2022العدد (162) -اذار - 2024

اتصل بنا   

الارشيف   

اسرة المجلة

الصفحة الرئيسية                                                     

اهلا  وسهلا  بكم في مجلة  روافد  ثقافية  الالكترونية الصادرة عن دار الكتب و الوثائق

 

ملامح النزعة التسلطية والسلوك القهري في الشعر الجاهلي (دراسة في ضوء المنهج النفسي)
أحمد حميد ميسر
كلية الآداب – جامعة بغداد -2024
158 صفحة

 

 
الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الخلق سيد الكونين أبي الزهراء محمدٍ وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين، وصحبه المنتجبين، ومن سار على هديهم إلى يوم الدين.
وبعدُ، لقد عرفتِ الحياة الجاهلية الكثير من ملامح التسلَّط والقهر، وهنالك العديد من العوامل التي ساعدت وشجعت في وجود مثل تلك الملامح، منها النظام البيئي الجغرافي ذي المناخ الصحراوي، فقد كان لذلك الواقع البيئي دور كبير في نشوب الغزوات والاستيلاء على الأراضي التي يتوافر فيها الكلأ والماء، وبما أنَّ منطق القوة هو المسيطر فكان طبيعياً أن يكون البقاء للأقوى، فضلاً عن السلطة السياسية المتمثلة آنذاك بـ (الملك) الذي كان له من النفوذ والسلطة لم يعرف لغيره سواها، وكذلك طبيعة وبنية تركيب المجتمع الجاهلي الذي كان له الكثير من الأعراف والتقاليد ذات النزعة التسلطية التي ظلمت الكثير من أبنائه، ونستطيع أن نتلمس عنفوانها فيما يتعلق بـ (الفقر، والنسب، واللون)، وكان للمرأة نصيبٌ من هذا الظلم أيضاً، وذلك ما أدى إلى أن تُشكل حالة من القهر والضيم يستشعر بها أفراد ذلك المجتمع عامة والشعراء خاصة.
وليس الغرض من تلك الدراسة هو كشف جوانب الظلم، ورصد حالات القهر في المجتمع الجاهلي فحسب، بل تناولت الدراسة أثر السلطة وتداعياتها في الشعر الجاهلي، ودور الشاعر الجاهلي في إسعار نيران السلطة، وهدفت الدراسة إلى الوقوف على مظاهر التمرد والمقاومة التي أنتجتها السلطة. وكل ذلك ضمنته في موضوع دراستي الموسوم بـ (ملامح النزعة التسلطية والسلوك القهري في الشعر الجاهلي _ دراسة في ضوء المنهج النفسي)، وقد اقتضت طبيعة الموضوع أَنْ أُقسَّمه على (تمهيد) وثلاثة فصول، أَمَّا التمهيد فقد عرضت فيه مفهوم (التسلط والسلوك والقهر) لغة، ووقفت على تعريف دلالة تلك المفردات في علم النفس، وكذلك ضمنت في التمهيد (الحياة الجاهلية وأثرها في تكوين القهر)، وأمَّا فصول الرسالة، فاحتوى الفصل الأول على مبحثين: تضمن الأول ( تنامي النزعة التسلطية السياسية في الشعر الجاهلي) والذي عرضنا فيه صور الإجلال والتعظيم التي ألصقها الشاعر بالملك والذي بدوره زاد من نمو شرور التسلُّط لدى الملوك وأصحاب السلطة، أمَّا المبحث الثاني فقد حمل عنوان (مجابهة النزعة التسلطية السياسية في الشعر الجاهلي)، وأمَّا الفصل الثاني اشتمل على مبحثين أيضاً الأوّل (الخضوع والاستسلام للنزعة التسلطية الاجتماعية) والذي وضحَّنا فيه ملامح العجز والضعف التي هيمنت على الشعراء أمام وطأة العادات والتقاليد التي يصعب تغييرها، ليأتي المبحث الثاني (مظاهر التمرد على النزعة التسلطية الاجتماعية) ويبين مظاهر التمرد على قيم المجتمع وعاداته القاهرة، وأمَّا الفصل الثالث فقد خصصته لدراسة أشعار الشواعر الجاهليات من خلال الكشف عن القهر المحدق بهن، وملامح المقاومة لتلك النسوة الشواعر، فجاء المبحث الأول من ذلك الفصل بعنوان (بواعث القهر في شعر الشواعر الجاهليات)، بينما اختص المبحث الثاني بدراسة (مقاومة النزعة التسلطية في شعر الشواعر الجاهليات) الذي حمل بين طياته صيحات الرفض والشجب.
وكما هو واضح من عنوان الرسالة إنَّ المنهج المتبع في الدراسة هو المنهج النفسي؛ لما فيه من مطاوعة قوية، وقدرة على التحليل والاستقصاء لخدمة الدراسة، والكشف عن الأبعاد النفسية والفكرية للشعراء.