202العدد (160) - كانون الاول - 2023

اتصل بنا   

الارشيف   

اسرة المجلة

الصفحة الرئيسية                                                     

اهلا  وسهلا  بكم في مجلة  روافد  ثقافية  الالكترونية الصادرة عن دار الكتب و الوثائق

 

الحماية الجنائية للأفراد من الأفعال المخلة بالحياء في ضوء قانون العقوبات العراقي
منتصر حسين منصور
جامعة ديالى – كلية القانون والعلوم السياسية – 2023م
225 صفحة

 


تعدّ الجريمة سلوكًا إنسانيًا منحرفًا بدأت منذ بداية البشرية بجريمة قتل قابيل لأخيه هابيل إذ أصبحت الجريمة ظاهرة اجتماعية معاصرة في المجتمعات وتحديدًا جرائم الفعل الفاضح المخل بالحياء إذ لا يكاد يمر يوم الا ونسمع قيام أفراد بارتكابهم جرائم مخلة بالحياء نتيجة انعدام الحياء والعفة لدى الجناة إذ يعد الحياء من النعم الكبيرة التي منها الله تعالى للبشر، إذ جعل الحياء غريزة فطرية تولد مع الفرد في حياته إلا أن تلك الغريزة تتفاوت قوتها من شخص لآخر إذ يعد الحياء في
الحقيقة هو الضمير الوجداني لكل فرد، والى جانب هذه الغريزة توجد لدى الأفراد غريزة أخرى مغايرة لها وهي الغريزة الجنسية التي تعدّ غريزة فطرية أيضًا توجد عند كل فرد يولد في هذه الحياة، فممارسة الغريزة الجنسية دون ضوابط شرعية تحكمها تؤدي إلى انحلال أخلاقي في المجتمع وتدفع بالأفراد إلى ارتكاب جرائم الفعل الفاضح المخل بالحياء، ومن ثم فإن الحياء هو الحاجز والواقي لضبط الغريزة الجنسية لدى كل الأفراد، فالمانع من ارتكاب الجرائم يكون بالدرجة الأولى مخافة الله تعالى،
ومن ثم الخوف من العقاب المحدد في قانون العقوبات، فضلًا عن ذلك فإن الحياء يرتبط بحقوق الإنسان الشخصية فأي اعتداء على الحياء العام أو الخاص يعد انتهاكًا للأمن الشخصي للأفراد وكذلك يمثل انتهاكًا للكرامة الإنسانية سواء وقع الاعتداء في تنقله أو في إقامته أو تدخل الغير في الحياة الخاصة للفرد، فحماية الحياء العام أو الخاص يؤدي إلى نتائج إيجابية منها انتشار العفة والأخلاق الحميدة والحد من الرذيلة والانحلال الأخلاقي، ومن ثم يرتقي ويتقدم المجتمع وتنحصر
الجرائم في نطاق ضيق فمن لديه حياء لا يقدم على ارتكاب أي جريمة، فضلًا عن ذلك فإن الحياء لا يكون ثابتًا في المجتمعات، وإنما يتغير حتى بالمجتمع الواحد من خلال اختلاف الزمان والمكان فحياء الأفراد في الريف والمدنية يتفاوت مع حياء الأفراد في المناطق الساحلية والسياحية من خلال ارتداء الملابس وسماع الأغاني واختلاط الجنسين، فضلًا عن ذلك فإن التطور التكنولوجي وما رافقه من دخول عادات وتقاليد دخيلة على مجتمعنا العراقي المحافظ أثرت لدرجة كبيرة في الحياء لدى
أفراد المجتمع لاسيما الشباب، ومسارعتهم إلى تقليد موضة الملابس وأقوال وأفعال من يعدونهم مشاهير، وهذه في الحقيقة إحدى العوامل التي أدت إلى الانحلال الأخلاقي بالمجتمع.
قسمت الرسالة الى عدة فصول وهي:
الفصل الاول: جرائم الفعل الفاضح المخل بالحياء.
الفصل الثاني: الجرائم المخالفة للآداب.
الفصل الثالث: الجرائم المخلة بالحياء.