202العدد (163) - حزيران- 2024

اتصل بنا   

الارشيف   

اسرة المجلة

الصفحة الرئيسية                                                     

اهلا  وسهلا  بكم في مجلة  روافد  ثقافية  الالكترونية الصادرة عن دار الكتب و الوثائق


النزاعات وتعافي المجتمعات (دراسات في المداخل والأشكاليات)
د. محمد محي الجنابي
بغداد –الدار الجامعية للطباعة والنشر والترجمة – 2024م
171صفحة

 

 

       لقد أثبتت تجارب الماضي، بأنَّ نهاية النزاعات لا تعني بالضرورة أنَّ السلم قد استقر نهائياً، لاسيما في ظل تصاعد وتيرة النزاعات الداخلية بعد نهاية الحرب الباردة بشكل عام، وبعد تفكك الاتحاد السوفيتي في تسعينيات القرن العشرين علىوجه الخصوص، التي أغنت التجارب والدراسات فيما يخص . مسألة النزاعات أثنائها وبعدها، لذلك أجرى أخصائي النزاعات بعض التغييرات المهمة خلال العقود الأخيرة على الطريقة التي يفهمون ويحللون بواسطتها موضوع النزاع ومتطلبات ما بعده،بوصف المرحلة الأخيرة تتخللها مجموعة من الأحداث والاخفاقات أو الأزمات والاختلافات في الرؤى، قد يؤدي تراكمها وتطورها إلى حدوث ارتدادات خطيرة تنذر بأزمات قد تؤدي إلى نزاعات أشد فتكاً.

ومن هذا المنطلق، ينبغي التأثير في السياق المحيط بالنزاعات، وتغييره، إذ يدعو هذا الاقتراب إلى التعامل مع المصادر الاجتماعية والسياسية المتنوعة للنزاع، والعمل على تحويل العوامل السلبية التي تقف وراء النزاع إلى تغيير إيجابي في المجالات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، ومن ثم نقل التفكير من حل نزاع معين إلى عملية يمكن من خلالها تفادي النزاع في المستقبل، أي بمعنى الوصول إلى أصل المشكلات، ومن ثم إتخاذ إجراءات لتجنب النزاعات مستقبلاً، الأمر الذي يتطلب العمل على وفق آليات وإستراتيجيات للتعافي بهدف تحديد ومعالجة المتطلبات الفورية ومتوسطة الأمد بغية إنعاش المجتمعات الخارجة من النزاعات،وفي الوقت ذاته، وضع الأسس لتطوير إستراتيجية طويلة الأمد للتعافي المستدام،الذي يتركز نطاقها على النزاع والوضع الأمني وموقف الحكومة المضيفة وقدراتها والموارد المتاحة، بينما ركائز العمل المستدام هي المستويات المؤسسية والسياسية المحوكمة من جهة، والاستدامة الاقتصادية والتماسك الاجتماعي من جهة أخرى.
وفي الواقع، إن إيجاد متطلبات للتعافي في مجتمعات ما بعد النزاع، المترافقة مع خروج بلد ما أو إقليم ما من نزاع عنيف أو سعيه للانتقال من حالة النزاع النشط إلى حالة تتمتع بنوع من السلم الأهلي، ومن ثم تعزيزه قد تصطدم .

الديناميكيات المعقدة للنزاعات التي قادت إلى طرح مشكلة استعصاء أمام الباحثين مع فنجد أن أغلب الطروحات التقليدية قد أثبتت محدوديتها لمعالجة الديناميكيات التي تدفع لاستمرار النزاع أو الحيلولة دون رجوعه ومن ثم العجز عن إيجاد إجراءات مستدامة لتعافي المجتمعات بعد مرحلة النزاع، الأمر الذي استدعى ضرورة إيجاد مقاربة جديدة، التي تمثل متطلبات التعافي المستدام إحدى طرقها الحديثة لمعالجة حالات ما بعد النزاع، ومن أجل تحقيق ذلك، يستدعي الشروع بعد الإفادة من التجارب والدراسات السابقة، ثم الاستزادة عليها أن يكون العمل على وفق منهج الأجندة السياسية التي تضع الحلول على وفق الأولويات من خلال تقسيم متطلبات التعافي على مرحلتين أولية وأخرى مستدامة.

وأمام تلك التحديات جميعها، يأتي هذا الكتاب ليطرح رؤية تخص التعامل مع مرحلة ما بعد النزاع عبر تحليل أسباب النزاعات، ومن ثم الشروع بوضع الحلول الناجعة، التي من شأنها الحيلولة دون الرجوع إلى مرحلة النزاع مستقبلاً، وذلك عبر الإفادة من التجارب والدراسات السابقة، ثم الاستزادة عليها، ليكون العمل على وفق منهج الأجندة السياسية، التي تضع الحلول على وفق الأولويات من خلال تقسيم متطلبات التعافي على مرحلتين أولية وأخرى مستدامة.

وقسم الكاتب فحوى كتابه إلى :

الفصل الأول : الأطار المفاهيمي للنزاع .

الفصل الثاني : الاطار المفاهيمي للتعافي .

الفصل الثالث : المتطلبات الأولية .

الفصل الرابع : المتطلبات المستدامة .