202العدد (161) - كانون الاول - 2023

اتصل بنا   

الارشيف   

اسرة المجلة

الصفحة الرئيسية                                                     

اهلا  وسهلا  بكم في مجلة  روافد  ثقافية  الالكترونية الصادرة عن دار الكتب و الوثائق


 نازك الملائكة بين واقع التجديد وحركة الحداثة
ماجد صالح السامرائي
بغداد – دار الشؤون الثقافية العامة - 2023
168 صفحة
 

 

 


بدت نازك الملائكة منذ ديوانها الثاني "شظايا ورماد" (١٩٤٩) حريصة على أن توفر لشعرها إطاراً نظرياً رؤيا، ولغة، وشكلاً فنياً، وصورة جمالية. فقد بدت في ما اتخذت لنفسها ـ شعراً ونظرية في الشعر ـ حاملة لتصـور عـن عـالم شـعـري كـان في ذهنها أن تبنيه لنفسها، وأرادت لعصرها الشعري أن يبنيه على غرارها. لذلك ظلت
على امتداد مسارها الشعري معنية، بصيغة أو بأخرى، بـما يـمكـن أن نـرى فـيـه معـالم نظرية شعرية من خلال ما أرادت أن تبثه من قيم ومعايير فنية تتصل بالشعر أساساً.
ويبدو أن المعارضة التي واجهتها في ما اتخذت من اتجاه وتوجه قد حملتهـا على التشديد على هذا الجانب الإدراكي لاختيارهـا الـذي أخـذ تمسكها بـه صـورة التزمت الموقفي، والنظام المغلق على نفسه. لقد هيمن عليها، في موقفها الشعري هذا، ثالوث منهجي (أو هـذا مـا أراء لـه عليها حركتها، واحتكمت إليه ـ وهو ما يتمثل لنا فيه:
1. التسمية التي انطلقت منها أساساً، وحددتها في إطار من الرؤية المنهجية ـ أو التي حاولت منهجتها ــ وهي تسمية "الشعر الحر" الذي وضعته في إطار محددات نازك الملانة بين واقع التجديد وحركة الحداثة رفضها كثير من مجايليها حين رأوا فيها تقييداً لـ ((حرية)) الشاعر ـ التي أرادوها في حركتهم التجديدية .
2. العلاقة بالتراث التي تحددت عندها في بعدين لغوي، وعـروضي، كانـا موضع خلاف آخر بينها وبين شعراء حركة الشعر الجديد بجيليها: جيل الريـادة، وجيـل الستينيات (أو ما بعد الريادة) .
3. المفهوم الرومانسي للشعر، وبناء القصيدة على رؤية وموقف رومانسيين ـ وهـو مفهوم يتحدد بخصائص: بنت منهـا / وعليهـا قصـيدتها، ولم تتخلَ عنهـا في مراحل عطائها الشعري كافة. بناء على هذا نجد أن ((أسئلة الحداثة)) قد توقفت في عملها الشعري .. فلم تعد أسئلتها ((أسئلة القادم)ـ بمعنى النظر إلى مستقبل القصيدة العربية في سياق مـا يمكن أن يكون لها من تطور يضاف إلى التطور الذي حققته (والمرفوض، جزئياً أو كلياً، منها)، بل أضحت أسئلة ارتدادية تبحـث عن كـان أو تحقـق. فقـد وجدناها، على الدوام، تؤوب إلى تلك ((الأسئلة الأمهات)) التي تشكل زوايا المثلث الذي نرى فيه نطاق علاقتها بالشعر. وتناول الكتاب عدة موضوعات .