اهلا  وسهلا  بكم في مجلة  روافد  ثقافية  الالكترونية الصادرة عن دار الكتب و الوثائق

القيادة الحكيمة وتأثيرها في تعزيز سمعة المنظمة من خلال التجديد الاستراتيجي
عامر أحمد عبد الله
الجامعة العراقية - كلية الإدارة والاقتصاد-2023م
165 صفحة
 

يتفق معظم الأفراد اليوم على أن العالم يحتاج إلى قادة حكماء في مختلف المجالات، إذ هناك العديد من الأمثلة على الفساد والجشع والتركيز على الذات وقصر النظر والأفعال الحمقاء كل هذه الأمثلة تدل على نقص الحكمة وانعدام القيادة المسؤولة، لذلك نالت ظاهرة القيادة الإدارية في المنظمات اهتمامًا كبيًرا من الباحثين والمفِكرين في المجال الإداري، حيث يعكس هذا الاهتمام الدور البالغ للقيادة وآثارها الواضحة ليس فقط على الجوانب الإدارية، كالأهداف والأنشطة المتنوعة فحسب وإنما على الجوانب الاقتصادية والاجتماعية بشكل عام، ومع ما ظهر خلال العقود الأخيرة بوضوٍح من تراكم الأزمات الاقتصادية وتسارعها وتداعياتها وآثارها الضارة على المنظمات والشركات، كانهيار بعضها وإفلاس بعضها الآخر وتدهور معنويات أعضائها، ومع انكشاف الأخطاء الأساسية لقادة هذه المنظمات، اتجهت الدراسات الإدارية نحو الاهتمام بالأوجه أو أساليب القيادة الحديثة مثل القيادة الحكيمة للوقوف على مسببات الإخفاق في ممارسات القادة التنظيميين، إضافة الى ذلك تواجه القيادات الإدارية الحكيمة للمنظمات اليوم طلبات الزبائن والمستفيدين المتغيرة باستمرار فضلا عن التغير التكنولوجي، وزيادة القوى التنافسية بسبب العولمة، لذلك تحتاج هذه المنظمات إلى البحث بنشاط عن طرق يجددون أنفسهم على المدى الطويل لمواجهة تلك التغيرات البيئية، ونظرًا لأن معظم هذه المنظمات تحتاج إلى تغيير نفسها من وقت الى آخر فإن التجديد الاستراتيجي هو أحد الاعتبارات الرئيسة في فهم بقائها وازدهارها على المدى الطويل.
ومع بداية القرن الحادي والعشرين والتطور التكنلوجي الحاصل والاتجاه نحو التغيير والتجديد الاستراتيجي من خلال قيادة إدارية حكيمة تعزز من سمعة المنظمة، لذا بدأ محترفو ورواد الأعمال في النظر إلى موضوع إدارة سمعة المنظمة على انها مهارات تكتسب بخصائص وعناصر يمكن فصلها ودراستها كمجموعة من المعرفة حالها في ذلك حال الكثير من الممارسات والعمليات الإدارية التي تؤديها القيادات الإدارية العليا في المنظمات، حيث أصبحت سمعة المنظمة جزءًا مهمًا من حياتنا المعاصرة ونافذة إلى عالم المنافسة مع الغير في ظل التغيرات الكبيرة في العالم.
فقد تم تقسيم البحث الحالي الى أربعة فصول، خُصص الفصل الأول للاطار العام للبحث والمنهجية المستخدمة فيه، إذ تكون من ثلاثة مباحث تضمن المبحث الأول مشكلة البحث، والمبحث الثاني تصميم البحث، أما المبحث الثالث تضمن عرض بعض الاسهامات المعرفية السابقة، في حين تطرق الفصل الثاني الى الجانب النظري للبحث، إذ تضمن أربعة مباحث، تناول المبحث الأول القيادة الحكيمة، والمبحث الثاني التجديد الاستراتيجي، في حين ركز المبحث الثالث على سمعة المنظمة، وتناول المبحث الرابع العلاقة بين متغيرات البحث، وبين الفصل الثالث الجانب العملي للبحث، حيث تكون من ثلاثة مباحث تضمن المبحث الأول فحص واختبار أداة قياس البحث، والمبحث الثاني تحليل البيانات، وتناول المبحث الثالث اختبار وتحليل الفرضيات بين متغيرات البحث، أما الفصل الرابع والأخير فقد خصص لأهم الاستنتاجات والتوصيات والمقترحات التي توصل اليها البحث وتضمن مبحثين، تناول المبحث الأول الاستنتاجات، والمبحث الثاني تناول التوصيات والمقترحات المستقبلية.