202العدد (160) - كانون الاول - 2023

اتصل بنا   

الارشيف   

اسرة المجلة

الصفحة الرئيسية                                                     

اهلا  وسهلا  بكم في مجلة  روافد  ثقافية  الالكترونية الصادرة عن دار الكتب و الوثائق


 تحرير وعي الفرد العراقي نقد المظاهر الاجتماعية والسياسية
سلمان عبد مهوس
بغداد – دار السرد - 2023
261 صفحة

 


لعل المظاهر التي برزت على الساحة الثقافية والاجتماعية والسياسية والدينية في العراق، بعد الاحتلال الأمريكي للعراق عام ٢٠٠٣، وسقوط نظام الحكم الشمولي في بغداد، عديدة وكثيرة وغالبًا ما ظهرت وتشكلت وفرضت نفسها على المشهد العراقي، بظروف معقدة للغاية ومتشابكة وملتبسة، الأمر الذي يجعل تناولها وتفكيكها وتحليلها، بحاجة إلى رؤية نقدية وعقلية مركبة تنظر في هذا الواقع المعقد والملتبس في الكثير من حالاته، وهي بحاجة إلى الكثير من القراءات الموضوعية بعين بحثية معرفية مجردة، تستند إلى أساس
معرفي ومنهجيات بحثية علمية حديثة، تشخص الواقع بشكل صحيح وتنتج قراءة نقدية معرفية لتلك المظاهر واضحة لا تقبل الانحياز أو التأويل أو المزايدة لأي طرف على طرف آخر، بغية إزاحة هذه الضبابية التي تخيم على طريقة التفكير والتعاطي مع مختلف القضايا والمتغيرات، التي تواجه الفرد العراقي كونه إنسـانًا حـرًا ومستقلًا، ومواطنً واعـيًا ومـدركًا لحجـم المخاطر والتحديات الراهنة، التي تواجه الجميع في ظل الواقع الذي صيرته الأحداث وفرضته الظروف، كي يقوم بدوره الإنساني والوطني ومسؤولياته الأخلاقية اتجاه البلد والمجتمع، في ترسيخ مبادئ وثقافة التعايش والتعاون وقبـول الآخر والوحدة الوطنية والبناء والتقدم والسلام.
وإذا ما تناولنا هذه المظاهر واحـدة تلو الأخرى، وتأملنا تأثيرها على الواقع العراقي ثقافيًا وسياسيًا واجتماعيًا وأمنيًا، حري بنا أن نشملها جميعًا بالبحث والتحليل والتشخيص، دون ان نترك واحدة منها بغية تفكيك المشهد
بالكامل، ورسـم صـور واقعية له، يمكـن مـن خلالها دراسة الأوضاع بشكل يمكننا من مقاربة الحقيقة على نحو أفضل بعقل مستنير ومتحرر من القيود التي تحاول ان تفرضها عليه مختلف الأنماط الثقافية السائدة والسلطات سواء كانت سياسية أو دينية أو اجتماعيـة بـدون أي انحياز أو الوقـوع بأفخـاخ التأثيرات على اختلافها.
لا يمكن للعقل أن يكون عقلًا ما لم يمارس تجاربه وإيماناته بمعزل عن الفهم الجمعي أو التلقين الأولي، وبهذا الحال يتطور العقـل لـيكـون مـدركًا بالأشياء حاسًا بها منبثقا من تراكماته الخانقة وفـي كـل هـذه المقاربـات التـي سـأتناولها تباعًا، فـي هـذه المحاولة المتواضعة التي حرصت على أن أضعها بهذا الشكل أمام القارئ اللبيب ، سعيا لإغناء هذا المواضيع نقدا وتحليلا، وإيمانًا مني بأن المثقف هو ضمير الشعب وصوته الحر لإنضاج أي فكرة حرة، تخدم المجتمع ومستقبل البلد في إطار القيم الإنسانية والوطنية الجامعة لكل أبنائه والتي تنسجم مع إرادة العقـل وتطلعات الإنسان، في إشاعة مفاهيم ومبادئ العدالة الاجتماعيـة والخير والسلام لكل الناس على حد سواء، وكذلك نشر ثقافة حرية التعبير واحترام وقبول الرأي الآخر والتسامح، ولا مناص من ذلك لاسيما ان جميع العراقيين يشتركون مع بعضهم في معظـم القضايا التاريخية والمصيرية والإنسانية، ولذا فان من بين الأهداف المتوخاة من هذه المقاربة، هو ان نضع لبنة في الأساس المعرفي والثقافي الذي يبغي تحرير وعي الفرد العراقي وتحفيز عقله لإدراك حجم التحديات التي تواجهه في كل هذا الذي يحدث الآن، وينهض من كبوته وسباته وضياعه، ويأخذ زمام المبادرة بيديه في فهم الإشكاليات التي حصلت وتراكمت وترشحت إلينا عبر عقود من الحروب العبثية التي خاضها النظام مع جيرانه وتبعها حصار اقتصادي جائر فرضه المجتمع الدولي على الشعب دون النظام.
وتناول الكاتب في طيات كتابه عدة موضوعات حيث بوبها على شكل فصول وهي :
الفصل الأول: الهوية لدى الشيعة.
الفصل الثاني: الهوية لدى السنة .
الفصل الثالث : الحركات الدينية بعد 2003 .
الفصل الرابع: ازدواجية المثقف.
الفصل الخامس: المظاهر الدينية الطقوسية .
الفصل السادس : المظاهر القبلية .
الفصل السابع : إشكاليات سياسية .