اهلا  وسهلا  بكم في مجلة  روافد  ثقافية  الالكترونية الصادرة عن دار الكتب و الوثائق

 العوامل المؤثرة في اختيار النظام الانتخابي
أحمد عبد الرضا جاسم محمد
معهد العلمين للدراسات العليا – قسم القانون – 2023م
188 صفحة

إنّ الحديث عن النظم الانتخابية هو الحديث عن الاطار الذي يفترض ان يتم فيه التعبير الحقيقي عن الإرادة الشعبية، فالأصل أن الشعب يمارس السلطة بذاته دون وسيط أو وسيلة، وهو ما جاء انعكاساً وردة فعل قوية تجاه السلطة الفردية التي سادت العصور السابقة القديمة، إلا أن الصعوبات المادية والواقعية التي ظهرت عند تطبيق الديمقراطية بصورها المباشرة جعل من اللازم أن يكون لما يسمى بالديمقراطية النيابية أو التمثيلية دورٌ في تعويض الخلل الذي لحق تطبيق الديمقراطية المباشرة، وأهمية الموضوع أصلاً من مبدأ قدرة الجهة النيابية (التمثيلية) عن عكس الإرادة العامة والتعبير عنها بشكل جدي وحقيقي وهذا يؤدي الى أن تؤسس النظم الانتخابية بالشكل الذي يحقق هذا التمثيل الحقيقي للإرادة العامة. إذ تهدف الدراسة إلى بيان تأثير هذه العوامل على اختيار النظام الانتخابي ومعرفة كل عامل مؤثر على هذا الاختيار، لأنها تُعدُ من أهم العوامل التي يحتم معرفتها ومعرفة تأثيرها وما لها من آثار عند اختيار أحد الأنظمة الانتخابية؛ في الدولة والعملية الانتخابية، وتهدف أيضاً الى لفت انتباه المصممين والمشرعين للنظام الانتخابي الى هذه العوامل ومراعات تصميم واختيار نظام انتخابي مناسبٍ للدولة والمجتمع ووضعه الاقتصادي والثقافي والسياسي. وإنّ المشكلة في بحثنا أن الانتخاب هو الوسيلة الاساسية لتحقيق الارادة الشعبية ومن ثم تحقيق المبدأ الدستوري المهم في فكرة السيادة الشعبية لذلك فإن المشكلة تتحقق عندما يتم الاستناد لنظام انتخابي لا يراعي حقيقة الثوابت والقيم الأساسية السائدة في المجتمع التي قد تختلف عن المجتمعات الاخرى ولكنها يجب أن تكون هي الأساس في اختيار النظام الانتخابي فالعبرة ليست في الاختيار وحسب بل بتحديد الأسس والعوامل التي يجب مراعاتها في اختيار النظام الانتخابي، لذلك فإن الإشكالية الحقيقية ستظهر عندما يكون هنالك نظام انتخابي يقوم على أسس تجعله غير دقيق في تعبيره عن الإرادة العامة.
وقسمت الأطروحة إلى فصلين وهما :
الفصل الأول : العوامل الداخلية المؤثرة في اختيار النظام الانتخابي.
الفصل الثاني : العوامل الخارجية المؤثرة في اختيار النظام الانتخابي.