخامس : رؤية مستقبلية للصراع الفلسطيني – الاسرائيلي .