202العدد (163) - حزيران - 2024

اتصل بنا   

الارشيف   

اسرة المجلة

الصفحة الرئيسية                                                     

اهلا  وسهلا  بكم في مجلة  روافد  ثقافية  الالكترونية الصادرة عن دار الكتب و الوثائق

استراتيجيات وطرائق تدريس الجغرافية
م.م. علي حسين عبود المسعودي
بابل – دار الصادق - 2024
178 صفحة
 

إن نظرة تأملية في أسباب قيام الحضارات ونموها ، وما تبرزه من إنتاج فكري وحضاري عظيم، تبرز الأهمية المتنامية لمهنة التدريس ووظيفتها لصناعة التقدم الإنساني عبر عصور التاريخ, فالأمم جميعاً لا تستغني عن التعليم والتدريس فهو :ضرورة من ضرورات الاجتماع البشري ، وأداة لا بد منها ، لتمكين المجتمع من تربية الوليد البشري، وننشئته إنسانياً، ولتمكين المجتمع من الوصول إلى الرفاهية من خلال الخبرات والصنائع التي تناله المجتمعات بالتعليم ، فكل الصنائع العملية إنما تكتسب بالتعليم ، ولا بد لها من معلم ، النجارة والبناء والطب والوراقة والخياطة وتعليم العلم ، وغيرها ولأهمية مهنة التدريس فقد وصفها أحد علماء التربية (شاندلرChandler ) بأنها : " المهنة الأم " وذلك لأنها تسبق جميع المهن الأخرى، ولا غنى لها عنها ، فهي الأساس الذي يمدها بالعناصر البشرية المؤهلة علمياً وفنيا ًواجتماعياً وأخلاقياً .

إن الناظر إلى مخرجات التعليم الطلاب في شتى دول العالم العربي، يجد أننسبة كبيرة منهم ليست في المستوى المأمول من ناحية امتلاكها للمهارات الأساسيةالقراءة والكتابة والقدرات الرياضية والعلوم بمختلف الفروع فهنالك ضعف عام نتج عن عدة عوامل اقتصادية وثقافية وسياسية، وبالرغم من الجهود المبذولة من قبل المعلمين والمشرفين ومؤسسات الدولة الا انها لم تحقق النتائج المرجوة ، ولرأب الصدع وانقاذ ما يمكن انقاذه واللحاق بالركب ، لزم أن يكون هناك علاج لمختلف العوامل المؤثرة، ومنها نوعية التدريس المقدم للطلاب أي أسلوب التعليم والتعلم ،وجعل التدريس فعالاً قادراً على إحداث التغيير المطلوب.

والتدريس الفعال هو ذلك النمط من التدريس الذي يُفْعِل من دور الطالب في التعلم فلا يكون الطالب فيه متلق للمعلومات فقط بل مشاركا وباحثا عن المعلومة بشتى الوسائل الممكنة، وبكلمات أكثر دقة هو نمط من التدريس يعتمد على النشاط الذاتيوالمشاركة الإيجابية للمتعلم والتي من خلالها قد يقوم بالبحث مستخدماً مجموعة من الأنشطة والعمليات العلمية كالملاحظة ووضع الفروض والقياس وقراءة البيانات والاستنتاج والتي تساعده في التوصل إلى المعلومات المطلوبة بنفسه وتحت إشراف المعلم وتوجيهه وتقويمه.

ويقول " نيفل جونسون " في حديثه... من المتوقع من التدريس الفعال أن يربي التلاميذ على ممارسة القدرة الذاتية الواعية التي لا تتلمس الدرجة العلمية كنهاية المطاف ، ولا طموحاً شخصياً تقف دونه كل الطموحات الأخرى انه تدريس يرفع من مستوى إرادة الفرد لنفسه ومحيطه ووعيه لطموحاته ومشكلات مجتمعه وهذا يتطلب منه أن يكون ذا قدرة على التحليل والبلورة والفهم ليس من خلال المراحل التعليمية فقط ولكن مستمرة يُنتظر أن توجدها وتنميها المراحل التعليمية التي يمر من خلالها الفرد ، وقال " كولدول " ... إن التدريس الفعال يعلم المتعلمين مهاجمة الأفكار لا مهاجمة الأشخاص وهذا يعني أن التدريس الفعال يحول العملية التعليمية التعلمية
إلى شراكة بين المعلم والمتعلم.

وقسم الكتاب الى عدة فصول وهي  :

الفصل الاول  : تعريفات في بعض المصطلحات التربوية .

الفصل الثاني : المفاهيم واستراتيجيات تصحيح المفاهيم المخطؤة .

الفصل الثالث : الاستراتيجيات الحديثة في التدريس .

الفصل الرابع : التعلم المستند الى الدماغ .