202العدد (161) - كانون الاول - 2023

اتصل بنا   

الارشيف   

اسرة المجلة

الصفحة الرئيسية                                                     

اهلا  وسهلا  بكم في مجلة  روافد  ثقافية  الالكترونية الصادرة عن دار الكتب و الوثائق


التكوين المعرفي للمخطوط ودوره في الفكر الاسلامي
حسين جهاد ظاهر الحساني
بغداد – ديوان الوقف السني - 2023
413 صفحة
 


تعد المخطوطات العربية الإسلامية، الخزين الفكري الذي يحوي معالمنا كلها وتراثنا عبر الأجيال، وتختزن فيه المعرفة بشتى صورها، فهي أضخم رصيد معرفي فكري عرفه العالم وصل الآن؛ ومن أقدم عناصر التراث الإنساني والمعرفي؛ لذلك نجد أن العلماء قد اعتنوا بها عناية بالغة، لأنها السبيل الوحيد للحفاظ على ما أنتجه العقل العربي الإسلامي، ولأنها الاساس للنهوض بهذا العبء والقيام بهذا الدور الكبير في حقيقة الفكر، ولولا تحملهم هذا العبء الذي نهضوا به لما استطاعوا أن يسجلوا لنا أفكارهم وأفكار من سبقهم، وإن يضمنوا لها البقاء مئات السنين.
فبالكتاب المخطوط وحده استطاع الإنسان المسلم أن يخلد ذكره وجهوده على هذه الأرض، وأن يمضي على طريق التطور معتمداً في ذلك على ما سبقه من جهود يضيف إليها ويبني على أساسها صرح فكره وتقدمه. فالمخطوطة التي نعتز بها ونفخر، هي نتاج العقل العربي الإسلامي التي كشفت لنا ما كانت عليه الأمة من تقدم وازدهار في مختلف فنون المعرفة، وبينت لنا قيمهم ومفاهيمهم، وعلومهم ومعارفهم، وآدابهم، في جميع الحياة الدينية، والسياسية، والاقتصادية، والاجتماعية.
التكوين المعرفي للمخطوب هو إن الطبيعة المعرفية والوظيفية التي تقوم على التمييز بين الوعاء والنص
والصورة المرسومة أو المزينة، تجعل من المخطوط عبارة عن صورة صناعية عامة هي أقرب ما تكون - من حيث الانتهاء المعرفي – إلى الفن الذي المعرفة الإبداعية المتخصصة بصناعة الأشياء صناعة متقنة جميلة، والعمل الفني الذي يقوم على هندسة متخصصة وقواعد معينة بها تتقبله النفس الإنسانية على سبيل المعرفة والمنفعة الجمالية؛ لذلك نرى أن الصناعة الانسانية للمخطوط هي الشرط المعرفي والفكري الأول والأساس لتعريف هذا العلم، ومن هنا جاء ما نعنيه بالتكوين المعرفي هو المضمون الفكري للمخطوط، لغة ومعرفة، وصناعة، أي اللغة التي كتبت بها، والمعرفة التي يريد نشرها والمتعلقة بالفكر الاسلامي من حيث تكوينها الفكري الصناعي.
ومن هذه الرؤية الشمولية، التي تحملها المخطوطات الاسلامية، والمتضمنة مصنفات العلوم جميعها التي جاء بها الفكر، كان حري بنا أن ندرس هذا المجال؛ لأنه اللبنة الأولى في وضع حجر الأساس للفكر الاسلامي، فضلاً عن ذلك فإن اهتمامي به؛ ومنذ زمن ليس بالقصير، زادني حباً وشوقاً في الولوج إلى أصوله المادية والمعرفية ومن هنا جاء اختيارنا للموضوع للأسباب الآتية:
1. إن المخطوط الإسلامي هو الوعاء الحقيقي للفكر الإسلامي، فلولاه لما وصل إلينا ما وصل من علوم وفنون ونظريات وغيرها.
2. إن علم الكتاب المخطوط – (كوديكولوجيا)-، والذي ظهر في القرن التاسع عشر لم يحظَ بدراسات علمية فكرية بحته في العراق.
وقد تناول الكاتب في كتابه موضوعات عدة وضعها في فصول وهي:
الفصل الأول: التراث الفكري الاسلامي والكتاب المخطوط.
الفصل الثاني: المكونات المادية للكتاب للمخطوط في الفكر الاسلامي.
الفصل الثالث: المكونات المادية لخوارج النص في الكتاب المخطوط.